حكومة خمس نجوم
ابراهيم الحمدان
رجال الدولة الذين لا يمتلكون حس المبادرة والتحرك الإيجابي دون أوامر .. يتحولون من رافعة وطنية إلى عبء وطني .. هذا الأمر في الحالات الطبيعية فكيف يكون الحال في حالات الطوارىء وحرب السبع سنوات ..
حكومتنا الحبيبة .. والتي تضع في( كرشها بطيخة صيفي ) وتتصرف وكأنها في سياحة سياسية .. وترف سلطوي .. نتساءل هل حس المبادرة الإيجابية مفقود عندها لهذه الدرجة ..
يا رئيس الحكومة ويا رجال الحكومة حتى وإن كنتم سلبيين ولا تتحركون دون أوامر القيادة أليس لديكم فضول أن تصافحوا و تلتقطوا الصور التذكارية مع أهالي كفريا والفوعة الذين كانوا محاصرين وصنعوا البطولات مدة سبع سنوات .. أليس لديكم الفضول أن تصافحوا وتلتقطوا الصور التذكارية مع من ستقطفون صمودهم ونصرهم ؟؟.. أليس لديكم الحماس أن تستمعوا إلى حكايات البطولة لنساء وأطفال ورجال استطاعوا أن يحافظوا على أرضهم دون أن يدنسها الإرهابيون؟؟ ..أليس لديكم الرغبة أن تستمعوا لحكايات الأطفال الذين كانوا يقتاتون حشائش الأرض ويلتحفون علم الوطن ويقفون وجها لوجه رافعين شعار النصر بوجه أعتى مجرمي الأرض …
حكومتنا الحبيبة .. تعتقد أن أهالي كفريا والفوعة ليسوا بحاجة الماء والدواء والطعام والغذاء فقد عودتهم الحرب على الصمود والشقاء إن كان بوجه الحكومة وإن كان بوجه الأعداء .. لذلك حكومتنا مطمئنة وتنام في العسل وتشخر .. معتقدين أن سوريا والعالم كله ينام في أمان طالما أنهم (أي رجال الحكومة ) في أمان لمجرد وجود حراس على أبوابهم يطرقون لهم ولأولادهم التحية ويتباهون بأنهم من حقق النصر لمجرد أنهم يتمتعون بالخدم والحشم ورضى القيادة عنهم التي لا نعلم كيف ولما وإلى متى هذا الرضاء الذي يجب إعادة تقييمه من قبل القيادة …
أطفال ونساء ورجال كفريا والفوعة .. مضرب مثل للنضال والتصدي والصمود .. مضرب مثل للنصر الذي كانوا جزء مهم منه والذي تحاولون أيها الوزراء ونواب الوزراء ومحافظون وموظفو الخمس نجوم الذين تتبجحون بالنصر السوري الذي لم نراكم لا أنتم ولا أولادكم تتنفسون هواءه كرجال ونساء وأطفال كفريا والفوعة … نعم ولا ننكر عنترياتكم بعد عدة سنوات من الحرب أنكم تكرمتم علينا وشرفتونا على شاشات الإعلام لقطف النصر … وكان أهم إنجازاتكم هي التدليس للوطن .. واستقبال الخارجين عن القانون في قاعات الشرف في مطار دمشق .. وأخذ الإرهابيين الخارجين من الغوطة بالأحضان … أيها المارقون من شاشات الإعلام .. الحرب ليست حربكم .. والنصر ليس نصركم … الحرب حرب كل مجند وصف ضابط وضابط في الجيش العربي السوري .. الحرب والنصر لأم الشهيد التي زغردت على شهيدها .. الحرب والنصر والصمود لأهالي كفريا والفوعة وكل من صمد وكبس جرحه بملح الصمود بملح الصبر بملح الجوع والبرد والعطش .. النصر لمن قدم حياته ليحميكم معتقدا أن أولاده من بعد شهادته لن يكونوا يتامى فقيرون جائعون .. النصر لكل جندي فقد بصره أو فقد أحد أطرافه معتقدا أنه سيكون معزز مكلل بالنصر ولن يجبره المسؤولون على أن يستجدي لقمته منكم يا أصحاب السيادة والمال والخدم والحشم والسائقين والحراس .. يامن تتحكموا برقاب من صنع النصر معتقدين أنكم تتحكمون برقبة الانتصار .. أن تكرموا الخارجين على القانون تحت مسميات شتى هذا ليس انتصار .. أن ترموا أهالي الشهداء والجرحى للعوز والفقر وتتلفحوا نصرهم دون مواساة حتى … هذا ليس انتصار .. أن ترموا لحمنا من أهالي كفريا الفوعة في الطرقات دون مأوى و دون دواء هذا ليس انتصار … أنتم تحت المجهر وبعد أن ينتهي الوطن ممن اختار (إدلب وبئس المصير ) سيأتي دور من عاث فسادا في سوريا .. وأقول لكم أن الأسوأ من الأصم هو من لا يريد أن يسمع .