الجيش السوري يقتحم أعقد تضاريس البادية ويحشر دواعشها أمام الاستسلام أو الموت
اقتحم الجيش السوري اليوم الجرف الصخري الكبير في عمق تلول الصفا في بادية السويداء الشرقية كاسرا المزيد من خطوط دفاع تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) ومسيطرا على المزيد من مواقعه بعد قتل وإصابة العشرات من مقاتلي التنظيم المتطرف.
قال مراسل “سبوتنيك” في بادية السويداء: إن وحدات الجيش السوري العاملة على محور تلول الصفا في البادية الشرقية للمحافظة تمكنت، اليوم الثلاثاء، من اقتحام الجرف الصخري للتلول من الاتجاه الغربي، وتقدمت ما يزيد على ثلاثة كيلومترات في عمق الجروف وكسرت خطوط دفاع التنظيم وسيطرت على مساحة واسعة من الجرف وتمكنت من قتل وإصابة وأسر عدد من عناصر التنظيم والسيطرة على مواقعهم وتثبيت نقاط للجيش السوري فيها.
وأضاف مراسل “سبوتنيك”: إن وحدات الجيش السوري تمكنت اليوم من السيطرة على بركة حوي التي تعد أهم مصدر مائي يعتمد عليها التنظيم الإرهابي للاستمرار في الحياة، مشيرا إلى أن السيطرة على هذه البركة تعتبر ضربة قاصمة لظهر “داعش” في البادية، إذ لم يتبق له من مصادر المياه سوى مصادر شحيحة وغير كافية.
وأشار مراسل “سبوتنيك” إلى أن وحدات الجيش العاملة على محور تل أبو غانم وأم مرزخ حققت تقدما جديدا خلال عملياتها المتواصلة ضد تنظيم “داعش” الذي يتحصن مقاتلوه في عمق تلول الصفا وسيطرت على سد هاطيل شرقي منطقة ام مرزخ بنحو 30 كم0
وبين مراسل سبوتنيك أن عمليات الجيش السوري اليوم في عمق بادية السويداء الشرقية أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين وتدمير عدد كبير من أسلحتهم وآلياتهم، لافتا إلى أن عمليات الجيش هذه تأتي بعدما أعاد هيكلة قواته وتثبيت نقاط جديدة له في محيط تلول الصفا يوم أمس.
وتصدت وحدات الجيش السوري العاملة في البادية الشرقية للسويداء والتي تحاصر مقاتلي تنظيم “داعش” فيما تبقى من تلول الصفا، لهجوم نفذه مقاتلو التنظيم خلال ساعات مبكرة من صباح يوم السبت الماضي على مواقعها بمحيط التلول الاستراتيجية.
وبين مراسل “سبوتنيك” أن الهجوم الذي شنه مقاتلو “داعش” بهدف كسر الحصار الذي يفرضه عليهم الجيش السوري أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المهاجمين، حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري وبين إرهابيي “داعش”، في حين أصيب عدد من الجنود السوريين وتم نقلهم إلى المستشفى الوطني في السويداء لتلقي العلاج اللازم.
ولفت مراسل سبوتنيك إلى أن تنظيم “داعش” الإرهابي بدأ بشن الهجمات الانتحارية خلال الأيام الأخيرة مع الحصار المطبق الذي يفرضه عليه الجيش السوري، مؤكدا أن مؤشرات انهيار الجيب الداعشي الأخير في المنطقة باتت واضحة ومتسارعة مع سيطرة الجيش السوري على جميع موارد المياه، ولم يبق أمام مقاتلي التنظيم من مخرج سوى الانتحار أو الاستسلام.
وكانت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في بادية السويداء أطبقت بتاريخ 17 أغسطس /آب حصارها بشكل كامل على مقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي “المحظور في روسيا” في تلول الصفا عند الحدود الإدارية لباديتي السويداء وريف دمشق، مانعة أي محاولة تسلل قد ينفذها مقاتلو “داعش” بهدف كسر الطوق المفروض عليهم، منتقلة من مرحلة الحصار إلى مرحلة الهجوم بعد قطعها جميع طرق الإمداد عن مقاتلي التنظيم الذي انهيارا متسارعا في صفوفه.
وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 تموز يوليو الماضي بعد هجوم شنه التنظيم الإرهابي على مدينة السويداء وبعض قرى ريفها الشرقي، وتمكنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير أكثر من ألفي كيلومتر مربع وتطهيرها من تواجد مقاتلي تنظيم “داعش”، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا التي فرضت عليها خلال الأيام الأخيرة حصارا محكما.
وشن تنظيم “داعش” في الـ 25 من شهر يوليو/ تموز الماضي هجوما على مدينة السويداء وعدد من القرى بالريفين الشرقي والشمالي في المحافظة، مستخدما انتحاريين مزودين بأحزمة ناسفة، إضافة إلى أعداد كبيرة من الإرهابيين المزودين بأنواع مختلفة من الأسلحة، هاجموا منازل المواطنين في قرى المتونة ودوما وتيما والشبكي بريف السويداء الشمالي، ما أسفر عن مقتل 215 مدنيا وإصابة نحو 175، واختطاف عشرات المدنيين معظمهم من النساء.