ليلة في دمشق وليلة في موسكو حشود على ابواب القصر الجمهوري
هي السياسة, حيث لامجال للعواطف او حتى التفكير بغير المصالح وهذا المنطق الحقيقي لكل المسارح السياسية الدولية, حيث انه من الطبيعي ان يصبح عدو البارحة صديق اليوم والعكس صحيح.
أكثر من 148 دولة تأمرت على سوريا, على مدار اكثر من سبعة سنوات لمحاولة اسقاط الدولة السورية التي اثبتت انها راسخة بقوة ايمان شعبها وجيشها الذي اظهر وطنية منقطعة النظير, واعطي دروس التضحية للعالم بأسره, وهذا كله جرى بحكمة طبيب العيون والرجل ذو الحنكة السياسية صاحب النفس الطويل والصبر الاستراتيجي.. إنه الاسد الذي غير مفهوم الهيمنة الاحادية في المنطقة.
منذ ايام قال الدكتور بشار الجعفري صراحةً أن عدد الدول المعادية لسوريا انخفض من حدود 148 الى 27 دولة.
وهذا دليل على صوابية الموقف السوري الرسمي, وهو بالحقيقة نجاح دبلوماسي دولي يشهد له ويحتذى به للمطبخ السياسي السوري, الذي عودنا على ذلك بكل المحافل الدولية.
انتصار السياسية هو جزء هام من انتصار المعارك, وهو اللعبة الاخطر والأعقد في شروط فض النزاع, لأن مايتم تمريره سياسياً اخطر الف مرة من عديد مشاة او اليات عسكرية تتسلل الى منطقة ما, لأن امر التعامل معها بسلاح الجو هو امر يسير بالنسبة للجيش العربي السوري, و لكن ماذا ان عقد اتفاق دولي دست فيه بعض البنود التي تكبل موقفنا الثابت ؟ او مثلاً التخلي عن شبر من الارض ؟ هنا تظهر مدى المسؤولية الكبرى وتعقيد الفكرة, لان اي خطا يكلف الكثير.. و لكن لاخوف والدكتور الجعفري سيد الموقف وهذه ليسا اشادة انما حقيقة على من يرغب بالبحث ان يقرأ تفاصيل جلسة العام 2015 في المجلس العمومي وماذا فعل الجعفري محرجاً المندوب السعودي.
الاستاذ وليد المعلم, ذلك الدبلوماسي المخضرم, يشهد له الجميع بأنه قاموس في علم السياسية الدولية والتفاوض, أمضى ليلة في دمشق كتب فيها تفاصيل هامة ودقيقة للمرحلة المقبلة, وأجرى لقاءات عدة مع الروس والايرانيين, ثم ذهب الى موسكو حاملاً الثوابت السورية والحرص الحكومي السوري على ايجاد حل لقضية ادلب ومابعد ادلب.
ويبدو ان ذلك الحل لقى ترحيباً ليس فقط في موسكو وانما في اوروبا وان لم تصرح بذلك, و لكن مضامين التصريحات حول سوريا على لسان الامين العام للامم المتحدة يشي بتغير حميد وجيد تجاه الازمة.
كذلك و كما قال المعلم ان الحكومة السورية لمست تغيراً في الموقف السعودي خلال لقاء لافروف وهو امر مرحب به في اشارة مبدئية لامكانية ايجاد قنوات اتصال هذا ان لم تكن السعودية طلبت فعلاً ذلك وواصبحت على اتصال .
يبدو ان القادم من الايام سيكون مليئ بالمفاجات الكبرى على كل الاصعدة, بدءاً من الميدان الادلبي الذي اعتقد أنه سيكون كمثل حال الميدان الجنوبي, وصولاً الى المواقف السياسية الدولية, فمن يدري قد نرى طوابير الانتظار على باب القصر الرئاسي من جديد مزدحم لعقد لقائات مع القائد المنتصر الدكتور بشار الاسد.
حيدر سلمان ميدان الاخبار