الحريرية السياسية تندحر أمام إملاءات الاقتصاد..لبنان يدفع بالحريري بعيداً عن طريق سورية
تتسابق دول المنطقة على تطوير مرافئها وتجهيز بناها التحتية تحضيراً للمرحلة الاقتصادية القادمة في سوريا، وتحديداً لبنان والذي بدأ يسابق الزمن لتطويرها و تجهيزها حتى يستفاد من موقعه الجغرافي و يلعب دوراً أساسياً في إعادة إعمار سوريا من بوابة الشحن البحري و الترانزيت.
إذ كشف ” أحمد تامر” مدير مرفأ طرابلس – بحسب مواقع – أن الحركة بين سورية ولبنان لم تتوقف طيلة فترة الأزمة السورية، واليوم يعلن عن انطلاق التحضير لتلك المرحلة في سورية ، مرحلة إعادة إعمار سورية ، خصوصاً بعد أن سرق مرفأ طرابلس الأنظار بتسجيله دخول أول باخرتين ضخمتين إلى رصيفه منذ تاريخ تأسيسه في العام 1952.
فأن تختاره ثالث اكبر شركة شحن عالمي ” شركة GMA CMA” الفرنسية ، يعني أن المرفأ يتحول من رافد إلى مرفأ محوري.
وأشار تامر إلى أن إعادة إعمار سورية تحتاج إلى ما يقارب 40 مليون طن سنويا، أما المرافئ السورية فإنها تستطيع أن تلبي ما يقارب 15 مليون طن، و بالتالي فإن هنالك 25 مليون طن تحتاجها سورية سنوياً ، قادر مرفأ طرابلس أن يلعب دورا الترانزيت لها بما يقارب 7-8 مليون طن.
إذا أن بنسبة 10% يزداد حجم التجارة العالمية سنوياً. والطلب على المرافئ يتضاعف بدوره خصوصاً أن الشركات العالمية تتجه إلى السفن الكبرى لتخفيف الكلفة، وفي هذا التوقيت بالذات، لا بد أن يستفيد لبنان من موقعه الجغرافي.
وبين ” تامر” أنه على هذا الرصيف مرفأ طرابلس والي يبلغ طوله 600 متر رست أول حاوية للشركة الفرنسية قادمة مباشرة من الصين حملت اسم “EIJING BRIDGE” قادمة عبر مرفأ كولومبو في سيريلانكا أفرغت حمولتها ليدخل جزء منها إلى السوق اللبنانية بينما يُنقل الجزء الآخر إلى مرافئ دول أخرى من بينها مصر واللاذقية في سوريا. المرفأ جاهز ليلعب دور الترانزيت إذاً. وفي إعادة اعمار سوريا هو قادر على لعب دور أساسي.
حيث تتسابق دول المنطقة على تطوير مرافئها وتجهيز بناها التحتية تحضيراً للمرحلة الاقتصادية القادمة في سوريا. وفي مرفأ طرابلس المطلوب بدء العمل بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بدل توسيع مكب النفايات إليها، بالإضافة إلى خلق مناطق اقتصادية أخرى للتخزين في مختلف مناطق الشمال من عكار إلى البترون.
في وقت بدأت المصالح الاقتصادية للدول في سوريا تطغى على مطالبها السياسية السابقة حيث أجمع اللبنانيون جمعياً ذلك عبر تصريحاتهم و زياراتهم و أخرها مشاركة أكثر من 40 شركة لبنانية في معرض دمشق الدولي.
” سعد الحريري” الآن وحيداً بدون أي تأييد إلا من أعضاء كتلته، لمعارضته عودة العلاقات السورية اللبنانية كما كانت عليه خصوصاً بعد أعلن انه لن يزور دمشق حتى لو كلفه منصبه ،اليوم يبدو انه في طريقه للخروج والخسارة ، لأن كل المؤشرات و السياسيين اللبنانيين يؤيدون عودة العلاقات رغم عنه ، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه لبنان و التي لن يخرجها منها إلا بإعادة شريان الاقتصاد اللبناني من بوابة سورية.
مرفأ بيروت المرشح إلى جانب مرفأ طرابلس ان يضع لبنان على خارطة التجارة العالمية ويعيد إليه نهضة اقتصادية من بوابة اعمار سوريا، في حال اتفق السياسيون على عودة تلك العلاقات السورية اللبنانية علناً.
المصدر: B2B