ما الذي يريده المنتصرون في سوريا
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “إكسبرت أونلاين”، حول الإخفاق في تقرير مصير إدلب، خلال اجتماع “ثلاثي أستانا” في سوتشي، وتأجيل البت، نحو حسم الجيش السوري الأمر بالقوة.
وجاء في المقال: اجتمع ممثلون عن إيران وروسيا وتركيا في سوتشي لمناقشة مصير إدلب. ومع أن تركيا لا تنوي احتلال هذه الأراضي السورية إلى أجل غير مسمى… إلا أن أردوغان لا يريد المغادرة مجانًا..
الشروط التي تضعها أنقرة، واضحة وفي الوقت نفسه متناقضة. فهي من ناحية، تريد الاحتفاظ بقنوات نفوذ في سوريا ما بعد الحرب، وبالتالي، فهي مع منح مزيد من الحقوق والصلاحيات للمجتمعات المحلية. ومن ناحية أخرى، لا يريد الأتراك مثل هذه الحقوق والسلطات للأكراد السوريين.
من المستحيل تحقيق المطالب التركية حتى الآن. فاللجنة الدستورية بدأت عملها للتو، ولا أحد يفهم كيفية استبعاد الأكراد من عملية اللامركزية. والإيرانيون ليسوا متحمسين للتخلي عن مناطق نفوذ للأتراك…
نتيجة لذلك، في سوتشي، على ما يبدو، تم التوصل إلى حل وسط، حيث اتفقت دمشق وطهران وموسكو على تأجيل الهجوم مؤقتاً على إدلب، والسماح لتركيا نفسها بالتعامل مع التهديدات التي تنبثق من جماعات إرهابية منفصلة في المنطقة.
إلا أن هذا الحل الوسط، على الأرجح، لن يدوم طويلاً. أولاً، لأن تركيا حتى الآن عجزت عن التعامل مع الوضع؛ وثانياً، دمشق لديها حوار مع الأكراد حول المصالحة على أساس الوعد باللامركزية. وإذا عارض الأتراك، وبقي الخيار بين حل وسط مع الأكراد وإرضاء أنقرة، فالسوريون سوف يختارون الأكراد على الأرجح.
سيرسون على هذا الخيار، أولا، لأن تركيا في الثلاثي السوري هي الحلقة الأضعف. فنهاية الحرب الأهلية قريبة، وفي حين أن قربها يعزز مواقف إيران وروسيا، فإنها بالعكس تضعف موقف تركيا. ويساهم في إضعاف تركيا التدهور الحاد في علاقة أردوغان بالغرب، ما يجعل الرئيس التركي في حالة نصف عزلة، بما لا يتيح له تخريب العلاقة مع موسكو وطهران. ولذلك، فمن غير المستبعد، بعد تطهير الجيوب الصحراوية وحشد القوات قرب إدلب، أن يجد الجيش السوري في الخريف ذريعة للهجوم على المحافظة الانفصالية، فتتنحى تركيا جانبا، مكتفية بالحصول على تنازلات غير ذات قيمة.
روسيا اليوم