ادلب:الجيش السوري بات جاهزا لساعة الصفر..
كمال خلف:
تشهد محافظة إدلب فوضى أمنية غير مسبوقة تمثلت بازدياد حالات الاغتيال وأالتصفيات والتفجيرات، وعمليات خطف مقابل فدية، وهو ما جعل المدينة تعيش حالة عدم استقرار في ذات الوقت الذي يواصل به الجيش السوري إرسال تعزيزات قالت مصادر عسكرية متابعة لرأي اليوم أنها اكتملت وباتت القوات بانتظار ساعة الصفر، التي يبدو أنها ستحدد بعد اللقاء الثلاثي “التركي الإيراني الروسي” بداية الشهر المقبل في طهران . وفي حزيران/يونيو، أعلن أطباء وصيادلة في مدينة إدلب إضرابا عن العمل لثلاثة أيام احتجاجاً على “حالة الفوضى وانعدام الأمن”.
وتعود حالة الفوضى بشكل أساسي إلى اقتتال وتنافس الفصائل العسكرية فيما بينها فضلا عن انفلات جماعات من الفصائل المسلحة، تقوم بعمليات السلب والنهب، والخطف مقابل المال.
وخلال الساعات الماضية قتل عنصرين اثنين تابعين لـ “هيئة تحرير الشام”، وجرح عدد آخر، جراء إطلاق النار عليهم من قبل مجهولين، عند حاجز لهم بين مدينتي (سلقين وكفرتخاريم) شمال غربي إدلب .كما اصيب ثلاثة عناصر من فصيل “جيش الأحرار” التابع للجبهة الوطنية للتحرير، جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي إدلب.
وقتل 3 عناصر من “الجبهة الوطنية للتحرير”، وجرح 3 آخرون، بعد أن فتح مجهولون النار عليهم في محيط سراقب، أثناء مرورهم في سيارة كانوا يستقلونها إلى جبهات ريف حلب، حيث تم اسعاف الجرحى إلى أحد المشافي في مدينة سراقب.
وبالإضافة إلى سوء الوضع الأمني، فإن الاعتقالات التي قامت بها “جبهة تحرير سوريا” “وهيئة تحرير الشام ” لمئات ممن يشتبه بأنهم يقبلون المصالحة مع الحكومة السورية، زادت حالة السخط بين السكان على الوضع القائم في المحافظة.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، بينما تتواجد فصائل إسلامية ينضوي معظمها في إطار “الجبهة الوطنية للتحرير” وبينها حركة أحرار الشام، في بقية المناطق.
وتشير المعلومات الواردة من إدلب عن إستعدادت عسكرية غير مسبوقة، تقوم بها الفصائل العسكرية لمواجهة الحملة العسكرية للجيش السوري على المحافظة و تتوزع التحضيرات على جبهات ريف اللاذقية الشمالي وريف حماه.
وأعلن قائد مركز المصالحة الروسي، اللواء أليكسي تسيغانكوف، أن المسلحين أعلنوا عن تحضيرهم لعمليات هجومية ضد القوات الحكومية ورفضوا الحوار حول تسوية الأزمة.
وقال قائد مركز المصالحة: “قيادة تشكيلات “هيئة تحرير الشام”/”جبهة النصرة” (التنظيم الإرهابي المحظور في روسيا)، أعلنوا عن التحضير لأعمال هجومية ضد القوات الحكومية ورفض أي حوار حول التسوية السياسية”.
وأكد مجددا على أن مركز المصالحة الروسي يدعو قادة التشكيلات المسلحة غير القانونية لترك الاستفزازات المسلحة والمضي في طريق التسوية السلمية.
وقال تسيغانكوف: “تستمر أعمال احتجاز أنصار الحوار السياسي مع دمشق من بين السكان المحليين وقادة تشكيلات المعارضة في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وعدد المواطنين الذين احتجزوا من قبل المجموعات المتطرفة خلال آخر أسبوعين يتجاوز 500 شخص، ويتم نقل المحتجزين إلى جهة مجهولة ومصير أغلبهم غير معروف.
وقال مصدر عسكري أن الجيش السوري أحبط هجوماً شنته الجماعات المسلحة على نقاط عسكرية في جنوب بلدة تل الطوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، واضاف أن الاشتباكات العنيفة أدت إلى مقتل أغلب أفراد المجموعة المهاجمة وإصابة الباقين.
وبموازة ذلك استقبلت مدينة السقيلبية في محافظة حماة، حوالي 4 آلاف نازح رحلوا عن إدلب، ويشكل المسيحيون غالبية سكان “السقيلبية” التي تسمى عروس الغاب، وتستقبل جميع النازحين السوريين من مختلف الطوائف.
ومع تواتر التطورات من الشمال ، فإن إدلب باتت تحت دائرة الضوء وأمام سؤال المصير، وتنتظر ساعة الصفر لحسم مآلها اما بالحسم العسكري أو تفرض التفاهمات الدولية نفسها لترتيب الأوضاع فيها، وفي هذه الحالة فإن العمليات العسكرية ستكون موضعية لتسهيل أي اتفاق.
رأي اليوم