قبض على جاسوس وأنقذ كتيبته في الحرب العالمية.. تعرف على قصة الكلب البطل «الرقيب ستابي»
عادة ما تُخلف الحروب دماراً وأوجاعاً وقصصا تروى لأبطال بذلوا حياتهم من أجل أوطانهم أو من أجل أهداف سامية، ولكن أن يكون البطل كلباً فهو أمر غير مسبوق ويعد أمراً فريداً من نوعه، ولكن “ستابي”- الكلب ذو الذيل القصير- فعلها!.
وفقاً لـ”كاثلين غولدن”، من قسم تاريخ القوات المسلحة في مؤسسة سميثسونيان الأمريكية، فقد كان “ستابي” كلب شوارع في نيو هافن،كونيتيكت، ضال غير مغسول، وغير مرغوب فيه وغير محبوب، وذلك حتى قام روبرت كونروي، الجندي من فوج المشاة رقم 102، بالعثور عليه وتنظيفه، وقام بتسميته “ستابي Stubby”، من أجل قامته وذيله القصير، وهي اللفظة الإنكليزية التي تعني “قصير وثخين”.
لم ينته الأمر عند هذا، ولكن بدأ عندما تم استدعاء “روبرت كونروي” إلى الجبهة في فرنسا، مما دفعه إلى تهريب الكلب “ستابي” إلى السفينة التي سافر عليها خفية، وعندما طلب قائد السفينة معرفة سبب وجود كلب في صفوفه رفع “ستابي” قائمته اليمني لأداء التحية العسكري، بعد أن كان علمه “كرونروي” ذلك، وبذلك وافق القائد على وجوده بين صفوف جنوده.
ستابي على الجبهه:
دخل الكلب “ستابي” الحرب رسمياً في 5 فبراير 1918 مع الفوج 102، وكان يواجه النار ليلاً ونهاراً لأكثر من شهر، وأثبت أنه مُنقذ للحياة، حيث قام في وقت مبكر في أحد الأيام بنباح تحذير للجنود من هجوم بالغاز من قبل القوات الألمانية، فكان كلما شعر أن قواته تتعرض للهجوم كان يقوم بحركة من ذيله ليخبر الجنود بأن الأعداء يقتربون.
الأمر لم يقتصر على ذلك، ففي إحدى الليالي أمسك “ستابي” جاسوساً ألمانياً كان يتسلل إلى المعسكر في ساعة متأخرة من الليل، وقام بعضه عضة قوية في ساقه، مما ساهم في القبض عليه، ولجهوده تم إعطاؤه نيشان وتم ترقيته إلى رقيب متخطياً بذلك رتبة سيده.
شارك “ستابي” في 17 معركة من معارك الحرب العالمية الأولى على الجبهة الغربية، حتى أنه أصيب بجروح عندما استقرت شظية قذيفة في ساقه اليسرى، ولكنه استمر في الخدمة وأصبح يساعد في نقل الجرحى والمصابين.
تكريم “ستابي” الشجاع:
بعد الهدنة، تم الاعتراف بالكلب “ستابي” كبطل، وعندما كان ينتظر مغادرة فرنسا التقى بالرئيس الأمريكي ووردور ويلسون في يوم عيد الميلاد، وقدم له التحية، ونظيراً لجهوده وعدته جمعية الشبان المسيحيين بغرفة له، وثلاثة عظام في اليوم ليأكلها بقية حياته، حيث سار “ستابي” في جميع العروض العسكرية في جميع أنحاء البلاد بعد الحرب، حتى توفي في هدوء أثناء نومه وعمره عشر سنوات بين ذراعي صاحبه في عام 1926، لكن شجاعته لم تنس، فقد تم عرض بقايا “ستابي” في عام 1956 في متحف سميثسونيان في واشنطن العاصمة.
تجسيد البطولة في السينما:
يوم الجمعة عُرض فيلم رسوم متحركة يجسد قصة “ستابي”، بعنوان “Sgt. Stubby: An American Hero”، من إخراج ريتشارد لاني، الذي عثر على القصة أثناء إعداده لتنفيذ برنامج حول الأمريكيين في الحرب العظمى، وقال في تصريحات لصحيفة “ذا صن” البريطانية :”هذا أمر لا يصدق، لدرجة أنني قلت لنفسي إنه يجب أن يتحول إلى فيلم”.
ويقوم بأدا الأدوار كل من هيلينا بونهام كارتر وجيرار دوبارديو.
روتانا