تتراوح الأعراض الجانبية البسيطة المحتملة لعمليات تصحيح الإبصار المعروفة باسم الليزك ، ما بين جفاف العين والرؤية المشوشة وانعكاسات للأشعة في أشكال مختلفة. ولكن تكمن الخطورة في احتمالية تدهور الحال في بعض العمليات والتي تصل فيها المضاعفات على المدى الطويل إلى عدوى للعينين أو ألم مزمن أو انفصال الشبكية أو فقدان البصر.
ويطرح موقع “WebMD” تساؤلا هل إذا كان المريض يعرف بكل هذه المضاعفات المحتملة، سيقدم على هذه العملية الشائعة؟ ويقول بعض المرضى، ممن لمن يحالفهم الحظ في نجاح تصحيح الإبصار بالليزك، إنهم لم يكتشفوا ذلك إلا بعد فوات الأوان، ويتمنون الآن أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء.
نسبة فشل 4%
قام بروفيسور إريك دونينفيلد، الطبيب والرئيس السابق للجمعية الأميركية لجراحة الكتاراكت والانكسار، بإجراء حوالي 85000 عملية، خلال مسيرته المهنية التي استمرت 28 عامًا. ويقول بروفيسور دونينفيلد إنه تم تحقيق نجاح في تصحيح الإبصار لما مجموعه 96% إلى 98% من المرضى الذين خضعوا لعملية التصحيح باستخدام أشعة الليزك. كما أن نسبة تتراوح بين 40% إلى 50% تنتهي رؤيتهم إلى مستوى أفضل من قياسات قوة النظر المتوسط. ومع ذلك، فإن عملية الليزك، مثلها مثل أي عملية جراحية، تكتنفها مخاطر، وذلك لأن بعض المرضى ربما يعانون من مضاعفات ضارة تستمر على المدى الطويل.
جاذبية الليزك ونصائح FDA
تتمتع عملية تصحيح الإبصار بواسطة أشعة الليزك بجاذبية لا يمكن تجاهلها، فهي فرصة للتخلص من النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، بكافة السلبيات المترتبة على استخدام أي منهما.
ولا تحدد هيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA أية قواعد بشأن المعلومات، التي يجب إخبار المرضى بها، أو ما يجب الإفصاح عنه في الاستشارة قبيل الإقدام على إجراء تلك العملية الجراحية. ولكن تحث FDA أي شخص يفكر في الخضوع لعملية ليزك أن يقوم بإجراء الكثير من الأبحاث حول المخاطر، وأن يتوخى الحرص مع مراعاة الحصول على استشارة شاملة مع الجراح بشأن حالته والعواقب المحتملة قبل الخضوع للجراحة.
ويقول دونينفيلد يجب أن يكون لدى المريض الكثير من الفرص لطرح الأسئلة. وعن تجاربه الشخصية على المستوى المهني، يقول دونينفيلد إنه يقدم للمرضى شرحًا كتابيًا عن الليزك، ويحثهم على مشاهدة فيديو متعمق حول الجراحة، ويعقد استشارات متعددة مع المرضى قبل الموافقة على اللجوء إلى هذه الجراحة لمعالجة ضعف الإبصار بسبب قصر النظر.
عمل تجاري
أما ألان كوزارسكي، طبيب عيون متخصص في القرنية، والأمراض الخارجية، وجراحة الانكسار، يصف الليزك بأنها “ثاني أفضل معجزة طبية يمكن إجراؤها والتحقق من نتائجها خلال 24 ساعة” بعد عمليات الولادة. وينصح المرضى بضرورة سؤال الجراح عن مدى جودة عملية الليزك بالنسبة لحالتهم. كما ينصح الجراحين في الوقت نفسه ألا تتحول عمليات الليزك لتصحيح الابصار إلى عمل تجاري. ويقول كوزارسكي إنها مهمة طبية وعملية جراحية بالأساس ولذلك لابد أن يصارح الجراح مرضاه بكل التفاصيل والاحتمالات وأن ينتقي الحالات التي تقل فيها احتمالات الإصابة بمضاعفات.
العربية نت