خفايا وأسرار أكثر الأعمال الفنية شهرة عبر التاريخ
في الماضي، عندما كان الناس ممنوعين من التعبير عن رأيهم أو معتقداتهم علناً، كانت اللوحة أو فن النحت هي وسائل مناسبة يمكن للفنان أن يعبر بها عن رأيه ومشاعره بصورة خفية، وفي بعض الأحيان قصد الفنانون- على مر التاريخ- ترك الرسائل الخفية التي ما زال العالم يحاول اكتشافها حتى اليوم في أعمالهم الفنية.
الكثير من هذه الرسائل كانت في الغالب سياسية أو أخلاقية، ومع ذلك كان للبعض منهم رأي آخر، فهناك من صنع الأسرار وخلق من أعماله الفنية صناديق سوداء للخبراء والعلماء، خاصة في العصور الوسطى وعصر النهضة، إذ وضع الفنانون المشهورون معاني خفية في أعمالهم الفنية، وهنا مجموعة مختارة من الرسائل الخفية المثيرة في مجموعة من اللوحات الأكثر شهرة في التاريخ.
العشاء الأخير.. ليوناردو دافنشي
تعد لوحة “العشاء الأخير” للفنان “ليوناردو دافنشي” واحدة من أكثر أعماله الفنية التي نوقشت بين منظري المؤامرة، الذين يجدون بانتظام رموزًا خفية في عمله، وعلى مدار التاريخ اتضح أن اللوحة مليئة بالرموز والمعاني السرية، ونحن لا نتحدث هنا عن شفرات “دان براون” مؤلف كتاب “شفرة دافنشي” الذي قال بأن اللوحة تحمل أسرار حياة “يسوع” الأخيرة، أو عن الادعاءات القائلة بأن هناك مدونة رياضية وتنجيمية مخفية داخل اللوحة تكشف عن اليوم الذي سيمثل نهاية العالم (وهو 21 مارس عام 4006).
إلى جانب جميع الرموز التي تحدث عنها الخبراء على مدار التاريخ، قام فني كمبيوتر إيطالي يدعى “جيوفاني ماريا بالا” قبل عدة سنوات، بإخضاع اللوحة إلى البحث، ووجد شيئاً مذهلاً عبارة عن “ورقة موسيقية” تركها دافنشي نفسه.
للوهلة الأولى، لا تبدو الطريقة التي تتناثر بها لفائف الخبز عبر المائدة وكأنها تكشف عن أي شيء غامض؛ ولكن “جيوفاني” اكتشف رسم “دافنشي” خمسة خطوط موسيقية تتمثل في لفائف الخبز، إلا أنه عندما تقرأ الملاحظات من اليمين إلى اليسار (بالطريقة التي كتب بها دافنشي) يتحول الجمع بين الملاحظات إلى لحن موسيقي مدته 40 ثانية، يبدو وكأنه “ترنيمة دينية”.
بورتريه سيستن.. مايكل أنجلو
في إحدى أشهر لوحات الفنان “مايكل أنجلو”، اكتشف الخبراء “سرًا غير أخلاقي” موجهًا بشكل كبير إلى أحد رجال الدين المسيحي، الذي كان يدعى “يوليوس الثاني”، وهو ما كان مشهوراً بقصص خلافه الشديد مع الرسام العالمي الشهير آنذاك.
على ما يبدو فإن “أنجلو” قرر ترك رسالة خالدة في لوحة فنية من عمله، يعبر خلالها عن كرهه الشديد لهذا الرجل، الذي رسمه في هيئة النبي “زكريا”، وخلفه اثنان من الملائكة، وإذا نظرت عن قرب، يمكنك رؤية واحد من الجالسين خلفه يلتف بذراعه حول الآخر ويقوم بحركة عرفت سابقاً باسم “التين”، وفي الحقيقة هي إيماءة تعود إلى العصور القديمة، وكانت تعني “تباً لك”.
موناليزا.. ليوناردو دافنشي
في الحقيقة أحب “دافنشي” إخفاء عدد غير قليل من الأسرار في أعماله الشهيرة، التي تم توثيقها في سلسلة الكتب والأفلام التي كتبها “دان براون” مثل “الملائكة والشياطين” و”شفرة دافنشي”.
في اللوحة الأكثر شهرة، التي سببت جدلا واسعا على مدار العصور، اكتشف مؤخرا أن الرسام العالمي حين قرر التوقيع باسمه على اللوحة قام بذلك بطريقة خاصة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، فكتب الحروف الأولى من اسمه (LV) في عين “موناليزا” اليسرى؛ لكن لا يمكنك رؤيتها؛ إلا فقط عندما تنظر إليها تحت المجهر.
بريمافيرا.. ساندرو بوتيتشيلي
رسم الفنان الشهير “ساندرو بوتيتشيلي” لوحات جميلة وملونة خلال حياته، ومنها لوحته الشهيرة “ولادة فينوس”، التي تم الحفاظ عليها بشكل جيد في معرض أوفيزي في فلورنسا.
ولأن الفنان كان يتمتع بشغف قوي بالنباتات، فقد تمت إضافتها دائمًا إلى لوحاته بطريقة ملونة ومعقدة جدًا. وفي لوحة “بريمافيرا” أدرج عالم النبات ما لا يقل عن 500 نوع مختلف من النباتات بطريقة واقعية قام العلماء بتحديدها بعد سنوات عديدة.
روتانا