وفد تجاري أردني يزور دمشق: مدخل لترميم العلاقات الاقتصادية؟
أسماء عواد
يتوجه اليوم وفد من غرفة التجارة الأردنية إلى العاصمة السورية دمشق للمشاركة في الدورة الستين لمعرض دمشق الدولي، على أن يعقد لقاءات مع مسؤولين اقتصاديين سوريين، في خطوة قد تشكل مدخلاً لتنشيط العلاقات التجارية بين البلدين، بما قد يسمح لاحقاً برفع التنسيق، وصولاً إلى فتح الحدود وإعادة الدفء إلى العلاقات الرسمية بين دمشق وعمّان من بوابة الاقتصاد
برغم مشاركة بعض الشركات الأردنية بشكل إفرادي العام الماضي، في معرض دمشق الدولي، إلا أن حضور الأردن التجاري في نسخة العام الجاري سيكون أوسع، بما يعكس نزعة التقارب المتنامية عقب مجريات الجنوب السوري العسكرية الأخيرة، والتزام الجانب الأردني بإغلاق الحدود ومنع تسرب المسلحين، عدا عن دوره في قطع الإمداد عن الجماعات التي كانت تدار من غرفة «موك» وغيرها، وإبلاغها ضرورة قبول «التسوية» مع الجانب الحكومي. اليوم، يصل وفد من 90 عضواً في غرفة تجارة الأردن، ورجال أعمال آخرون، يترأسهم نائب رئيس الغرفة غسان خرفان، إلى دمشق للمشاركة في أعمال معرض دمشق الدولي. وتأتي هذه الزيارة بفحواها «الاقتصادي والتجاري البحت»، كما يصر رئيس الوفد على توصيفها، في وقت بدأ فيه تقارب أردني ــــ سوري، منذ التعاون الذي أبدته عمّان بعدما رفعت الإدارة الأميركية يدها عن دعم الفصائل المسلحة. هذا المسار بدأ بشكل عملي منذ رفض الأردن فتح حدوده، وإطلاقه عمليات عسكرية لإبعاد المسلحين عن الحدود، وكانت أولى ثمار نجاح هذا التنسيق، العمل على إعادة صيانة معبر نصيب تمهيداً لفتحه أمام حركة النقل بين البلدين، ليس فقط على مستوى الأفراد، وإنما على مستوى البضائع التجارية والمنتجات الزراعية والصناعية.
سيوجه الوفد دعوة إلى نظيره السوري لزيارة عمّان
رئيس الوفد أبدى في حديث إلى «الأخبار» أمس، تفاؤلاً بالزيارة، وشدّد على العلاقات التاريخية بين الأردنيين والسورين، وعلى أنه «لا يوجد بين الجانبين إلا المحبة والاحترام». وفي معرض رده على سؤال بشأن الدعوة السورية للمشاركة في المعرض، قال: «إن الدعوة وُجهت بشكل رسمي إلى غرفة تجارة الأردن من خلال اتحاد غرف التجارة السورية، وبدورها غرفة تجارة الأردن أرسلت إشعارات للأعضاء وكان هناك تجاوب كبير، حيث تجاوز عدد الراغبين في المشاركة 140 شخصاً، لكن الوفد الممثل لغرفة التجارة سيتألف من 90 عضواً، عدا عن المشاركين بشكل فردي». وأضاف إن الوفد يمثل قطاعاً واسعاً من شركات الخدمات والإنشاءات والتقنية وغيرها. وفي رد على سؤال «الأخبار»، حول احتمال توقيع اتفاقيات أثناء الزيارة، نفى خرفان هذا الأمر، لكنه قال إن أعضاء الوفد وهم من القطاع الخاص الأردني يأملون أن تستأنف العلاقات الاقتصادية “كمصلحة ثنائية أردنية سورية”، بعدما تأثر القطاع التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة. وأضاف إن الوفد الأردني سيعقد اجتماعات مع وزراء النقل والتجارة المحلية والاقتصاد السوريين، إضافة إلى رئيس هيئة الاستثمار واتحاد غرف التجارة والصناعة السورية. كذلك، أكد خرفان أن غرفة تجارة الأردن ستقدم دعوة في المقابل لاتحاد غرف التجارة السورية من أجل زيارة عمّان، نافياً أن يكون أعضاء غرفة تجارة الأردن يمارسون أي ضغط مباشر لتسريع فتح معبر نصيب، مضيفاً في الوقت نفسه إنهم «ينظرون كتجار في غرفة تجارة الأردن بإيجابية لهذه الخطوة التي سيترتب عليها انتعاش اقتصادي في البلدين».
في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة في الأردن، تبدو عودة العلاقات الاقتصادية مع سوريا أمراً ملحاً، وخاصة بوجود مشاريع إعادة الإعمار التي يطمح الأردن إلى أن يأخذ حصة كبيرة منها نظراً إلى موقعه الجغرافي القريب من الحدود العراقية والسورية على حد سواء. ومن باب التحضيرات العملية، قام الأردن نهاية عام 2017 بتوقيع اتفاقيات لبناء مطار ومركز لوجستي في مدينة المفرق شرق المملكة (قرب الحدود السورية والعراقية) مع شركة «سيف بورت» ومقرها الولايات المتحدة الأميركية، والتي يتكون طاقمها الإداري من ضباط كبار متقاعدين من الجيش والقوات البحرية الأميركية.
الأخبار