بعد التخلي التركي… إلى أين يتم نقل الإرهابيين من إدلب
تعيش محافظة إدلب حالة من الترقب في انتظار المعركة الفاصلة لتحريرها، فيما يراقب العالم مصير المقاتلين الأجانب الموجودين هناك والذين يشكلون خطورة كبرى في المستقبل.
المقاتلون الأجانب والذين يشكلون أعدادا كبيرة ضمن صفوف الجماعات المقاتلة والإرهابية هناك باتوا الملف الأبرز على طاولة أجهزة الاستخبارات العالمية وذلك حسب تأكيد مصادر سورية مطلعة، خاصة أنهم يشكلون الخطورة الأكبر حال البقاء أو الترحيل أو نقلهم لدولة أخرى.
من ناحيته قال العميد محمد عيسى الخبير العسكري السوري إن الخيارات أمام الجماعات الإرهابية في إدلب باتت محدودة.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أن الولايات المتحدة تريد أن تبقي عليهم كورقة سياسية تتحكم من خلالها في تركيبة الحكم والنظام في سوريا، إلا أن هذا الأمر لن يكون، خاصة وأن سوريا عازمة على حسم المعركة بشكل نهائي، دون الخضوع لأية اشتراطات من شأنها استيعاب الإرهابيين.
وتابع أن أعداد الأجانب في صفوف الجماعات في إدلب قد تصل إلى 50 ألف، وهو رقم لا يمكن استيعابه في أي دولة، وأن تركيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة لن يقبل أي منهم استيعابهم على أراضيها، خاصة بعد أن حسمت سوريا أمرها تجاه هذا الشأن، إلا أنها ستضطر للتعامل مع المقاتلين السوريين بأي طريقة يمكن التوصل إليها حال رضوخهم لتسليم أسلحتهم والانصياع للعمل تحت مظلة الدولة السورية.
وكشف عن أن بعض القيادات من إدلب ربما يتم نقلها مع تقدم القوات السورية، خاصة أن الولايات المتحدة تسعى لاستثمار العناصر الإرهابية في دولة أخرى بدلا من مقتلهم في الأراضي السورية، وأنها تعتمد على تلك الاستراتيجية حيث يمكنها نقلهم عبر الاراضي التركية إلى ليبيا، التي لا تزال رهن الرؤية الأمريكية والأوربية.
وشدد على أن العناصر التي ستظل في صفوف المواجهة سيكون مصيرها القتل أو السجون، ولا يمكن أن يكون لهم أي مستقبل أو حقوق سياسية في سوريا.
من ناحيته قال صفوان القربي عضو مجلس الشعب السوري عن محافظة إدلب، “إن تركيا هي حجر الأساس في ملف المقاتلين الموجودين بإدلب، وذلك كونها الفاعل الرئيسي في دخولهم إلى سوريا وتملك معظم المعلومات عنهم”.
وكشف القربي أن الفترة الماضية شهدت عمليات تدوير سحب بعض النخب من المقاتلين الأجانب وترحيلهم عبر الأراضي التركية، كما أن بعض الأعداد التي خرجت من إدلب لعقد اجتماعات بالأراضي التركية ولم تعد حتى الآن، وأن عمليات السحب للعائلات تمت في هدوء تام، في ظل وجود شبه إجماع من أجهزة المخابرات العالمية على التخلص من المقاتلين الأجانب الموجودين على الأراضي السورية وعدم ترحيلهم إلى بلدانهم، وأن بعض الجهود الأخرى تبذل من أجل دمج المقاتلين السوريين من خلال عمليات المصالحة، وخضوعهم إلى عمليات المراجعة والعودة عن الأعمال القتالية ضد الدولة.
وشدد على أن المعركة الشرسة ستكون في جسر الشغور، نظرا لكون المقاتلين الموجودين هناك هم الأشرس من بين المقاتلين الأجانب.
الانسحاب التركي
القربي أوضح أن الخطوة التي أقدمت عليها تركيا بتصنيف جبهة النصرة جماعة إرهابية تعود لخلافات بين الجانبين، وكذلك الإجماع الدولي على التخلص من المقاتلين الأجانب، وحل أزمة إدلب.
وجاء التصنيف بمرسوم جمهوري نشر في الجريدة الرسمية التركية، حيث يتطابق مع قرار الأمم المتحدة في شهر يونيو/ حزيران الماضي الذي صنفها جماعة إرهابية، إضافة إلى قائمة الأفراد والمنظمات التي ستجمد أرصدتهم بسبب صلات بتنظيمي القاعدة و”داعش”.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي:
إن السعي لحل عسكري في إدلب سيكون كارثيا حتى رغم وجود متشددين هناك، محذرا من موجة جديدة من اللاجئين.
أبرز الجماعات الإرهابية والمقاتلة في إدلب
حركة “أحرار الشام”: وتضم أربع فصائل إسلامية سورية وهي “كتائب أحرار الشام” و”حركة الفجر الإسلامية” و”جماعة الطليعة الإسلامية” و”كتائب الإيمان المقاتلة”.
تنظيم “فتح الشام” (النصرة سابقا): ويبلغ تعداد مقاتليه 6 ألاف مقاتل، بعضهم أجانب من جنسيات غربية وعربية”
“جيش المجاهدين”: هو أحد الفصائل التي تحمل راية “الجيش الحر” إلى جانب رايته.
“فيلق الشام”: وتتبع بشكل جزئي للجيش الحر وتحمل رايته إلى جانب رايتها.
“فرسان الحق”: وهو تنظيم تشكل عام 2012 ويتبع الجيش الحر.
“جيش السنة”: متواجد بريف حلب الغربي وبريف إدلب.
فصيل “جند الأقصى”: انضم مؤخرا لتنظيم “فتح الشام”، ومقرب من تنظيم داعش.
سبوتنيك