السوريون والضربة الأمريكية .. لاشيء يكسر الظَّهر
كامل صقر
هناك، في عَرض البحر تزدحم مياه المتوسط بعشرات البوارج والفرقاطات والغواصات الهجومية، بعضها للأسطول الروسي والأخرى للأسطول الأمريكي، وداخل الجغرافيا السورية تتأهب الدفاعات الصاروخية إلى الدرجة القصوى استعداداً للمنازلة الجوية إن وقعت.
في شوارع وأحياء العاصمة دمشق وحتى شقيقاتها من المدن السورية لا شيء يتغير في سلوك السكان ويومياتهم، جميع العائلات تستعد لبداية العام الدراسي الجديد .. حتى الإعلام السوري الرسمي لم يغير إلى الآن خطته البرامجية المرافقة للثوب البصري الجديد الذي أطل فيه لمشاهديه.
النقاشات في الجلسات السورية تتمحور حول زيادة الرواتب وافتتاح المدارس وحال المؤسسات الحكومية وفرص العمل وترميم ما دمرته الحرب، أما البوارج الغواصات الحربية فالأسماك تعرف أخبارها أكثر من السوريين أنفسهم، السوريون يعتبرون أنهم لن يعيشوا أقسى وأخطر مما عاشوه خلال السنوات الماضية.
ثمة برودة يمكن ملاحظتها في تعامل دمشق وحليفيها الروسي والإيراني مع الإحماءات الأمريكية للإغارة على سورية، وثمة مَن يقول بأن مفاجأة ما تتحضر لـ “الغزاة” في حال أقدموا على تنفيذ تهديداتهم الهجومية. ألم تقل ماريا زاخاروفا أن العدوان العسكري المحتمل على سورية سيمثل ضربة للأمن العالمي برمته وهو لعب بالنار بصعب التنبؤ بتداعياته.