امريكا تستعد لحرب استباقية على سوريا
مع تزايد انتصارات الجيش السوري و القضاء على الارهابيين في كافة المناطق السورية و تحذيرات الجيش السوري ببداية معركة ادلب آخر معقل للفصائل المعارضة والجهاديين، وذلك قبل يومين من قمة في طهران تجمع تركيا وإيران وروسيا حول سوريا واجهنا ليلة الامس بهجوم طائرات اسرائيلية على منطقة وادي العيون بحماة في وقت دعت واشنطن، رئيسة مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، الى اجتماع الجمعة، للبحث في الوضع في إدلب.
تُدرك الولايات المتحدة جيداً ومَن يتحالف معها في الحرب التي فُرِضت على سوريا، أن إعلان خاتمة هذه الحرب سيكون بتوقيت إدلب، فهي المعركة الأشدّ تعقيداً وصعوبة وأهمية أيضاً وأن ما بعدها لن يكون سوى تفاصيل إذا ما قورن بها، لذا تتصاعد حدّة التصريحات وتتعالى التهديدات علّها تساهم في تثبيط عزيمة الدولة السورية وحلفائها عن بدء معركة التحرير، ولهذا فإن محاولات الضغط على الدولة السورية عبر التهديد بتنفيذ ضربة عسكرية تجري على قدمٍ وساق.
اردوغان :القمة القادمة في طهران ستخرج بنتائج إيجابية
لذلك حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في تصريحات أدلى بها لصحافيين على متن طائرته عقب زيارة أجراها إلى قرغيزستان، ونقلتها صحيفة “حرييت” الأربعاء، من أن “مجزرة خطيرة قد تحصل في حال انهالت الصواريخ هناك”، في إشارة الى إدلب.
وقال إن القمة القادمة في طهران التي ستشارك فيها إيران وروسيا وتركيا ستخرج بنتائج إيجابية. وتخشى أنقرة الداعمة للفصائل المعارضة والتي تنشر نقاط مراقبة عدة في إدلب وشمال حلب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الى أراضيها من هذه المنطقة السورية المحاذية لها في حال حصول هجوم واسع.
وتؤوي محافظة إدلب مع جيوب محاذية تسيطر عليها فصائل معارضة في محافظات حماة (وسط) وحلب(شمال) واللاذقية (غرب) نحو ثلاثة ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة، نصفهم من النازحين، وبينهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة الذين تم إجلاؤهم مع مدنيين على مراحل من مناطق عدة في البلاد كانت تشكل معاقل لمقاتلي المعارضة قبل أن يستعيدها الجيش السوري.
استعدادت الجيش السوري لانتهاء معركة ادلب
ترسل قوات الجيش السوري منذ أسابيع تعزيزات إلى محيط إدلب استعداداً لعملية عسكرية.
وجددت قوات الجيش السوري الأربعاء قصفها المدفعي على مناطق عدة في غرب إدلب بينها مدينة جسر الشغور، غداة غارات روسية الثلاثاء. وكان القصف توقف لمدة 22 يوماً.
وقال الناطق باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف في بيان الأربعاء إن “أربع طائرات انطلقت من قاعدة حميميم (غرب) نفذت ضربات باستخدام أسلحة عالية الدقة على أهداف تابعة لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) الإرهابية” في إدلب.
وفي هذا السياق أفاد كوناشينكوف، بأن الضربات وجهت إلى مواقع الإرهابيين الواقعة خارج المناطق المأهولة، حيث كانوا يحتفظون بطائرات دون طيار، وإلى المناطق التي كانت تستخدم لإطلاق تلك الطائرات لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية على قاعدة حميميم والمناطق السكنية في محافظتي حلب وحماة.
وذكر أن قاذفتين من طراز سو-34 استهدفتا ورشة كان مسلحو جبهة النصرة يعدون فيها طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وأضاف أن قاذفة سو- 35 دمرت مستودعا يحوي ذخيرة ووسائط دفاع جوي محمولة للإرهابيين.
وأعادت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء التذكير بتحذيرات وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية من الجيش السوري لاستعادة السيطرة على إدلب.
وقال البيت الأبيض “إذا اختار الرئيس بشار الأسد مجدداً استخدام السلاح الكيميائي، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بسرعة وبالطريقة المناسبة”.
قمة حاسمة
وتسبق هذه التحذيرات قمة حاسمة مرتقبة بعد غد الجمعة في طهران حيث يستقبل الرئيس الايراني حسن روحاني نظيريه التركي اردوغان والروسي فلاديمير بوتين.
حذرت الخارجية الروسية من استحالة التوصل إلى تسوية في سوريا مع بقاء مشكلة إدلب من دون حل، مؤكدة حرص موسكو على خفض المخاطر المحتملة على المدنيين السوريين إلى حدها الأدنى.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إلى أن “شركاءنا الغربيين يدركون تماما أنه لا يمكن ترك هذه المنطقة السورية في قبضة التنظيمات الإرهابية دون تحريرها، كما يدركون جيدا أنه من دون حل هذه المشكلة تستحيل إعادة الأوضاع في سوريا إلى مجراها الطبيعي”.
وحسب ريابكوف، فإن بقاء الجيب الإرهابي في إدلب، سيترتب عليه باستمرار ظهور تهديدات جديدة، بما فيها خطر استخدام السلاح الكيميائي.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات الجيش السوري في الريف الجنوبي الشرقي.
وستكون معركة إدلب في حال حصولها، آخر أكبر معارك النزاع السوري بعدما مُنيت الفصائل المعارضة بهزيمة تلو الأخرى. وبعد استعادتها السيطرة على كامل دمشق ومحيطها ثم الجنوب السوري خلال العام الحالي، حددت قوات الجيش السوري هدفها التالي على أنه إدلب. ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية في مرحلة أولى على مناطق محدودة ولكن أيضاً استراتيجية مثل جسر الشغور لمحاذاتها محافظة اللاذقية.