رهان أردوغان على اللعب في الوقت الضائع خاسر
يصر زعيم النظام التركي رجب طيب أردوغان، وكما بدا في كلمته مع بداية أعمال قمة رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا التي بدأت اليوم في طهران، على كسب مزيد من “الوقت الضائع” للعب شوط إضافي يطيل فيه من عمر المنظمات الإرهابية في ادلب وفي مقدمتها “جبهة النصرة” وربيبتها “هيئة تحرير الشام”.
والواضح أيضاً أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني يدركان جيداً أن لا مجال لمنح المزيد من الوقت لأردوغان للعزف على وتر “المدنيين” و”الأمن القومي” التركي لإيجاد الذرائع بهدف وقف عملية الجيش العربي السوري باتجاه المحافظة التي تسيطر “النصرة” على أكثر من 60 بالمئة من مساحتها ولاسيما مركزها الإداري مدينة ادلب.
والحال أن موسكو وطهران وهبتا الفرصة تلو الأخرى لأنقرة لإيجاد حل يقضي بحل “النصرة” وباقي التنظيمات الإرهابية كشرط لإعادة النظر بإيجاد “تسوية” سلمية مقبولة من كل الأطراف لكنها عجزت وعبر كل السبل التي اتبعتها في تحقيق هذا الهدف بل راح فرع تنظيم القاعدة في سورية يتمادى باحتجاز المدنيين كدروع بشرية بعدما رفض خروجهم من مناطق سيطرته إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية الآمنة واعتقل الآلاف من أبناء ادلب بتهمة الترويج لـ “المصالحات” الوطنية التي لعبت دوراً في مد نفوذ الجيش السوري إلى الغوطة الشرقية والجنوب السوري وغيرها من المناطق.
وتعمل وسائل الإعلام التركية وتلك التابعة والداعمة لنهج الميليشيات المسلحة على الترويج لخطط أقل ما يقال عنها أنها وهمية وغير قابلة للتطبيق بسبب رفض “النصرة” تطبيقها، كما جاء اليوم الجمعة في الخطة- المقترح الذي عرضتها صحيفة “صباح” التركية المقربة من حكومة “العدالة والتنمية” قبل انعقاد القمة بساعات وتقضي مرحلتها الأولى بوقف شن عملية عسكرية كبيرة نحو ادلب مقابل البدء بالتخلص من “الجماعات المسلحة” عبر تسليم 12 ميليشيا منها “تحرير الشام” أسلحتها لتحالف عسكري تدعمه أنقرة، والمقصود “الجبهة الوطنية للتحرير” أو ما يسمى “الجيش الوطني” ثم خروجهم بشكل آمن إلى منطقة عازلة تحت إشراف ميليشيات المعارضة المسلحة أو استهدافها من تلك الميليشيات في حال رفضها خطة “الإنقاذ والإخلاء” مع السماح لمن بود العودة من الإرهابيين إلى بلده الأم بذلك على الرغم من رفض جميع الدول التي صدرتهم بعودتها إليهم.
ويمكن القول أنه على الرغم من مقررات البيان الختامي المفترض أن يصدر عن القمة فان منح وقت إضافي لأردوغان لتضييع الوقت من دون قدرته على ضمان حل “النصرة” وأخواتها الإرهابيات ومنعهم من تشكيل تهديد لمناطق الجوار التي يسيطر عليها الجيش السوري، لا يصب في مصلحة المدنيين الآمنين ولا في مصلحة “وحدة الأراضي” السورية التي تشدق بها أردوغان في كلنه بالقمة وان الوقت قد حان اليوم وليس غدا لاقتلاع الإرهاب من جذوره.
حلب – الوطن أون لاين