ملف يتحدّى الحكومة .. مواجهة مع التهريب والعبرة في من يضحك أخيراً ؟؟
من حق تركيا أن تنظر الى بلادنا كمستقر ومعبر لمنتجاتها ..تهريبا الآن .. وقبل الحرب بموجب اتفاقية تجارة حرة مجحفة تسببت في إغلاق الكثير من مصانع حلب ودمشق وما بينهما .. “لعله كان أسوأ عمل قامت به حكومة ناجي عطري ” .
اليوم لم تترك تركيا وسيلة إلا ومارست عبرها فنون السرقة بحق الاقتصاد السوري , هذا ولم نتحدث عن الإرهاب و الإتجار بالأشخاص والأعضاء والمخدرات والأسلحة ؟ .
ومن حق الحكومة السورية قبل واجبها أن تعلي صوتها الآن في وجه التهريب .. وأن تشرع قوانين الدولة المحصنة في وجه السلع المجهولة المصدرأياً كانت إذا ما أردت فعلاًان تقول أنّها حكومة انتاج وتنمية وإعمار .
ولو اختارت هذه الحكومة تاجيل ملف التهريب الى من يأتي بعدها فإنّها بذلك لن تكون وفية كما يجب لكل تلك التضحيات التي قدمتها سورية في طريق حربها من الإرهاب .
وهي أي حكومة المهندس خميس التي لامست ملفات لم تتجرأ حكومات سابقة على الغوص فيها مكتفية ببعض الملامسة التي لم تصل حتى الى حك أظافرها ولو قليلا مع تلك الملفات وأمن يقف وراءها . هذه الحكومة يبدو أنّها عقدت العزم فعلا على خرمشة المهربين .
هذه الحكومة معنية الآن الآن بمكافحة التهريب وبناء جسر للعبور به الى الضفاف التي تقوضه وتحسره إكراما لاقتصاد يستحق أن يعاود نموه وانبعاثه ..
من حق هذه الحكومة بل كان الأحرى بها ان “توّلف ” الاعلام و الفيس البوك ليكونوا معها في خندق واحد ضد التهريب الذي يقتل الاقتصاد وينهيه وينهي معه كل شيء من مقومات قوة الدولة وهيبتها .
لذلك تأكدنا أنّ الحكومة الحالية عازمة فعلا على ضرب المهربين ومستودعاتهم وحتى متاجرهم ولكن هذه المرة ليست بحاجة الى قرارات تصدر ” بغباء ” من البعض بل إلى خطة عمل تم وضعها فعلا والأيام القادمة ستسمعنا كيف سيتم التعامل مع المهربين .
في هذه السطور سنحاول إعلاء صوت هناك من يحاول اخفته حفاظا على مكتسبات جيبه ولكم أن تتخيلوا مقدار الثراء الذي امتلكه البعض كونهم شركاء في عمليات التهريب من وإلى سورية .. بل بعضهم تقدموا ليصبحوا شخصيات عامة معروفة تسوق نفسها على أنّها صاحبة أياد بيضاء ..
على كل يدرك الجميع كيف يدفع الاتراك بسلعهم عبر منافذ حدوية معينة أنشأت عند بعضها موانئ جافة تعمل بالتنسيق مع المجموعات الإرهابية وفي طليعتها فصائل “نور الدين الزنكي” التي تتولى تجميع البضائع المهربة في منطقة “سرمدة ” تمهيدا لتوزيعها عبر وكلاء في الداخل السوري .. في المدن والقرى والمناطق السورية التي تعرض فيها كافة أصناف المهربات علانية غير خائفة من عين الرقيب ” الذي احتاج قبل أيام لقرار بمحاربة الممنوع ”
مواد غذائية .. فروج مجمد أنهك مربي الدواجن . لحوم مجهولة المصدر والجنسية حتى .. مواد وصناعات كيميائية .. ألبسة .. اقمشة . . ما رغبتم كله يتم تجميعه في مستودعات ضخمة في مناطق قرب الحدود وخاصة منطقة “سرمدة ” ليتم توزيعه إلى كافة الاراضي السورية عبر وكلاء ليس بالضرورة أنهم في الظاهر منتمين الى المجموعات المسلحة .. لكنهم في الحقيقة ” وللأسف ” يبدو انّهم قادرين على اختراق كل حلقات الممانعة وصولا الى رفوف المولات والمتاجر والسوبرماركت والمتاجر وحتى البسطات ..
سلع مهربة بكميات كبيرة يتم إغراق الأسواق السورية فيها بينما أجهزة مكافحة المواد المجهولة المصدر نائمة في العسل وعندما استيقظت كانت مسرحية البالة التي شهدناها جميعا قبل ايام ولم تكن هي الا تفصيل صغير جدا في عالم التهريب الرحب والواسع ..
لنتفق اولا أن مكافحة التهريب هو ضمان لهيبة الدولة .. وعدم مكافحته هو نيل من هذه الهيبة ؟
وعلينا أن نتفق إن ضياع هيبة الدولة هو الذي جعل المهربين يتصرفون بكل هذا الفجور وكأنّ الحرب هي قسمتهم في هذه الحياة يغنون ويثرون منها بالسرقة ومخالفة القوانين والعبث باقتصاد البلد
فماذا يعني أن يكون مول وسط دمشق يعرض على رفوفه كافة أصناف المنتجات التركية المهربة الممنوع استيرادها بالقانون . يبيعها علنا دون ان يدفع عليها قرشا لخزينة لانها مجهولة المصدر لايوجد بيانات استيراد.
وماذا يعني أن نجد الألبسة من مختلف الماركات تملأ المولات والمحلات علانية بل وتتم المتاجره بها عبر النت غير مكترثة لابقانون ولا برقيب .
طبعا السبب هو كم الأموال “الوسخة ” التي تدفع للرقيب كي يبقى ساكتاً والأهم ما يدفع للشريك المتنفذ الذي يحمي ويمنع صدور القرارات المعادية للتهريب ؟
وما هذا العهر الذي لم يعد أصحابه يخافون من أحد .
يتجرأون على احتقار قوانين الدولة ولاءً لارباحهم وجيوبهم ؟ بل ولاء للمسلحين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على التهريب لتمويل أنفسهم وعملياتهم العسكرية ضد الدولة السورية وضد المواطنين والجنود .
لماذا نرضى بسلع العدو وندافع عنها وندعي ملامستها لاحتياجات الفقراء والعساكر ومتى كان الفقراء والعساكر يشترون من المولات والماركات
ستقولون لنا البالة كلنا يعرف أي صنف من البالة الموجه الى الفقير وكلنا يعرف ماذا تحمل “جاغات ” سوبر كريم وكريم وغيرها التي تحولت الى مخبأ للألبسة الجديدة تهرب بها . وتوجه للعرض في محلات التي تستهدف الأغنياء والأثرياء . في حين تبدو ” جاغات ” النخب الثالث موجهة الى الفقراء وغالبا ما تعرض في محلات المناطق الفقيرة و البسطات .
كل هذا التهريب فكيف إذا علمنا أنّ حلقة الوساطة الأولى هم الارهابيين .. الذين تمكنوا من ايجاد وكلاء لهم ” تجار الدم ” في كل المناطق وإلا فليفسر لنا أحد كيف يتم دخول كل هذه السلع وتمركزها علانية على رفوف المحلات والمولات . سبع سنوات دون انقطاع .
السارق هو نفسه … تيهرب السلع من تركيا الى بلادنا .. يهرب نفطنا الى تركيا وكردستان .. يسرق أعضاء الاطفال السوريين لتستقر في تركيا . يسرق أرواح الابرياء . تيسرق الآلات والمصانع يسرق المنازل .. كلهم يسرقون البلد بطريقة أو بأخرى . بينما عين الرقيب وتحديدا الجمارك لاترى إلا ما يحلو لها وعندما تطالعنا بخبر مصارة ملايين حبات الكبتاغون لاتحسن الأمر ويبدو اخراجها مسيئا لسمعة البلد ؟
ما هذا الفجور الذي وصلنا له حتى يشعر الاتراك والمسلحون ووكلائهم في الداخل ما باتوا يعرفون ” بدواعش الداخل ” ومعهم متنفذين وأشخاص في مواقع اتخاذ القرار بعضهم شركاء حقيقيين في الصفقات …. يشعروا بكل هذا الارتياح
من يحاول التغطية على كل هذا الإجرام الذي يمارس بحق الاقتصاد السوري المنهك بعد سبع سنوات ..
لماذا يصبح الجمركجي صديق المهرب وكيف يتحول عنصر التموين الى حامي للمخالف .. اللهم إلا بعض مظاهر المكافحة وعدد الضبوط الذي لم يؤثر حتى نفسيا على احد لعدم الجدية بقمع المخالفات ولأن للمخالفات ثمن يذهب الى جيوب الرقباء ومن أجل ذلك تدفع الملايين من أجل وظيفة في الجمارك أو التموين ؟؟ ..
قبل أيام وعندما تم الاعلان عن مكافحة السلع المجهولة المصدر .. كان واضحا ان المعلومات كانت واضحة عند أصحاب المحلات التي تبيع مهرب عن موعد فما كان منهم إلا أن اغلقوا محالهم الى اأن اطمأنوا أن احد لن يداهمهم .
وياتيك من يحاول ان يُشرع التهريب رافضا السماح بالاستيراد كحل لانّ المهربين اعتادوا على ثقافة مختلفة في التعاطي المالي وحيث خزينة الدولة لست في الحسبان .
على كل معلوماتنا تؤكد ان الحكومة ستمضي قدما في مكافحة السلع مجهولة المصدر وبقوة واعتبرت الأمر بمثابة ملف وتم فتحه والأيام القادمة سنسمع فيها الكثير مما ستقوم به الدولة في مواجهة التهريب ؟
مكافحة التهريب تشكل الآن وبالنسبة لبلد مثل سورية أداة من أدوات نهوض البلد .
وكل دولة راغبة بالنهوض بصناعتها تحتاج الى منع التهريب ووقف الاستيراد مرحليا حفاظاً على القطع الأجنبي
هامش 1: على الفيس بوكيين الاعتراض على الفروج المجمد والسلع الغذائية المهربة والتي لم تهرب للفقير بل للطبقة المخملية .. ومن العهر أن يكون الغني راغبا باستهلاك السلع المهربة والغالية الثمن دون ان يكون لديه رغبة بدفع ما يترتب عليه لخزينة الدولة .
هامش 2 : الفروج المجمد التركي الذي مر عبر المناطق المسلحة أطاح بالكثير من مربي الدواجن ولم يكن وجبة مضمونة على مائدة الفقير
هامش 3 : لعلنا سمعنا عن المواد المسرطنة التي تملأ المواد المهربة بدءا من المرتديلا .
هامش 4 : التهريب ممنوع بالقانون ولذلك كان يجب عدم قيادة النقاش على منع الممنوع . ومن ثم السماح بالممنوع .
هامش 5 : لاتعتقدوا أن محاربة التهريب أمر سهل ليس لأن المهربين أذكياء ويعرفون مع من يتشاركون وتحت أي ظل يجلسون . ولكن لأن عناصر الجمارك والتموين يشكلون حلقة قابلة للاختراق سرعان ما تتحول الى حلقة شريكة في التهريب .
هامش 6 : لمن طالب بتحسين صناعة الألبسة المحلية نقول لهم أن كل ألبسة البالة مصدرها بنغلادش والصين وفيتنام وهي دول تنافسها سورية بقوة في مجال صناعة الألبسة .
هامش 7 : استكمالا للهامش السابق الألبسة التي دافع عنها البعض هي ألبسة جديدة تهرب باسم البالة وتباع بأسعار خيالية على سبيل المثال يمكن أن تكون بلوزة واحدة ضعف راتب الموظف ولذلك العزف على وتر الفقراء وحتى العساكر لم يكن صائبا .
هامش8 : إذا كانت الحكومة الحالية راغبة بفعل شيء حقيقي لمكافحة الفساد فعليها أن ترفع شعار مكافحة التهريب كهدف متقدم وإلا لن تستطيع المضي قدما في تحويل شعارها الانتاجي الى حقيقية .
هامش9 : الدواء السوري يهرب الى مناطق المسلحين لرخصه والدواء التركي وغيره يهرب عبر مناطق المسلحين الى المناطق السورية ..
هامش10 : في اللاذقية وبسبب العلاقة الحميمية بين التموين من جهة وأصحاب محلات التهريب . تم تنبه أصحاب محلات الالبسة الجديدة ” المهربة ” باسم الفقراء الذين ثار الفيس من أجلهم فقاموا بإغلاق محلاتهم الى أن أصدر وزير التموين قرارا يلغي فيه قرار معاونه .
هامش11 : ماذا تختلف البضائع التركية الممنوعة عن البضاعة الاسرائلية . علينا أن لانسمح بالوصول الى مرحلة تصبح المقارنات فيه سهلة للغاية .. كي لانصبح كالاردنيين الذين يقولون اليوم علانية ما بضرورة وجود علاقات اقتصادية متطورة مع الكيان الصهيوني .
هامش12 : كل من يدخل سلع تركية مهربة استكمالا لنشاط الارهابيين هو تاجر موت وارهاب ويجب التعامل معه كمجرم حرب .
هامش أخير : هل تنجح حكومة المهندس عماد خميس في مكافحة التهريب .. حسب معلوماتنا ما تنوي القيام به سيخرمش المهربين وداعميهم فعلا .. فقد أعطيت الأوامر بمكافحة التهريب والتطبيق على أرض الواقع قادم وسنسمع به جميعا .
سيرياستيبس