المنتج الزراعي السوري إلى روسيا والعراق والكويت
شكل المعرض الزراعي التصديري الأول المنظم من قبل اتحاد المصدرين السوري ضمن مشاركتهم في معرض دمشق الدولي فرصةً واعدة لجذب المستثمرين إلى المنتجات الزراعية السورية، التي عانت بشكل أو بآخر من الانعكاسات السلبية لظروف الحرب سواءً لجهة الإنتاج أو حتى التسويق بعد أن شكل عامل ضغط على المُزارع والدولة في ظل قلة منافذ التصريف والتصدير، واستفاد اتحاد المصدرين من التجارب السابقة في المعارض الغذائية والنسيجية والكيميائية والهندسية، ما شجعه على الانطلاق بهذه الخطوة التي أثبتت فعاليتها منذ اليوم الأول بتوقيع لعدة عقود مع جهات مختلفة وإقبال كبير على المنتج السوري.
فيما ظهر التجدد ضمن المعرض عبر وجود زراعات جديدة كلياً كالفواكه الاستوائية المنتجة محلياً (المنغا والأناناس والكيوي)، فضلاً عن التميز بمشاركة رجال الأعمال السوريين وأهم المصدرين من مختلف المحافظات، وإبداء رغبتهم بتوقيع عقود تبادل تجارية مع شركات أجنبية وعربية، مستفيدين من الدعم الحكومي والتسهيلات المقدمة للتصدير، حيث شهد اليوم الخامس من انطلاقة المعرض توقيع عدة عقود مع روسيا والكويت والعراق تمهد الطريق لعودة الاسم السوري للانتشار في الأسواق العربية والعالمية بعد أن جرت محاولة تغييبه لسنوات طويلة.
جديدة
رئيس القطاع الزراعي في اتحاد المصدرين السوري إياد محمد أشار إلى توقيع ثلاث اتفاقيات تصدير إلى روسيا بقيمة 15 مليون دولار، واتفاقية مع العراق لتصدير الخضار والفواكه، وأخرى مع شركة كويتية لتصدير الحبوب، حيث حدد لكل عقد قيمة 5 ملايين دولار قابلة للزيادة حسب الحاجة، وبحسب محمد أبدى الوفد الكويتي اهتماماً كبيراً بالبقوليات والحبوب بشكل رئيسي، كما تم توقيع عقد التصدير مع الكويت أيضاً عن طريق البحر كونه أسهل الطرق المتاحة حالياً، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن الخط العراقي واعد جداً، في الوقت الذي يشهد فيه المنتج السوري طلباً كبيراً في مختلف الدول لخصوصيته وتميزه عن منتجات أخرى.
ويشير محمد إلى الفعالية الكبيرة التي حققها المعرض الزراعي التصديري حيث يتم توقيع عقود جديدة يومياً في المعرض من قبل وكلاء الشركات الأجنبية بعد اطلاعهم على المنتج السوري، إلى جانب الزيارات الدائمة من الوفود المشاركة ورجال الأعمال، وذلك ضمن سياق استثمار المعرض لتقديم منتجات مميزة في السوق السورية بعد الجهود التي بذلتها الدولة لإدخال أنواع جديدة من الخضار والفواكه إلى الخطط الزراعية بهدف توفير القطع الأجنبي والحد من الاستيراد، فضلاً عن دعم وزارة الاقتصاد للإنتاج المحلي والصادرات.
تخفيف الأعباء
من جهته يوضح صاحب مؤسسة عدنان ريا التجارية المتخصصة في فرز وتصنيع الحمضيات وتصديرها أن الاتفاقية التي وقعتها المؤسسة مع روسيا تتيح تصدير المنتجات وبيعها بشكل مباشر وميسر بعد مواجهة مشاكل عديدة في البيع وتحويل الأموال عند التصدير إلى روسيا بالأمانة، منوهاً إلى الفرق الإيجابي الكبير الذي لوحظ عند توقيع هذه العقود.
ويضيف ريا أن الهدف الرئيس من هذه الاتفاقيات مع الدول المشاركة تخفيف العبء عن الأسواق المحلية والترويج للمنتج السوري في الخارج بعد التأثير السلبي للأزمة وإغلاق المنافذ الخارجية وتكدس المنتجات في السوق السورية، لافتاً أنه بموجب هذه الاتفاقيات سيتم تقديم دعم حكومي لتكاليف النقل، فيما يسعى اتحاد المصدرين لتخفيض الجمارك من الجانب الروسي.
آراء إيجابية
وشهدت اللقاءات مع الوفود والشركات المشاركة آراء إيجابية حول جودة المنتج السوري واستثمار المعرض للتعاون والبحث عن فرص مهمة، حيث أشار الممثل لمجموعة من الشركات الروسية والعضو باتحاد المصدرين بشار كاملة أن المعرض قدم فرصة للتعارف بين المنتجين والشركات لاسيما الجديدة منها أو التي عادت للعمل بعد تحسن الأوضاع في سورية، حيث تم توقيع ثلاثة عقود مع شركات عدنان ريا ومحمد العلي وإياد أنيس محمد، قيمة كل منها 5 ملايين دولار كحد أدنى تتضمن تصدير الخضار والفواكه إلى روسيا بدءاً من موسم الحمضيات ثم المواسم الأخرى، مبيناً أن الشركات الموقعة عملت في مجال التصدير مسبقاً إذ تشكل العقود الجديدة استمرارية للتعاون معها.
فرص للتعاون
فيما بيّن الممثل لوفد رجال الأعمال الكويتيين كمال قويدر أن اتفاقيات استيراد الحبوب من سورية التي تم توقيعها لاقت تسهيلات كبيرة في مجال الشحن والتصدير والإجراءات المتخذة، وتهدف العقود إلى تزويد السوق الكويتية بمنتجات سورية المتميزة في معظم دول الخليج العربي.
وأبدى صاحب شركة الجيل الجديد للوكالات التجارية العراقية م.فرقد البير إعجابه بالمنتجات الاستوائية المجربة حديثاً في سورية، حيث تم تضمينها في العقد المتفق عليه للتصدير إلى العراق والذي يحوي منتجات زراعية وغذائية بقيمة مفتوحة، معولاً على الفرص الإيجابية للتعاون خلال المعرض الزراعي التصديري وتقديم فرص كبيرة للترويج والاتفاق مع جهات مختلفة.
البعث