طريق دمشق – عمان غير سالكة مجددًا: مناكفات سياسية ومؤشرات خلافات حدودية
فاجأت الحكومة الأردنية أمس الأول أوساط الرأي العام بالإعلان عن عدم تقدم نظيرتها السورية بأي خطاب رسمي حسب الأصول يرغب بإعادة افتتاح وتشغيل معبر نصيب الحدودي بين البلدين.
وصدر الإعلان الأردني ردًّا على سلسلة كبيرة من الاستيضاحات عبر وسائل الإعلام حوال خلفيات وحقائق ما يجري بين الحكومة الأردنية ونظيرتها السوريّة بخصوص معبر نصيب الحكومي الكبير وبعدما رحّب الجيش الاردني علنا وحرفيا بوجود الجيش النظامي السوري على المعبر وبعلم الدولة السورية.
وقفز الإعلان الأردني ليؤشر على استمرار وجود أزمة صامتة بين الحكومتين بالرغم من أن القنوات السورية الرسمية انشغلت خلال اليومين الماضيين بنقل تقارير على الهواء مباشرة تتحدث عن فتح المعبر رسميا من الجانب السوري لاستقبال المواطنين واللاجئين السوريين الذين يقررون العودة.
ورغم أن الاردن يطالب في كل منابر المجتمع الدولي بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم إلا أن إعلان المصادر الاردنية الرسمية المشار إليه تحدث أيضا عن عدم إرسال أي مذكرة رسمية من الحكومة السورية تفيد بالاستعداد لاستقبال المواطنين اللاجئين في حال عودتهم.
وأقامت الدولة السورية على الحدود مركزا لوجستيا خاصا بحماية الجيش يرحب بعودة المواطنين السوريين ويوثق اوراقهم.
لكن السلطات الأردنية تعتبر عمل هذا المكتب خطوة فردية ولم تنجز حسب الأصول وبموجب لقاءات رسمية بين الحكومتين حسب مصدر وزاري أردني تحدّث لرأي اليوم معلنا الانزعاج من الخطوات الأحادية على الحدود التي تتخذها السلطات السورية وبدون تنسيق أصولي أو توجيه مذكرات رسمية أو عبر اللجان الفنية والأمنية التي تتهرب منها دمشق.
ويبدو أن تلك الخطوات السورية الأحادية على جانب الحدود تؤشر على ارتفاع منسوب المناكفة بين الحكومتين.
لا بل ترد حسب الخبراء فيها وعبرها دمشق على المواقف السياسية الأردنية التي اتخذت بخصوص الحدود تحديدا بالتنسيق مع موسكو وليس حكومة دمشق.
منسوب المناكفة في هذا الاتجاه ينمو ويتعاظم في الوقت الذي يكتفي فيه وزير الخارجية الأردني بتنسيق كل الملفات مع الراعي الروسي بدلا من الدولة السورية وهي خطوة ترى أوساط مقربة من نظام دمشق بأنها مزعجة ولا تدلل على الرغبة في مصالحة سريعة وشاملة تعيد تشغيل الحدود والمعبر الرئيسي فعليا.
ويبدو أن الصفدي والمجموعة النافذة في الإدارة الأردنية غير منشغلة بمصالحة سريعة مع الدولة السورية وتكتفي بترتيبات ذات بعد سياسي وتدريجي مع روسيا وهو أمر من المرجح أنه لا يعجب الحكومة السورية ويدفعها لاتخاذ خطوات أحادية على الحدود توحي ضمنيا بأن عمان هي التي لا تزال ترغب بإغلاق الحدود.
لذلك وانطلاقا من هذه الحساسيات لا يزال ملف تشغيل مركز حدود جابر العملاق ومعبر نصيب عالقا في تلك الحسابات السياسية المتقاطعة.
رأي اليوم