أليس بلوندين.. فتاة دفنت مرتين على قيد الحياة!
سمع الكثير منا عن حوادث الدفن على قيد الحياة في قصص الرعب، التي كانت عادة تروى على أنها أحد أساليب العقاب في حقب التاريخ المختلفة.
وربما سمع عدد قليل منا عن حوادث نادرة لخطأ في تشخيص الوفاة، ودفن أحد الأشخاص حيًا، ورغم أن أحدنا لم يرَ هذا الأمر رأي العين، فإن هذا لا ينفي حدوثه فعلاً.
في عهد الملكة “إليزابيث” الأولى شهدت مقبرة “ساوث فيو” في باسينجستوك بإنجلترا، بين الأطلال الخضراء الخلابة، حيث تنتشر الأشجار الناضجة السميكة؛ واحدة من أكثر القصص الحقيقية رعبًا، التي تعرضت خلالها “أليس بلوندين” للدفن مرتين، وهي ما زالت على قيد الحياة، فكيف حدث ذلك؟!
قصة “أليس بلوندين” العجيبة!
كانت “أليس بلوندين” متزوجة من تاجر وتتمتع بنمط حياة مريح ماديًا، وكانت توصف بأنها امرأة سمينة البدن، وفي أحد الأيام في عام 1674، استهلكت الكثير من “ماء الخشخاش”، وهو مخدر أدخلها في غيبوبة عميقة، لدرجة أنه عندما تم استدعاء الطبيب من قبل عائلتها وأجرى اختبار “المرآة” للكشف عن أنفاسها أقر بوفاتها.
في ذلك الوقت كان زوجها بعيدًا من أجل العمل، وأراد تأجيل الجنازة حتى يتمكن من العودة إلى المنزل، لكن أسرتها بناء على طلب الطبيب دفنتها دون تأخير، نظرًا لأن “أليس” كانت ذات بدن ضخم، ومن المعروف أن جثث البدناء تتحلل بشكل أسرع، ولم يكن يعرف في تلك الأوقات من التاريخ “ثلاجات الموتى” التي نعرفها اليوم.
ويقال إن أسرتها التي أرادت دفنها بشكل سريع، اضطرت إلى استخدام أقطاب لإجبار ذراعيها وساقيها على الدخول إلى التابوت الصغير الذي لم يكن مناسبًا لحجمها الكبير، وبالفعل تم إدخال جثمانها الضخم داخل التابوت، ودفنت ولم يكن يعلم أحد في تلك اللحظة أو يتخيل أن “أليس” ما زالت على قيد الحياة!
أليس بلوندين
لم يبقَ التابوت مغلقًا لفترة طويلة، فبعد يومين فقط، سمع عدد من الأطفال الذين كانوا يلعبون في المقبرة صوت “أليس” تصرخ لطلب المساعدة، فركضوا خائفين إلى مدير المدرسة القريبة من المقبرة، وأخبروه بأنهم سمعوا صوتًا يستغيث من أحد المقابر، فلم يصدقهم الرجل، واتهمهم بتأليف القصص المرعبة.
وكانت ستبقى “أليس” يومًا إضافيًا على قيد الحياة داخل القبر لولا أن الرجل قرر فجأة بعد وقت قصير الذهاب إلى المقبرة والتأكد بنفسه من رواية الأطفال، وبالفعل استطاع سماع صوت “أليس”، وهرع للإبلاغ عن الأمر، فتم إخراج “أليس” التي كانت تعاني من الكدمات وبقع الدماء في جميع أنحاء جسدها كونها تحاول فتح التابوت الضيق جدًا منذ يومين!
وأخرجت العائلة “أليس” من التابوت بعدما أبلغهم مدير المدرسة الذي تأكد بنفسه من سماعها تستغيث من قبرها، وعلى ما يبدو أنها كانت في غيبوبة للمرة الثانية من إرهاق محاولة الخروج لمدة يومين كاملين بينما يرقد جسدها في تابوت صغير وغير مناسب لحجمها الكبير، وبدلاً من أخذ المرأة إلى الطبيب ليراها، قررت العائلة للمرة الثانية وفاة “أليس” التي كانت لا تزال على قيد الحياة أيضًا.
وللمرة الثانية تم دفن “أليس بلوندين” في القبر وداخل نفس التابوت الصغير، وقاموا بتعيين أفراد حرس عند القبر في حال كان هناك أي خطأ، وقامت “أليس” من موتها مرة أخرى، لكن لسوء حظها في وقت ما خلال الليل بدأ المطر، وذهب الحرس للاختباء من الأمطار الغزيرة داخل حانة قريبة، واستيقظت المرأة التي يتقصدها الموت بشكل غريب للمرة الثانية، لتجد نفسها داخل القبر مرة أخرى.
وعندما تم الكشف على القبر في صباح اليوم التالي، تم اكتشاف أن “أليس” استيقظت أثناء الليل ووجدت نفسها مرة أخرى داخل القبر فمزقت وجهها ويديها إلى أشلاء في ذعر، وحين أخرجوا الجثمان هذه المرة كانت “أليس” متوفاة بشكل قطعي.
تم دفن الجثمان هذه المرة وكانت “أليس” قد فارقت الحياة فعلاً، وبعدها قام زوجها برفع دعوى قضائية ضد كل من شارك في دفن زوجته، وهي على قيد الحياة، ولولا شهادة الطبيب الذي أقر بأنه قام بتجربة “المرآة” للكشف عن حالة المريضة، وكان هذا الاختبار لم يثبت فشله من قبل، وبأنه من صرح بدفنها، كان القاضي سيقر بعقوبة لكافة أفراد عائلة “أليس” الذين شاركوا في دفنها.
وتوجد اليوم لوحة تذكارية أقامتها المدينة على شرف السيدة “بلوندين” التي تعذبت لأيام داخل قبرها الذي أصبح اليوم مزارًا سياحيًا.
المصدر: روتانا