أكراد سوريا.. إلى أين؟
نضال حمادة
أعلن “مجلس سوريا الديمقراطية” الجناح السياسي لـ”قسد” عن توحيد ما يسمى الإدارات الذاتية في المناطق التي يسيطر عليها تحت إدارة واحدة ومسمى واحد هو “الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” وذلك تمهيداً لتشكيل حكومة مركزية في شمال سوريا مقرها بلدة عين عيسى شمالي الرقة، وتستعد القيادات الكردية في الشمال السوري بدعم أمريكي كبير للإعلان عن هذه الخطوة تزامناً مع اقتراب الحسم في معضلة إدلب عسكرياً كان أو سياسياً.
الولايات المتحدة بدورها تمد المسلحين الأكراد في الشمال السوري يومياً بأطنان من السلاح والعتاد لتعزيز ثقة الأكراد بأنفسهم، كما يقوم ضباط فرنسيون متخصصون بتدريب المسلحين الأكراد على استخدام الأسلحة وفنون القتال والتحصين كما تشرف جمعيات فرنسية وأمريكية مدعومة رسمياً على تشكيل طاقم وظيفي وإداري كردي يشكل الجسم البشري العامل على الأرض تحت إمرة أية سلطة مركزية كردية قادمة ويشكل هذا الطاقم الوظيفي نواة متماسكة لتمكين المسلحين الأكراد من النجاح في إدارة المناطق التي يسيطرون عليها بطريقة مدنية وعملية.
ومع اقتراب الإعلان عن هذا الأمر، تقوم الوحدات الكردية بعدة تدابير على الأرض في مدن وبلدات ومزارع عربية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال شرق سوريا، وقد عمدت الى قطع طريق الحسكة – دمشق وأتت بحشود عسكرية تابعة لـ”قسد” الى ريف الرقة الغربي تحضيراً لمداهمة وتفتيش القرى والبلدات ابتداء من بلدة السلحبية.
كما تتهجز “قسد” لتنفيذ حملة أمنية واسعة خلال الأيام القليلة القادمة تهدف الى تجريد المدنيين من السلاح الشخصي في عموم محافظة الرقة بما فيها أسلحة الصيد والأسلحة المرخصة وتشمل الحملة تفتيش المنازل. وبنت الوحدات الكردية تمثال حرية خاص بها في مدينة عامودا.
تركيا التي تنظر بعين الريبة إلى تحركات أكراد سوريا تحاول الإبقاء على الوضع الحالي في إدلب في خطة لاستخدام المسلحين هناك ضد الاكراد في المستقبل. فأعلنت عبر وزارة الدفاع التركية أن جولة المباحثات الأخيرة لمجموعات العمل التركية – الروسية بشأن سوريا جرت في أنقرة بين 31 آب و4 أيلول الحال وأشارت إلى أن النتائج سيتم عرضها في القمة الثلاثية التي تجمع رؤساء الدول الضامنة الثلاث. وذكرت وسائل إعلام تركية، أن قمة أمنية عقدت في القصر الجمهوري بأنقرة، أمس، برئاسة معاون رئيس الجمهورية، فؤاد أكتاي إضافة إلى المسؤولين الأمنيين والإداريين عن منطقتي درع الفرات وعفرين، وتم البحث خلال الاجتماع التدابير الأمنية والإنسانية ووضع الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع كافة السيناريوهات في شمال شرق سوريا بعد تسرب المعلومات عن أكراد سوريا الاعلان عن حكومة مركزية في عين عيسى فضلاً عن الوضع في إدلب.
وتشير المعلومات الى أن تركيا تحاول إقناع روسيا بتأجيل أي عمل عسكري في إدلب بحجة وجود مخطط أمريكي لإعلان انفصال أكراد سوريا قريباً تزامنا مع بدء أية عملية عسكرية في إدلب، وحسب المعلومات تطرح تركيا إعطاءها فرصة حتى الاجتماع الثلاثي الايراني الروسي التركي القادم في روسيا، حتى تتمكن من إقناع “هيئة تحرير الشام” بعدم القتال ونقل مقاتليها الى شرق الفرات حيث ستكون في مواجهة مباشرة مع المسلحين الأكراد في معاقلهم.
العهد