ما دور فلاش الصورة؟.. انتبه لسرطان العيون!
كما أي عضو في الجسم، تتكون العين من عدة طبقات، ولذلك فمن الممكن أن تصاب بالسرطان. ومع ذلك لا يزال هذا المرض نادرًا جدًا، ولهذا السبب لم يسمع عنه سوى قلّة من الناس.
نشرت مجلة “ماغازين” اللبنانية في عددها الشهري شرحاً للدكتور الاختصاصي في “الأورام الشبكية” اللبناني الأصل حسن عبد العزيز الذي يعيش في الولايات المتحدة، وهو الذي قدم إلى لبنان لإنشاء أول مركز لعلاج السرطان في الشرق الأوسط.
يشرح د. عبد العزيز “تتكون العين من المقلة التي تشمل القرنية (نسيج شفاف) والصلبة التي تشكل بياض العين”. وعادة، لا يتم تجديد هذين العنصرين وبالتالي لا يكونان عرضة للإصابة بالسرطان”، ويتابع “مغطيةً الجزء الأمامي من الصلبة (بياض العين) ومنتجةً مخاط التشحيم، الملتحمة وهي غشاء مخاطي شفاف ورقيق جداً”.
وأردف الدكتور أن “التعرّض الشديد للشمس يؤدي حتمًا إلى التهاب الملتحمة (الغشاء المخاطي) الذي يمكن أن يسبب سرطان العين إذا عولج بشكل سيئ أو بإهمال”. مضيفاً أنه “في الحالة الأخيرة، يتكون العلاج من قطرات مضادة للسرطان (العلاج الكيميائي)، ويمكن أن تكون هذه القطرات سامة على الرغم من أنها مع الجراحة العلاج الوحيد لسرطان العين”.
ولفت د.عبد العزيز إلى أنه “لحسن الحظ ، تظهر الأعراض مباشرة وتظهر للعين المجردة، ويمكننا أن نرى تغييراً في اللون والشكل، فضلاً عن ظهور عنصر جديد داخل العين”.
أنواع مختلفة من السرطان
وبصرف النظر عن إصابة الجزء الخارجي من العين، أشار الدكتور إلى أن “هذه الحالة المرضية يمكنها أيضًا إصابة الجزء الداخلي من العين”، مضيفاً أنه “في هذه الحالة هناك نوعان من الإصابات، السرطان الذي يبدأ بصورة أولية في عضو معين وينتشر للوصول إلى العين، وواحد يبدأ بشكل أولي في العين ثم ينتقل إلى أجزاء وأعضاء أخرى في الجسم”.
وأكمل قائلاً إنه في “الحالة الأولى، الأكثر انتشارًا، من الضروري علاج الورم الأساسي في الجسم “، موضحاً أنه “عند الرجال غالباً ما تكون الرئتان متأثرتان، أمّا عند النساء فإنه يبدأ بسرطان الثدي ثم ينتشر إلى العين”.
وتابع عبد العزيز أنه “في الحالة الثانية، عندما يكون الورم الرئيسي في العين ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، من المفيد التمييز بين الأطفال والبالغين”.
وفصّل الطبيب أنه “للكشف عن الورم الشبكي عند الأطفال، يلعب التقاط الصور دورًا مهمًا، في حين يسمى هذا الورم بـ”السرطان الأبيض” وأن “فلاش” الكاميرا يعكس داخل العين”
وأشار إلى أنه “لا داعي للذعر عند الوهلة الأولى فقد تكون حركة بسيطة للعين عند التقاط الصورة انعكاساً من قبل الفلاش للعصب البصري”، موضحاً أنه في الثمانينات والتسعينات كان الأطفال يقضون من هذا الورم حيث ينتشر للدماغ، أمّا اليوم ففي حوالى 100 ٪ من الحالات يبقى المريض على قيد الحياة مع العلاج الذي لا يخلو من المخاطر وخاصة عندما ينمو سرطان الشبكية في العصب البصري أو في الجزء المركزي “المسؤول” عن الرؤية.
وتابع الإختصاصي أنه عند “البالغين يتكون الميلانوما العنبية من ورم يظهر في الجزء الداخلي من العين يتم الكشف عنه خلال الفحص الطبي المنتظم، وفي كثير من الأحيان عن طريق الصدفة، وبمجرد تحديدها يتم إجراء الموجات فوق الصوتية بالموجات فوق الصوتية (A-scan و B-scan) ويتم العلاج عن طريق الإشعاع بعد فتح العين”، مشيراً إلى أنه “يُدمّر الورم، ويُقلّل إلى أقصى حد، ما يسمح للطبيب بإزالته وخياطة العين”.
وختم الدكتور حسن عبد العزيز “سواء كان السرطان هو الذي يصيب الجزء الداخلي أو الخارجي من العين، فمن الجيد معرفة أن الدواء قد سجّل خطوات عملاقة في طرق العلاج”، مشيراً إلى أن لبنان “قد يضطلع قريباً بدور حاسم على هذا المستوى، مع احتمال افتتاح أول مركز لعلاج سرطان العين في الشرق الأوسط، والذي ينبغي تركيبه في مركز كليمنصو الطبي في العاصمة اللبنانية بيروت (CMC)”.
المصدر : ماغازين