حسم ملف إدلب في قمة طهران غداً
بعد جولات ديبلوماسية مكثفة خاضها مسؤولو الدول الضامنة لمسار أستانا، روسيا وإيران وتركيا، شملت اتصالات مكثفة مع دمشق، ومع الأطراف المعنية بملف «التسوية السورية»، تتجه الأعين إلى قمة طهران التي ستعقد غداً (الجمعة)، وسط تحذيرات غربية متنامية، تركز على فكرة استخدام السلاح الكيميائي. الأيام القليلة الماضية شهدت استكمالاً للجهود الثنائية بين وزارتي الدفاع، الروسية والتركية، في شأن الإجراءات المنتظرة في إدلب، التي يفترض أن تكون محور النقاش في طهران، وفق ما صدر عن الجانب التركي.
هذه الأجواء ترافقت مع تصريحات أميركية وغربية متكررة تعيد التحذيرات في شأن المعارك في منطقة إدلب، فيما ينتظر أن يشهد الغد، بالتوازي مع قمة طهران، جلسة استماع في مجلس الأمن الدولي، في شأن ملف الأسلحة الكيميائية السورية. وستكون الجلسة مناسبة لحشد المحور الغربي، من حلفاء واشنطن، في محاولة للضغط على جهود دمشق وحلفائها لاستعادة منطقة إدلب. واستبقت الولايات المتحدة هذه الجلسة بمناقضة تصريحات أدلى بها المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، رأت أن كلاً من الحكومة والفصائل المسلحة يملكون القدرة على استخدام أسلحة كيميائية، إذ قال وزير الدفاع جايمس ماتيس، إنه «لا توجد لدينا أي معلومات استخبارية تشير إلى أن المعارضة لديها أي قدرات كيميائية». وهو ما يشير إلى أن واشنطن ستحمّل الحكومة مسؤولية أي هجوم كيميائي مفترض في إدلب، خلال المعارك المرتقبة.
في المقابل، من المتوقع أن تلتزم موسكو سقف الخطاب العالي الذي يؤكد أنها مستمرة في دعم جهود مكافحة الإرهاب التي يقودها الجيش السوري وحلفاؤه على الأرض في إدلب، وذلك في مسار موازٍ للتنسيق مع تركيا، من أجل حلحلة خيوط ملف «هيئة تحرير الشام» وبقية الفصائل. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس مشاركتها في الغارات الجوية على مواقع «تحرير الشام» في إدلب، ونشرت تسجيلات مصورة لعمليات الاستهداف هناك. كما شهد أمس، مثلما قبله، تصعيداً في القصف المتبادل بعد استهداف الجماعات المسلحة مناطق في ريف اللاذقية بصواريخ «غراد»، قبل استهداف محيط معسكر جورين وقرى سهل الغاب المجاورة مساءً.
في ضوء هذا التصعيد الميداني، تبدو أنقرة حريصة على تجنيب المناطق الحدودية في إدلب أي معارك عنيفة، منعاً لاحتمال تدفق لاجئين عبر الحدود. إذ بدأت توسيع المخيمات في محيط منطقة أطمة، بالتوازي مع إعلانها أن نحو 50 ألف سوري ممن زاروا سوريا خلال عيد الأضحى الماضي لم يعودوا طواعية إلى تركيا وقرروا البقاء هناك.
بالتوازي مع ما سبق، كشف الكرملين عن تحضيرات جديدة لإحياء فكرة قمة تجمع كلاً من فرنسا وألمانيا، إلى جانب تركيا وروسيا، في إسطنبول، وهي قمة كان قد أُعلن سابقاً أنها أُجّلت بسبب رفض فرنسي وألماني، وفق ما نقلت مصادر روسية.
وفي تساوق مع المطالبات بإجراء عمليات محدودة في إدلب، شدد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، على أن «أي إجراء عسكري روسي في سوريا حاول تقليل الخسائر في الأرواح بين المدنيين، وكان محدد الأهداف»، مضيفاً أنه بعد قمة طهران «سيصبح الوضع (في إدلب) أوضح من وجهة نظر عسكرية». وهو ما لاقاه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بالقول إنه «من الضروري وضع استراتيجية مشتركة للقضاء على الجماعات المتطرفة في إدلب لكن استمرار الهجمات قد يكون كارثياً».
الأخبار