الحزام والطريق باب التنين الصيني الى العالم
أيمن شحادة
انطلق “التنين الصيني” بنسخته الجديدة الى العالم بعد مشارفته على انهاء حربه الداخلية ضد الفقر، والتي يأمل ان ينتهي في العام 2020 بعد ان حقق تقدما كبيرا فيها، كما في حربه ضد التلوث البيئي، وبقوة اقتصادية ضخمة انتج عبرها مبادرة دبلوماسية اقتصادية لتصريف انتاجه الضخم عرفت بإسم “الحزام والطريق”، حيث تسير الصين بسرعة كبيرة كي تصبح الامبراطورية التجارية الاكبر في العالم، وهي تنفق حوالي 150 مليار دولار سنويا في الدول الـ68 التي وافقت على هذه المبادرة.
“طريق الحرير”
اعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة “طريق الحرير” للقرن الواحد والعشرين عام 2013 وكانت تحمل اسم “حزام واحد، طريق واحد”، وفي ايار عام 2017 افتتحت قمة مخصصة للاحتفال بإطلاق المبادرة بإلاسم الجديد “الحزام والطريق”، وهي تتضمن فرعين رئيسيين وهما “حزام طريق الحرير الاقتصادي” البري و”طريق الحرير البحري”. يذكر ان عمر مشروع “طريق الحرير” يزيد عمره عن الفي سنة ويعود تحديدا الى القرن الثاني قبل الميلاد، وكان يمتد من الصين الى البحر المتوسط عبر اسيا الوسطى بطول يتجاوز الـ10 الاف كيلو متر، ومن هناك الى اوروبا بحرا حيث كانت تستقبل البضائع الثمينة.
السياسة الصينية الجديدة
تولي الصين حاليا منطقة المتوسط والبلدان العربية اهتماما خاصا لان نصف الخطوط التي تبنيها في “طريق الحرير” تنتهي عند البحر الابيض المتوسط. كما انها استضافت في الايام الماضية القمّة الصينية الافريقية بحضور اكثر من 50 رئيسا افريقيا والاف رجال الاعمال في بكين حيث تركز على الاستثمار الصيني في القارة السمراء. كما تعمل الصين على تحديث ودعم اعلامها ليكون منبرا وشريكا في مشروع “طريق الحرير”، اضافة الى ان وزارة التجارة الصينية اطلقت دورات سنوية للمسؤولين الاعلاميين والصحفيين العرب لتعريفهم على الصين والخروج الى العالم بالصورة التي تريدها بكين، حيث تقيم المحاضرات المخصصة لموضوعات معيّنة، والزيارات التفقدية لاهم المواقع الصينية السياحية والتربوية والصناعية، كما انها تعمل للتعريف على تاريخ الصين الحديث والسياسات الصينية الحديثة، التي يعمل عليها الحزب الحاكم بعد تنفيذ سياسة “الاصلاح والانفتاح” الصينية، وما يلفت الانتباه ايضا ازدياد اعداد الصينيين الذي يتعلمون اللغة العربية بشكل ملفت وعدد من اللغات الاجنبية الاخرى.
كما تنطلق الصين الى العالم ضمن مبادرتها بوسائل اعلامها الخاص ووسائل تواصلها الاجتماعي الخاص، حيث عملت للانفاق على الاعلام والعمل عليه لاستحداثه ليلحق بركب منظومة الاعلام العالمية الحديثة، فتوسع ليشمل عدة لغات لا سيما اللغة العربية.
الانفتاح الصيني الى العالم هو انفتاح وطني بإمتياز حتى عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إنّما لا يمكن استخدام محرك البحث الاميركي الشهير “غوغل” ولا يمكن استعمال منصات التواصل الاجتماعي الاكثر شهرة في العالم على الاراضي الصينية مثل “واتساب” و”انستاغرام” و”فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب”، وتستعيض بكين بموقع “baidu” عن “غوغل” و”wechat” بدل “واتساب” و”weibo” بدلا عن “تويتر”، وذلك في اطار سياسة الامن الالكتروني الوقائي المعروفة في الصين بلد الـ1.4 مليار نسمة.
الافاق
تطورت الصين بشكل كبير بفترة زمنية قياسية نسبيا منذ اعلان جمهورية الصين الشعبية عام 1949 بعد انتهاء الحرب الاهليّة وانتصار الحزب الشيوعي فيها، وقد غدت من اهم البلدان
الاقتصادية في العالم وهذا ما اطلق حذر الكثر من الدول، وجعل الرئيس الاميركي دونالد ترامب يفرض قيودا اقتصاديّة وجمركيّة ضدها، وصفتها بعض وسائل الاعلام بالحرب الاقتصادية، بإنتظار نتائج مبادرة “الحزام والطريق” في الفترة المقبلة ومدى نجاحها تبقى الانظار على الغرب لا سيما واشنطن، وعما اذا كانت ستبقى مكتوفة الايدي امام المدّ الصيني بإتجاه قلب العالم القديم؟.
النشرة