لماذا استبدلت اليابان اللون الأخضر بالأزرق في إشارات المرور ؟
أحد دروس السلامة الأولى التي نتعلّمها منذ الصغر، هي فهم معنى ألوان الإشارة الضوئية. الأحمر يعني قف، الأصفر يعني استعد، والأخضر بطبيعة الحال يعني حرية السير. لكن في اليابان، حتى إشارات المرور تعني شيئاً مُختلفاً! فالأزرق إلى جانب الأخضر يعني: Go!.
إن حظيت من قبل بفرصة زيارة اليابان، أو كُنت تُخطط لذلك، ليس من الغريب أن تعثر على إشارة ضوئية استُبدل فيها اللون الأخضر بالأزرق. في جميع أنحاء البلاد تقريبًا، ستعثر على إشارات “Go” باللون الأزرق أو الفيروزي. قد تتساءل إن كانت الإشارة معطَّلة أو بها خطبٌ ما، لكن الحقيقة أنها لا تشكو من أي خطب، إنما هي تعكس أحد تقاليد الثقافات اليابانية القديمة في الألوان.
لماذا إشارات المرور في اليابان تستبدل اللون الأخضر بالأزرق؟
قبل مئات السنين، شملت اللغة اليابانية كلمات لأربعة ألوان أساسية فقط، هي: الأسود، الأبيض، الأحمر، والأزرق. فإن أراد أحدٌ ما وصف شيء بأنه أخضر، كان يستعمل كلمة أزرق “ao”. هذا النظام استمر إلى فترة طويلة للغاية حتى نهاية الألفية الأولى، حتى ظهور كلمة “midori” والتي كانت تُستعمل لوصف شيء ما أخضر اللون. حتى اللون الجديد “midori” كان يُعتبر درجة من درجات اللون الأزرق “ao”. هذا التحوُّل المُفاجئ كان له آثار شبه دائمة في اليابان.
حتى اليوم، يُمكن أن ترى أن بعض الأشياء ذات اللون الأخضر تُوصف بأنها زرقاء! فبائع الفواكه يُمكن أن يبيعك تفاح أزرق أو عنب أزرق! وهذا بالتأكيد ليس ببعيد عن إشارات المرور.
في البداية، كانت إشارات المرور في اليابان خضراء اللون تماماً كما يجب أن يكون اللون الأخضر. إلا أن وثائق المرور الرسمية للبلاد تُشير إلى أن الإشارات يجب اعتبارها زرقاء “ao ” بدلاً من اللون “midori” الذي يعني الأخضر. كما نص قانون المرور الياباني على أن جميع إشارات “Go” يجب أن تكون خضراء اللون. لكن اللغويين اليابانيين اعترضوا على قرار حكومتهم بمواصلة استعمال اللون الأخضر كوصف للأزرق، لذلك، قررت الحكومة التنازل.
وفي عام 1973م، قررت الحكومة أن أضواء إشارات المرور يجب أن تكون بالدرجة الأقرب للون الأزرق من الأخضر تماشياً مع ثقافة البلاد التقليدية القديمة.
ومن أجل تلبية متطلبات اللوائح الدولية عندما يتعلَّق الأمر بسلامة المرور، تُعلل الحكومة اليابانية أنها تستعمل الدرجة الزرقاء القريبة للغاية من اللون الأخضر.
المصدر: وكالات