وفد لبناني رفيع المستوى في سورية
حملت الساعات الأخيرة سلسلة لقاءات سورية – لبنانية شملت فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين وتسهيل إجراءات العودة الكريمة للمهجرين السوريين من لبنان إلى قراهم وبلداتهم التي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها وتأمين كافة متطلبات عودتهم.
جاء ذلك خلال زيارة هامة لوزير الصناعة اللبناني د.حسين الحاج حسن على رأس وفد من المعنيين في الاستثمار والبناء والإعمار والتنمية والصناعة والنقل.
وجرت في مجلس الوزراء مباحثات بين خلالها رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس التحسن الاقتصادي الذي تشهده سورية انطلاقاً من استقرار قطاع الطاقة والتطور الذي تشهده المناطق الصناعية وعودة آلاف المنشآت الصناعية إلى العمل الأمر الذي أعطى دفعاً قوياً لسائر القطاعات الصناعية القائمة لإعادة تدوير عجلة إنتاجها، مبيناً أن شركاء النصر سيكونون شركاء إعادة الإعمار خصوصاً مع جملة التسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية لناحية التشريعات والقروض وتبسيط الإجراءات.
بدوره أشاد الوزير حسين بسلسلة الانتصارات التي تشهدها سورية على كافة الأصعدة حيث استطاعت محاربة الإرهاب بيد والبدء بإعادة إعمار ما دمره الإرهاب بخطى واثقة، معبراً عن رغبة لبنان في الاستفادة من الزخم الاستثماري الذي بدأت تتضح معالمه في سورية مع انطلاق مرحلة إعادة الإعمار.
واعتبر وزير الصناعة اللبناني أن مشاركة رجال الأعمال اللبنانيين في مؤتمر رجال الأعمال والمستثمرين في سورية والعالم ستؤدي إلى نتائج إيجابية لجهة تقديم التسهيلات لهم تبسيط إجراءات تأسيس مشاريعهم ودخولها حيز التنفيذ والإنتاج، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر مؤشر قوي على التعافي الاقتصادي الذي تشهده سورية وانفتاحها على التعاون مع الدول التي وقفت إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب.
في وزارة النقل .. مباحثات هامة
وفي لقاء عمل بين وزير النقل السوري المهندس علي حمود، ووزير الصناعة اللبناني الدكتور حسين الحاج حسن، بحث مجال التعاون بين البلدين والربط الطرقي والسككي مع الجانب اللبناني وحركة النقل وتدفق البضائع في ضوء الاتفاق والتنسيق المتبادل بينهما وإعادة إحياء المشاريع المتوقفة وخاصة الوصل الطرقي والسككي بين البلدين.
ولفت الوزير حمود خلال اجتماع عمل في مبنى وزارة النقل إلى أهمية موقع سورية الجغرافي والتاريخي ومكانتها المرموقة كعقدة نقل تحقق الفائدة والنفع لها ولشعوب العالم عبر تدفق السلع والبضائع ومرور قوافل التجارة والترانزيت وعبور الأجواء وإطلالتها البحرية وخاصة بعد أن بدأت تتعافى وتنتعش فيها حركة الاقتصاد والنمو مع انتصارات جيشنا البطل وكسر شوكة الإرهاب والمخططات التآمرية بفضل التحالف القوي لمحور المقاومة والصمود الذي سطره الشعب الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وبفضل مساندة القوى الرديفة والحليفة لسورية وعلى رأسها المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وخلال الاجتماع بين الوزير حمود الارتكاز المتين الذي تستند إليه العلاقة الاجتماعية والتاريخية والجغرافية بين البلدين وإلى العلاقات والاتفاقيات بين الجانبين السوري واللبناني، مشيراً إلى العمل على إزالة أثار الإرهاب في كافة قطاعات النقل وتسهيل الحركة للمواطنين.
كما أشار إلى التركيز على القطاع السككي وإنجاز وصلات سككية ترفد الاقتصاد الوطني السوري بأرقام كبيرة وإصلاح السكك الحديدية وتأهيل الطرق في المواقع التي يحررها الجيش العربي السوري وإيجاد التفريعات السككية والطرقيةـ مع التركيز على العمل البحري وإعادة تشغيل اسطول النقل البحري وتشغيل المزيد من الطائرات.
هذا وجاءت زيارة الوزير اللبناني الجديدة إلى سورية، تلبية لدعوة من الحكومة السورية للمشاركة في “معرض رجال الأعمال والمستثمرين في سورية والعالم 2018”.
وأكد الحاج حسن أنه يصطحب في جعبته العديد من الملفات لمناقشتها مع كل من وزيري الصناعة والنقل ومع رئيس الحكومة في سورية، كما سيشارك الوزير الحاج حسن في أعمال المؤتمر المدعو إليه.
وأضاف أن هناك شبكة مواصلات مهمة في سورية، منوهاً بأهمية شبكة المواصلات الطرقية التي استطاعت سورية الحفاظ عليها وإعادة تأهيلها رغم الحرب وإلى أن هناك عدداً من المصانع المشتركة بين البلدين يتم العمل عليها عند المناطق الحدودية في الهرمل وبعلبك والقاع.
كما يتم التباحث حول الاقتصاد والتجارة وإعادة الإعمار، كما سيتم مناقشة ملف النقل البري والطريق البري لإعادة التصدير من لبنان عبر المنافذ الحدودية في سورية ومنها إلى الأردن والعراق ودول الخليج، مع تفعيل حركة البضائع، وتحقيق التكامل من الناحية الاقتصادية بما فيها المجال الطرقي والسككي.
وفي وزارة الصناعة بحث وزير الصناعة محمد مازن يوسف مع وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسين علاقات التعاون الاقتصادية بين البلدين وسبل تفعيلها بشكل ينعكس إيجاباً على القطاع الصناعي والاقتصادي في البلدين.
حيث أكد وزير الصناعة السوري على إعادة تفعيل عمل اللجنة السورية اللبنانية المشتركة خصوصاً وأن هناك تكامل اقتصادي بين البلدين مما سيسهل عملية انسياب السلع.
وبين يوسف الجهود المبذولة من القطاعين العام والخاص في سورية للنهوض بالصناعة خصوصاً وأن سورية تعتبر في المرحلة الأخير من الحرب.
من جهته وزير الصناعة اللبناني أكد بأنه لا يمكن أن تكون العلاقات بين البلدين إلا تكاملية إلا أن نمط الإقتصاد المختلف يخلق بعض المعوقات لذلك لابد من العمل على تنظيم التجارة بين البلدين وإنشاء مناطق صناعية مشتركة، كما بين الحاج حسين رؤيته لما يمكن أن يكون في المستقبل من تعاون مشترك يعمل على تطوير الصناعة في البلدين من إنشاء خط غاز وطرق وسكك حديدية وخطط اقتصادية ضمن رؤية مشتركة.
المصدر: دمشق الآن