العلم يفسر لماذا يصاب البعض بشلل النوم؟
لا تندهش إن سمعت قصصاً عن بعض الأشخاص الذين يحكون تجاربهم عن “شلل النوم”، أي بقاءهم بلا قدرة على الحركة على الأسرة، يرون ما يحدث حولهم لكنهم غير قادرين على الكلام.
تتحدث طبيبة علم النفس والباحثة في مجال مشكلات النوم أليس غريغوري، لموقع Science Alert الأميركي، عن بعض الظواهر الخارقة التي قد لا يعرف كثيرون أن لها تفسيراً علمياً.
وتقول إنه “من المرجح أن يقول الأشخاص الذين عايشوا مثل هذه الظواهر إنهم شعروا بأنهم مثبتون إلى الفراش وملتصقون بأسِرَّتِهِم، وعاجزون عن التحرك بصفة كلية، وليس من المستغرب أن يفسر هؤلاء الأشخاص التجارب التي يمرون بها على أنها ظواهر غير طبيعية. لكن بعض الظواهر مثل شلل النوم توفر بديلاً للتفسيرات الخارقة لمثل هذه الحوادث. نتيجة لذلك، تولد داخلي اهتمام بمثل هذا الموضوع بصفتي باحثة في مجال النوم”.
أثناء النوم، نمر عبر عدة مراحل، حيث نبدأ بمرحلة نوم «حركة العين غير السريعة»، التي تتخذ نحواً أعمق بصفة تدريجية، ثم تتخذ الدورة منحى عكسياً حتى نصل إلى «حركة العين السريعة». وغالباً ما نرى أحلاماً أثناء مرحلة حركة العين السريعة، في حين يكون جسدنا مشلولاً في ذلك الوقت، وذلك للحيلولة دون تفاعلنا مع أحلامنا. وتمثل آلية السلامة هذه رادعاً لنا حتى لا ينتهي بنا المطاف بمحاولة الطيران.
أثناء شلل النوم، يشعر الأشخاص الذين يختبرون شلل النوم بأنهم مستيقظون، لكنهم يكونون عرضة لهلوسات شبيهة بتلك التي يختبرونها خلال الأحلام، في حين يعجزون عن التحرك.
وتعتبر هذه التجربة شائعة على نطاق واسع، وتحدث لحوالي 8% من الأشخاص، مع العلم أنه من الممكن توليد حالة شلل النوم لدى بعض الأشخاص من خلال تعطيل نومهم بطرق معينة.
يعتقد بعض الباحثين، ومن بينهم باحثون فرنسيون، أن هذا الأمر يفسر عدداً كبيراً من الظواهر الخارقة. والجدير بالذكر أن المجتمع أخذ يعي أخيراً المعلومات المتعلقة بشلل النوم، إلا أنه يتوجب علينا فهم المزيد حول هذا الموضوع الشائك الذي يثير الكثير من التساؤلات.
وقالت: “في إطار بحثي الأولي، الذي نشرته في كتابي تحت عنوان «Nodding Off The science of sleep from cradle to grave«، أشرت إلى التفسيرات البيئية والوراثية المحتملة التي تجعل بعض الناس عرضة للإصابة بشلل النوم أكثر من غيرهم. ولتبين هذا الأمر، لا بد من إجراء دراسات على عدد أكبر من الأشخاص. وعند استعراض ما ورد في هذا الكتاب، عمدنا إلى تسليط الضوء على مجموعة من المتغيرات الأخرى المرتبطة بهذه التجربة المشتركة، على غرار الإجهاد والصدمات النفسية والأمراض الجسدية”.