ممثلة سورية تبرع بشخصية “هاملت” على مسرح ألماني
تمكّنت الشابة السورية “سماء محمود” من كسب شهرة واسعة كممثلة مسرحية على المسارح الألمانية بعد أن أصبحت من الوجوه الفنية البارزة من خلال أدائها للعديد من الأدوار في مسرحية (URBAN PRAYERS) أو (صلاة العصر)، التي حملت عنوانًا فرعيًا هو (Nach Babel – und noch weiter) (إلى بابل وأكثر) في موسم العام الماضي، ومسرحية Sein oder Sein lassen المستوحاة من مسرحية الكاتب الإنكليزي الشهير شكسبير (هاملت) بقالب جديد وإسقاطات معاصرة.
وتنحدر سماء من مدينة “سلمية” في حماة وعاشت شطراً من حياتها في دمشق حيث دأب والدها الكاتب “حسان محمود” المدير الإداري السابق لدار الأوبرا على اصطحابها لحضور الحفلات الفنية التي تُقام فيها.
ويقول الأب لـ”زمان الوصل” إن “سماء” سجلت في معهد الفنون المسرحية (رقص باليه) قبل أن تعود مع عائلتها إلى “سلمية” بعد استقالة والدها عام 2007، وبقيت في سوريا إلى صيف العام 2013، حيث انتقلت بعدها إلى تركيا واتجهت حينها إلى التمثيل وكتابة المونولوجات والنصوص المسرحية.
وبعد لجوئها مع عائلتها إلى ألمانيا، وجدت “سماء” في المسرح والتمثيل عزاء قد ينسيها مشاهد الحرب والدمار في سوريا، وأتيحت للوافدة الجديدة آنذاك فرصة الالتحاق بمسرح المدينة (أوسنا بروك) ضمن مجموعة لهواة المسرح أطلق عليه اسم (يوغنت كلوب) وشاركت من خلاله بثلاث مسرحيات كانت اللاجئة الوحيدة فيها إلى جانب عدد من الفنانين والفنانات الألمان.
ولفتت الفنانة الشابة إلى أن أساتذة صفها في المدرسة الألمانية طلبوا منها ضمن حصة للتمثيل المسرحي تجهيز نص مسرحي قصير، فلجأت لترجمة منولوج كانت قد كتبته في تركيا، ويتحدث النص وهو من نوع الكوميديا السوداء عن امرأة تضطر للخروج من بلادها بسبب ظروف الحرب مع أطفالها عبر رحلات الموت فتفقد أحدهم الذي يموت من البرد أثناء الرحلة وما يتخلل عالمها الداخلي من تداعيات شعورية ونفسية أليمة.
ولفتت أسماء إلى أنها واجهت صعوبات في حفظ النص بعد ترجمته إلى اللغة الألمانية وفي إيصال المشاعر من خلال المفردات الألمانية.
وبعد ذلك شاركت بمسرحية Sein oder Seinlassen أي “كن أو اترك” وتتحدث المسرحية التي قُدمت على مسرح مدينة أوسنابروك Theater Osnabrückعن فكرة التسويف ومساوئه وإيجابياته، وتحكي المسرحية قصة “هاملت” لشكسبير ولكن بطريقة حديثة وبإطار جديد.
الممثلة الشابة التي تعيش في مقاطعة نيدرزاكسن، Niedersachsen لفتت إلى أن أداءها إحدى شخصيات “هاملت” التي تتناولها المسرحية كان سهلاً عليها كأنثى بعد أن تلقت تدريبات مكثفة على طريقة المشي والكلام والحركات، وساعدها المخرج في تأدية الدور المعقد نوعاً ما، مضيفة أنها قرأت أيضاً عن هاملت قبل أداء الدور، لافتة إلى أنها تحاول أن تؤدي شخصيات تعاكس شخصيتها الحقيقية وترسم لها كراكتر بعيداً عما تتسم به في الواقع.
وأردفت أن هذا العمل المسرحي أتاح لكل ممثل شاب فيه أن يختار شخصية من شخصيات “هاملت” سواء “الخائف” أو “المنتقم ” أو “المسوف أو” الخجول” بينما اختارت هي شخصية “هاملت المنتقم الغاضب” لأنها بعكس شخصيتها الواقعية وتشعر في قرارة نفسها أن الانتقام تصرف خاطئ.
وتسعى الممثلة الشابة -كما تقول- إلى إيصال رسالة بأن السوريين شعب قادر على الاندماج وبناء حياة جديدة أينما حلوا رغم المصاعب والآلام والمآسي التي عاشوها ولا يزالون، وهم شعب منفتح ومتقبل للآخرين، وترغب -حسب قولها- بإيصال ثقافة السوريين خاصة والعرب عامة إلى العالم، وتطمح لاحتراف التمثيل بعد إنهاء دراستها دون أن تتخذ هذا المجال مهنة، وبناء مستقبل لائق بها في بلد اللجوء.
زمان الوصل