حسين مرتضى: انهيار الحلم الإسرائيلي في القنيطرة والجدار الطيب قد تبدد
قطار الدولة السورية الذي عبر من ريف درعا الغربي نحو القنيطرة، حمل معه انجازات عسكرية وسياسية، بعد تقدم مباغت لوحدات الجيش وانهيارات في صفوف المسلحين العالقين بين رفع الراية البيضاء او معركة يدخل فيها الجيش السوري الى تلك المناطق، بالتزامن مع اقفال الكيان الاسرائيلي ابوابه امام من لم يعد لهم دورا في المعركة، مثلما فعل بجيش لحد في جنوب لبنان، وابواب ادلب التي تعج بالارهابيين كانت الملاذ الوحيد لمن اراد الخروج من المنطقة.
الترابط الوثيق بين عمليات الجيش السوري والمصالحة الوطنية، استراتيجية ترسخ نجاحها بعد ريف درعا الشرقي والجنوبي وانطلاقا نحو حدود القنيطرة التي انضمت الى ركب التسويات، ما يجعل الجيش يقف على باب الجولان السوري المحتل، وبدلك تعود وحدات الجيش الى المواقع العسكرية ، ودخول قوات الامن الداخلي ومؤسسات الدولة الى القرى والبلدات المتاخمة لحدود الجولان، مع تسليم نقاط قوات الامم المتحدة في منطقة ام باطنة والرويحينة، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للجيش، وتسوية اوضاع من يرغب بذلك، وخروج من لا يريد المصالحة الى ادلب، اتفاق شمل انتشار وحدات عسكرية من اللواء 90 واللواء 61 في نقاطهم التي كان يحتلها المسحلون، تمهيدا لاعلان القنيطرة منطقة خالية من السلاح والمسلحين.
وبالفعل بدأت الباصات الخضراء بنقل المسلحين من القنيطرة عبر معبر أم باطنة في القطاع الاوسط للقنيطرة، ضمن مراحل عديدة كان اولها تجميع المسلحين الراغبين بالمغادرة نحو ادلب، ليدخل الجيش القرى التي غادروها، 21 بلدة ومزرعة تمتد بين ريفي درعا والقنيطرة. ويتحضر العدد الباقي من المسلحين في ريف القنيطرة ونوى في ريف درعا الغربي، للخروج على دفعات متتالية، وبعد تجمع الارهابيين في القنيطرة، يتوجهون نحو نقاط تفتيش الجيش ومنها عبر الباصات الى ادلب.
بهذا الانجاز الاستراتيجي، خسرت الدول التي بعثرت ملايين الدولارات لتفتيت الدولة السورية الرهان، ولا ننسى ان الاحتلال الصهيوني يتحسر ايضا على فك سوريا قيدها عند البوابة الجنوبية للبلاد، وبوابة الجولان، بعدما فشل ارهابيوه في الصمود امام عزم الدولة السورية وحلفائها على اجتثاث الارهاب اينما حل فوق الخارطة السورية، وتحديدا في الجنوب الذي يشكل موقعا استراتيجيا مهما للدولة السورية، ان كان ضمن خريطة العمليات العسكرية، كون القنيطرة لها اهمية استراتيجية باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق جنوب سوريا ووسط سوريا، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية للجولان المحتل، وصولاً للمناطق المرتبطة بالجانب الحدودي اللبناني إضافة إلى كونها تشكل نقطة ربط بين المناطق الجغرافية السورية المرتبطة بالعاصمة دمشق جنوباً وغرباً، وهذا ما يعكس حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة القنيطرة بخريطة السيطرة بالجنوب والوسط السوري بشكل عام وبالجولان المحتل بشكل خاص، لما تمثله المنطقة منطلقا نحو الأردن وفلسطين ولبنان.
بالطبع دخول الجيش السوري الى تلك المناطق له اهمية كبيرة، وبالذات التلال المتربعة في وسط سهل واسع، والتي كانت مجهزة لمواجهة الكيان الاسرائيلي، ما يجعله يلامس كل تحركات الكيان ويضبط انفلاته في الجنوب السوري، ليعبر الجيش الى مرحلة جديدة من دحر الارهاب، واقفال شرايين طالما غذت الارهاب، ضمن استعادة السيطرة على تلال استراتيجية دفعت الارهابيين نحو الانهيار السريع، لتصبح “داعش” وحيدة في الميدان، والتي مازالت تحاول التمدد نحو اكثر من 12 مزرعة انسحبت منها المجموعات المسلحة في محيط بلدة نوى امتدادا حتى بلدة الرفيد في اقصى الجنوب الغربي لدرعا، والتي واجهها الجيش السوري برد عسكري عنيف حرم الارهابين من دخول تلك المناطق.
حسین مرتضی