السبت , نوفمبر 23 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

سوريا معبر الزامي لعودة النازحين

سوريا معبر الزامي لعودة النازحين

حسن سلامة
يحاول البعض في لبنان اعطاء تفسيرات وتأويلات خارجة عن المألوف والواقع بما يتعلق بالتوافق العام والمحدود الذي حصل خلال القمة التي عقدت ين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاميركي دونالد ترامب من حيث الدعوة لعودة النازحين من دول الجوار لسوريا الى بلدهم. حيث يحاول البعض تصوير الاميركي وكأنه حريص على عودة النازحين وانهاء معاناتهم، بل ان هؤلاء يعتقدون او يصورّ لهم انه بمجرد حصول توافق في القمة يعني ـن كل الطرقات باتت سالكة لهذه العودة من دون النظر الى أن الحكومة السورية هي التي تقرر كل ما له علاقة بقرار وسيادة سوريا.

كتلة “المستقبل” النيابية حاولت التسويق في بيانها الأخير أن هذه العودة يمكن أن تحصل بمجرد تشكيل لجنة ثلاثية تضم مسؤولين من لبنان واميركا وروسيا، في مقابل اطلاق الاتهامات المغلوطة والمجافية للحقيقة بما خص موقف القيادة السورية من موضوع عودة النازحين، وبالتالي تناسي ما فعلته الادارة الاميركية من فعل عدواني بحق سوريا وشعبها ما أدى الى تهجير ونزوح ملايين السوريين داخل بلدهم والى دول الجوار ومن بينها لبنان.

وانطلاقاً من محاولة التعمية على حقيقة الموقف الاميركي من اشعال الحرب في سوريا ومفاعليها على المنطقة، يتوقف وزير سابق عند الكثير من الوقائع والاثباتات التي تتنافي مع محاولة الرهان على هذه “الاستفاقه” الاميركية المشكوك بها في سبيل عودة النازحين، ولعل أبرز هذه الوقائع والاثباتات تتمثل بالتالي:

– أولاً: حاولت الادارة الأميركية برئاسة ترامب منذ وصول الأخير الى البيت الابيض عرقلة هذه العودة الى جانب الدور المحوري الذي قامت به لمنع هزيمة الارهابيين، بل هي عطلت كل المحاولات التي حصلت في السنتين الماضيتين لاطلاق عودة النازحين على مستويات مختلفة، بالتزامن مع ممارسة الضغوط على الامم المتحدة وحلفائها في الغرب والخليج للحؤول دون القيام بأي خطوة تسهم في تسهيل عودة النازحين ولو كانت جزئية وما حصل مع ما يسمى المفوضية العليا لشؤون النازحين التابعة للامم المتحدة من عرقلة اعادة مئات النازحين ليس بعيدا عن الاملاءات الاميركية.

– ثانياً: إن هذا الموقف الذي خرجت به قمة بوتين – ترامب، ما كان ليحصل دون الموقف الروسي الحازم على وقع الانجازات الاستراتيجية التي حققها الجيش السوري بدعم ومساندة من حلفائه في محور المقاومة.

– ثالثاً: تتجاهل كتلة “المستقبل” ومعها أطراف أخرى ما سعت اليه القيادة السورية في سبيل عودة النازحين وما عملت له قوى لبنانية أساسية حليفة لدمشق أو على تواصل معها للدفع في سبيل اطلاق هذه العودة وعدم الايغال بعيداً في الرهانات الخاسرة على الولايات المتحدة والغرب والامم المتحدة لانجاز عودة النازحين, على اعتبار ان بوابة هذه العودة تكون في الحوار مع الحكومة السورية.

لذلك، السؤال الآخر، هو هل يمكن اعادة النازحين بحسب ما تعتقده كتلة “المستقبل” أي من خلال انشاء لجنة مشتركة مع الولايات المتحدة وروسيا وما تسميه الكتلة ضمانات دولية بهدف استيعاب الاتجاه العام لدى اكثرية اللبنانيين ؟

وفق الوزير السابق، فإن كل هذه المحاولات لتبرير عدم التواصل مع الحكومة السورية، لا تفيد لبنان واللبنانيين، ولن تسهم في عودة النازحين، بل إن العناد والرهان على ما يسمى ضمانات دولية بعيدا عن التحاور مع سوريا من شأنه اطالة بقاء النازحين في لبنان وزيادة معاناتهم، اضافة الى الانعكاسات السلبية الكبيرة لعدم فتح حوار رسمي مع الحكومة السورية على لبنان على كل المستويات.
العهد