عجز تركي أمام ’النصرة’ في ادلب.. والحل النهائي بيد الجيش السوري
علي حسن
غداة القمة الثلاثية في طهران، وجه الجيش السوري رسالته عبر الميدان لتركيا ضامنة الجماعات المسلحة التي حصلت على مهلة جديدة بهدف إقناع جبهة “النصرة” بحل نفسها، مهلةٌ لا يبدو أن تركيا ستنجح في تحقيق أهدافها منها، فالإرهابي الجولاني أعطى جوابه قبل عقد القمة الثلاثية في تسجيل مصور وقال أنه يرفض حل “النصرة” كما يرفض إلقاء السلاح، وبالتالي فـ”النصرة” مصرة على القتال ولا شئ غيره والمؤكد أن تركيا غير قادرة على التأثير في قرار الجولاني هذا، فلو كانت كذلك لفعلت والتزمت بتعهداتها ضمن مسار أستانة بحل ملف الإرهاب في ادلب واختصرت على نفسها الموقف المحرج دولياً والذي يظهر عجزها عن كبح جماح وليدتها.
استهدف الجيش السوري خلال الأيام الخمس الماضية بسلاحي الجو والمدفعية بنك أهداف واسع لمواقع انتشار الجماعات الإرهابية المتطرفة في ادلب وريف حماه الشمالي. هذا القصف العنيف غداة قمة طهران الثلاثية بين زعماء الدول الثلاث الضامنة أوحى بأن الجيش السوري قد بدأ بمعركة ادلب، غير أن مصدراً سياسياً سورياً قد أكد لموقع “العهد” الإخباري أنّ “هذا التحرك العسكري للجيش بعد قمة طهران لم يكن تمهيداً عسكرياً لعملية ادلب بل كان رسالة صريحة لتركيا بأن العمل العسكري سيبدأ شاءت أم أبت، وعاجلاً أم آجلاً فادلب أرض سورية ولا يمكن لحلف مكافحة الإرهاب ترك ادلب على حالها وسط انتشار آلاف الإرهابيين فيها وبالتالي فإن القرار لصاحب الأرض، لكن تفاهمات القمة الثلاثية قد أعطت المجال لتركيا مع أن موقفها ضعيف جداً وتشنجها من أمر العملية العسكرية يعكس هذا الضعف فالخيارات أمامها باتت محدودة فلطالما حاولت طيلة الأشهر الماضية التعامل مع هيئة تحرير الشام “النصرة” سابقاً بالإضافة إلى كافة الفصائل المحسوبة على تنظيم “القاعدة” وعجزت عن حلها الأمر الذي وضعها في موقف ضعيف ومحرج ضمن مسار أستانة لأنها ملزمة بإيجاد صيغة لإنهاء ملف الإرهاب في ادلب”. أضاف المصدر إنّ “محاولات أنقرة كلها تندرج في إطار كسب الوقت لا أكثر ربما لتكمل استعداداتها بما يسمى بمناطق درع الفرات تحسباً لموجة لاجئين لا تريدهم على أراضيها بمعنى أن تنقل المدنيين النازحين من العمل العسكري نحو مناطق درع الفرات كي لا تستقبلهم على أراضيها”.
تركيا عاجزة فعلاً عن حل جبهة “النصرة” وعلاقتهما تحوي العديد من محطات الخلاف الكبيرة رغم أن المدة الأطول من هذه العلاقة كانت تشهد توافقاً وتنسيقاً فجبهة “النصرة” لم تكن ترفض أي أمر تركي بالتعاون مع أي فصيل مسلح آخر ضد الجيش السوري إلا أنّه في بعض المنعطفات كانت الخلافات بين الطرفين تبرز بشكل كبير، فعندما قررت تركيا إنشاء قوات درع الفرات والدخول إلى ريف حلب الشمالي كانت جبهة “النصرة” ترفض التعاون معها وفضلت الانسحاب من هذه المنطقة بشكل كامل كي لا تدخل في صدام عسكري مع تنظيم “داعش”، الذي كانت عملية درع الفرات تهدف لإخراجه من الباب بريف حلب الشمالي. ثم برز خلاف آخر أيام معارك أحياء ريف حلب الشرقية حيث خرج أردوغان وطالب “النصرة” بالخروج ورفضت الأخيرة ذلك، الموقف الذي يتكرر الآن في ادلب فلا أردوغان قادر على حل “النصرة” أو إخراجها إلى أي مكان آخر لأنها ترفض، ولذلك لا بد من بدء الجيش السوري لعملياته العسكرية والقضاء عليها في ادلب بحسب حديث المصدر السياسي السوري ذاته، الذي أكد لـ”العهد” الإخباري أنّه “لم يعد ممكناً لتركيا أن تطرح فكرة إلقاء النصرة لسلاحها أو المصالحة حتى، فالنصرة طيلة الأشهر الماضية تعتقل وتحارب كل من يتواصل مع الدولة السورية بهدف المصالحة ونتذكر خطاب الجولاني المصور الذي خرج به قبل عقد القمة الثلاثية في طهران وتحدث فيه عن رفضه لإلقاء السلاح تحديداً وأن من يلقي السلاح خائنٌ مستسلم، محذراً من تكرار سيناريو الجنوب السوري في ادلب، وهذا ردٌ صريح منه على كل الطروحات السياسية و السلمية، كما أن موضوع نقل “النصرة” لمكان آخر موضوعٌ شائك جداً بوجود آلاف الإرهابيين الأجانب والأوروبيين خصوصاً”.
ورجّح المصدر السياسي السوري في نهاية حديثه لموقع “العهد” أن “يكون الحل في ادلب بالعمل العسكري الذي سيستهدف جبهة “النصرة” لطبيعتها الإرهابية بالإضافة إلى كل من يتعاون ويتحالف معها من الفصائل المسلحة المتواجدة هناك”.
العهد