في السويداء: عاد من حفلة خطوبته.. فتلقى رصاصات التهنئة في صدره
ودعت السويداء كوكبة من شبانها بظروف مختلفة مع قدوم عيد الأضحى الذي اتشح بالسواد قبل أن يأتي بكثير، فبعد المجزرة الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 260 شهيداً، في 25 الشهر الماضي وما تليه، على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، فجعت أمس باستشهاد خمسة شبان دفعة واحدة نتيجة عبوة ناسفة بالقرب من قرية “طربا” في الريف الشرقي للمحافظة، في حين كان الموت يتربص بشابين على يد مستهتر ليل أول أمس، كان واحداً منهما عائد من حفل خطوبته.
وذكرت مصادر محلية لصاحبة الجلالة من قرية “طربا” أن القوات الرديفة المتمركزة في الريف الشرقي اشتبهت بتحركات مريبة في منطقة تدعى “الحصن”، فتوجهت قوة كبيرة لتمشيط المنطقة، حيث انفجر لغم أرضي مزروع على جانب إحدى الطرق بسيارة تحمل ستة شبان، ما أدى إلى استشهاد خمسة، وجرح السادس، والشهداء هم معتز توفيق سلام، وحاتم فؤاد سلام، وعمار أمين سلام، وعمار جايد سلام، وأنس المتني، والجريح يوسف زيد سلام. غالبيتهم من قريتي طربا والكسيب.
وذكرت المصادر المحلية أن اللغم المزروع من مخلفات “داعش” الارهابي كان عناصره قد زرعوه قبل اندحارهم من المنطقة في 25 تموز الماضي.
من ناحية أخرى، وحتى يكتمل السواد، كانت حادثة إطلاق النار العمد على العريس “عدي جهاد ثابت” أمام خطيبته وأهلها توازي من حيث النتيجة ما يفعله أي إرهابي بالأبرياء، خاصة أن القاتل يعرف الضحية جيداً، ويعرف أنه عائد من حفلة خطوبته.
وأكد الناشط المدني في مدينة السويداء “شادي صعب” لصاحبة الجلالة أن “عدي” قُتِلَ بدم بارد أمام أهله من قبل عنصر مسلح، فأثناء عودة الشاب المغدور من حفلة خطوبته برفقة خطيبته وأهلها إلى منزلهم الكائن في حي “الخزانات” بمدينة “السويداء”، طلب عناصر أحد الحواجز التابعة لأحد الفصائل المحلية منه التوقف للتفتيش، علماً أن الحاجز يقع أمام منزل خطيبته مباشرةً، وسيارته معروفة لديهم، فقام الشاب المغدور بالالتفاف حول الاطارات الموضوعة عند الحاجز لركن سيارته أمام منزل خطيبته، فأقدم المدعو “علاء نعيم” بتوجيه الشتائم لعدي الذي نزل من سيارته لمواجهته، فوضع القاتل بندقيته في بطن العريس وأطلق الرصاص ليفارق الحياة على الفور أمام خطيبته وأهلها.
وأكد الشهود أن القاتل لم يتوقف عن ذلك، بل أكمل حفلته بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابة والد العروس برصاصة، ومقتل أحد عناصر الحاجز الشاب “أنس نعيم”.
عائلة القاتل قامت بتسليمه للسلطات القضائية، والحزن خيم على السويداء، وبحسب الكثير من الأهالي، فإذا لم يبرز موقف اجتماعي يطوق ظاهرة انتشار السلاح والانفلات الأمني، ويحاسب المنفلتين في الشوارع فستقع كارثة وستستمر هذه الحوادث.
صاحبة الجلالة