أبناء شهداء الدفاع الوطني خارج مفاضلة أبناء الشهداء: «فوق الموتة عصة التمييز»!
رماح زوان
فوجئت ابنة الشهيد هيثم بدر اسماعيل من مرتبات الدفاع الوطني الذي استشهد بتاريخ 28/10/2012 في منطقة حرستا بريف دمشق، عند دخولها جامعة تشرين باللاذقية للتسجيل في مفاضلة أبناء الشهداء أن والدها ليس ضمن قوائم الشهداء ولا يحق لها المفاضلة على مقاعد أبناء الشهداء.
وقالت ميرنا: كان أبي من أوائل المتطوعين في قوات الدفاع الوطني بعد إعلان تشكيلها، إيماناً منه بقدسية الدفاع عن الوطن، وخاض عشرات المعارك حتى استشهاده في حرستا.
وأضافت بألم : كان يسعى والدي بكل ما يمكنه لأكمل تعليمي وأدخل الجامعة، وطالما كانت وصيته أن أكمل دراستي، وتعرضتُ لظروف صعبة بعد استشهاده إلّا أني أصرّيت على الاستمرار في الدراسة والنجاح في الثانوية العلمية ودخول الجامعة.
وتساءلت ميرنا “لماذا لم يعتبروا والدي شهيداً مثله مثل بقية الشهداء العسكريين، خاصة أنّه تطوّع في مؤسسة رسمية رديفة للجيش السوري واستشهد بطلاً أثناء دفاعه عن تراب الوطن، وحصل على وثيقة شرف من الأمانة العامة للدفاع الوطني في دمشق أثني فيها تضحيته وبطولاته.”
وتأسست قوات الدفاع الوطني عام 2012 كقوّة رديفة للجيش العربي السوري بدعم حكومي قوامها لجان الشعبية ومتطوعون مدنيون، مهمّتم مساندة وحدات الجيش في حربها ضد الجماعات المسلحة.
ومع انحسار رقعة العمليات العسكرية بعد تحرير 95% من مساحة سورية، بدأت الدولة السورية بحل معظم القوات الرديفة من ضمنها الدفاع الوطني والإبقاء على بعض الإداريين فقط وعناصر محدودة، مع توقف رواتب شهداء الدفاع الوطني لعدة أشهر دون أسباب واضحة ثم عودتها.
وبالعودة إلى مفاضلة أبناء الشهداء أصدر الرئيس بشار الأسد المرسوم رقم 218 للعام 2018 القاضي بتوسيع الشريحة المستفيدة من الـ 15 مقعدا التي حددها المرسوم 293 للعام 2016 من مقاعد المرحلة الجامعية الأولى والـ 2% من مقاعد القبول في درجة الماجستير ودراسات التأهيل والتخصص لتشمل أبناء وأشقاء وأزواج الشهداء وجرحى العجز الكلي والجزئي وجرحى العجز بنسبة لا تقل عن 30 % ولا تزيد على 35% من العسكريين المجندين والاحتياطيين وأبناء جرحى العجز الكلي والجزئي الذي لا يقل عن 70% و أبناء المفقودين وأزواجهم من العسكريين في الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي الذين استشهدوا أو جرحوا أو فقدوا بسبب الحرب أو العمليات الحربية أو على أيدي عصابات إرهابية أو عناصر معادية.
تقول ميرنا ترك والدي باستشهاده وسام عزٍّ وشرف أعلّقه على صدري أمام الجميع، لكن من المؤسف أنّه لا يعتبر شهيداً في قوائم الدولة الرسمية، مؤكدة أنّها ستستمر في دراستها وتسجّل الفرع الجامعي الذي تتيح لها علاماتها لتحقق حلم أبيها وتكون عنصراً فاعلاً في مجتمع ينتظر أبنائه الأوفياء لإعادة بنائه ورفع مستواه على كل الأصعدة.
هاشتاغ