ما هو التكتيك الذي استخدمه الروىس لتحرير حلب ثم درعا ؟
هجوم لطيف”، عنوان مقال أنطون لافروف، في “إزفستيا”، حول تفوق تكتيك حرب المدن الروسي الذي تم تطويره أثناء المعارك في سوريا، على قدرات المقاتلين.
وجاء في المقال: هناك وجهة نظر منتشرة من عدة سنوات، تقول بأن وسائل الاستطلاع المستخدمة تتيح إمكانية تدمير نقاط دفاع العدو في المدن دون اشتباك معها، بالحد الأدنى من استخدام القوات. تبين أن هذا غير صحيح تماما. فقد قصفوا الموصل ثمانية أشهر، وقصفوه بعشرات القذائف “الذكية”… ولكن ذلك لم يَحُل ذلك دون هجوم دام.
حشدت الولايات المتحدة، لحصار الموصل والهجوم عليها، مائة ألف من جنود الجيش العراقي وكثير من التشكيلات غير النظامية. سوريا، لم تستطع أن تسمح لنفسها بمثل هذا الترف، فكان لا بد من مهاجمة حلب بعدد أقل بكثير، وبقوى الميليشيات وغيرها من المتطوعين، التي تحول إليها جيش البلاد. مفتاح النصر، هو أن حميميم أخذت على نفسها قيادة العمليات. تركيز جميع القوات على معركة المدينة وحدها، سمح بضمان تفوق عددي موضعي على العدو المدافع. تحقق ذلك بهجمات صغيرة متتالية، الأمر الذي لم يسمح للمقاتلين بتحديد محاور الهجوم وتركيز قواتهم على الدفاع.
عمليات الاستطلاع الروسية، التي اعتمدت على مجموعات صغيرة من القوات الخاصة وكثير من الطائرات بلا طيار، مكّنت الطائرات والمدفعية الروسية من توجيه ضربات موضعية دقيقة لخطوط المقاومة ومراكز القيادة ومستودعات الذخيرة.
وبعد أن تم إضعاف المدافعين بما فيه الكفاية، نجحت القوات السورية، بمساعدة المستشارين الروس، في استغلال الخلافات وسوء التنسيق بين المجموعات المتفرقة من الإرهابيين. مجموعات هجوم معززة شقت بـ”أسافين” مناطق المدافعين، وحطمت المرجل الكبير (المنطقة المحاصرة) إلى عدة مناطق، وجردت المدافعين من رغبتهم في المقاومة ودفعتهم إلى الاستسلام.
بعد تحليل الخبرات المكتسبة في معركة حلب، تم استخدام هذا التكتيك الروسي بنجاحٍ أكبر، في مدن سورية كبيرة أخرى. وبعد إدراكهم لا جدوى مواجهة مثل هذا التكتيك، سلّم المقاتلون في درعا آلياتهم المدرعة ومدفعيتهم وكميات هائلة من الذخائر، مبدين مقاومة رمزية لا أكثر…
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
وكالات