بدأت ملامح خارطة نفطية جديدة تلوح في سوريا، تمكن من خلالها الجيش السوري من استعادة معظم الآبار التي خسرها خلال الثورة، حيث بدأت شركات روسية التنقيب عن النفط في الأراضي السورية، كما توصلت الحكومة السورية لاتفاق جديد مع الأكراد لتقاسم ثروات النفط.
و أبرمت الحكومة السورية مع “قوات سوريا الديمقراطية” –التي تسيطر عليها الوحدات الكردية اتفاقا لمقايضة مئة برميل من النفط المستخرج يوميا من حقل العمر النفطي بدير الزور، وهو الأكبر في سوريا، مقابل 75 برميل مازوت مكررا، كما وقعت الحكومة السورية اتفاقا مع شركة كندية لصيانة أنابيب نقل النفط في مناطق السيطرة الكردية مقابل حصولها على حاجتها من النفط.
وذكرت مصادر محلية أن مسار نقل النفط سيبدأ من حقلي العمر والتنك الخاضعين لقوات سوريا الديمقراطية إلى حقل التيم الخاضع لسيطرة الجيش السوري جنوبي دير الزور، ومنه إلى مصفاة حمص (وسط سوريا)، أما خط نقل الغاز فسيبدأ من حقول العمر والتنك والجفرة، مرورا بمعمل “كونكو” في دير الزور، وصولا إلى محطة “جندر” الحرارية في حمص.
وقال الكاتب السوري عبد الناصر العايد إن الوحدات الكردية استخدمت ورقة النفط لخدمة مشاريعهما الخاصة، بينما استفادت الحكومة السورية بشرائه بأسعار متدنية.
وأضاف العايد، أن النفط لا يزال ورقة قوية بيد الأكراد للتفاوض وتحصيل وضع مميز لهم، لكن تلك الورقة ستبقى مدار صراع بين الطرفين، خاصة مع المساعي الأميركية لدفع المنطقة للتفاوض بشكل موحد عربا وأكرادا.
وبعد اجتماع وفد من مجلس قوات سوريا الديمقراطية مع ممثلين عن الحكومة السورية في دمشق، قال المجلس إنه تم الاتفاق على رسم خارطة طريق تقود إلى “سوريا ديمقراطية لامركزية”، في توجه واضح من الأكراد نحو تسوية فيدرالية مع الحكومة السورية، وذلك عقب تهديدات الرئيس الأسد باستخدام القوة في حال رفضت قوات سوريا الديمقراطية المفاوضات.
وقال المحلل العسكري المعارض، أحمد حمادة إن المفاوضات التي تجريها الحكومة السورية مع الأكراد هي ما يريده الروس والحكومة السورية لتوفير مبالغ مادية لإكمال مشاريعهم، وبذلك تتم مقايضة النفط مقابل بعض المزايا لهذه القوات “بعد أن أدركت أنها ورقة بيد مشغليها”.
وأضاف حمادة أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى إلى بعض المكاسب؛ فتارة تتحالف مع الروس وأخرى مع الولايات المتحدة، واليوم تعرض بنادقها أمام الحكومة السورية في إدلب والسويداء، وتعقد اتفاقيات معها.
ووقعت موسكو مع الحكومة السورية العديد من عقود التنقيب عن النفط والغاز في طرطوس (غرب)، لاستخراج الفوسفات في المناجم الشرقية لتدمر, بينما لم يبد الأميركيون اهتماما بالنفط السوري، كما يقول العايد.
بدوره، قال حمادة “أكدت البحوث توفر حقول غاز قبالة الساحل، وهذا ما تسعى إليه روسيا، فجاؤوا لحصاد ثمرة دعمهم للرئيس الأسد”.
والجدير ذكره أن نحو 70% من موارد سوريا النفطية والمائية تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، من بينها أهم حقول النفط والغاز، فضلا عن الموارد المائية كسدي الفرات وتشرين، وهو ما دفع الحكومة السورية للتصريح مرارا بضرورة استعادة السيطرة على المنطقة.
المصدر : الجزيرة نت بتصرف