الجمعة , نوفمبر 22 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

قصة المقاتل “كنان” من الغوطة الشرقية إلى حلب

قصة المقاتل “كنان” من الغوطة الشرقية إلى حلب

محمد كحيلة

لم تثنه السبع إصابات عن مواصلة مسيرته المشرفة بالذود عن حياض الوطن ، فقد بلسم جراحه بالجراح وصبر وكابر في سبيل إعلاء كلمة الجيش العربي السوري وصون الأمانة والقسم.

تطوع “كنان” في الكلية الحربية بالعام 2010 م وخضع لدورات تدريب قاسية لمدة ثلاث سنوات متتالية ليتخرج في نهاية العام 2013 م برتبة ضابط ملازم وتم إردافه إلى صفوف الحرس الجمهوري بصفة قائد مجموعة مشاة /اقتحام وينخرط في أول معاركه مع الجماعات الإرهابية بمنطقة المليحة بالغوطة الشرقية في بداية العام 2014 م ، يقول المقاتل كنان ” كانت أول تجربة حقيقة في المعارك وإطلاق النار على الإرهابيين وقيادة مجموعتي للقيام بالإعمال الموكلة لنا، وبعد خوض عدة معارك مع الإرهابيين أصبت بطلق ناري في قدمي أبعدني عن الجبهات لمدة قصيرة” وحدثنا المقاتل “أحمد” أحد العناصر في مجموعة الملازم “كنان” بأنه تابع المعركة رغم إصابته لعدة ساعات قبل نقله إلى المشفى العسكري.

قضى “كنان” فترة نقاهة لمدة 15 يوماً في بلدته نبع الطيب بمنطقة الغاب في ريف حماة ليعود مجدداً إلى القتال في الغوطة الشرقية وتابع مع مجموعته معركة المليحة حتى انتهائها، ليكلف بعد ذلك بالمشاركة في معركة بلدة الزمانية وبعد عدة أيام من المعارك مع الجماعات الإرهابية أصيب الملازم “كنان” إصابته الثانية في الشهر السابع من العام 2014 م وهي شظايا متعددة في الجسم إثر انفجار قذيفة هاون بقربه نُقل بعدها إلى المشفى لتلقي العلاج.

يقول كنان ” بعد أن شفيت من إصابتي الثانية أوكلت لنا مهمة التثبيت في بلدة الدير سلمان وتصدينا لأشرس هجمات الإرهابيين إلى أن أصبت بطلق ناري في صدري أبعدني عن الجبهات شهراً واحداً”.

أبى المقاتل “كنان” الجلوس في مقر الكتيبة وعاد إلى جبهات الغوطة المشتعلة آنذاك وقاد مجموعته التي أوكلت لها المشاركة في مهاجمة مقرات المسلحين في بلدة البلالية أواخر العام 2015م وأثناء التقدم أصيب “كنان” للمرة الرابعة بشظايا هاون متعددة في الجسم.

وكما العادة عند شفائه يعود المقاتل كنان إلى الجبهة من جديد مفعماً بروح التحدي والإصرار، يقول كنان ممازحاً ” يجب أن أصاب في كل معركة من معارك الغوطة الشرقية كي نتأكد أن المهمة أنجزت على أكمل وجه” ،وبالفعل هذا ماكان يحدث فقد أصيب للمرة الخامسة بمعركة البحارية في العام 2016 م بشظايا هاون في الرأس وللمرة السادسة بشظايا هاون في معارك بلدة حزرما بالعام 2017 م أثناء صد هجوم موسع للمسلحين.

وكان “كنان” ومجموعته ممن لمع نجمهم في تنفيذ العمليات البطولية من تسللات واقتحام المحاور القاسية وربما كانت عملية الجربا التي نفذها مع مجموعته من انجح العمليات البطولية، فقد اعتقلوا أربعة مسلحين وتم مصادرة أسلحتهم بعد عملية تسلل ليلية على مقراتهم ومحارسهم في بلدة الجربا دون إطلاق رصاصة واحدة.

وتحدث المقاتل “كنان” عن أصعب المواقف التي حزت في قلبه أثناء معارك الغوطة الشرقية ، حيث قال ” شاهدت ثلاثة من أصدقائي مبتوري الأرجل بعد انفجار ألغام أرضية وعبوات ناسفة كان قد زرعها المسلحون في محيط بلدة الأفتريس وكذلك استشهاد صديقيَّ ربيع علي ومهران محمد وهما بلا شك رجال المهام الصعبة فقد رافقاني في جميع المعارك السابقة”.

واختتم المقاتل “كنان” سجل الإصابات الحافل بإصابته السابعة بمعركة الغوطة الأخيرة فقد أصيب بشظايا عبوة ناسفة بقدمه أثناء اقتحام وتقدم الجيش السوري ببلدة مسرابا في الشهر الثالث من العام 2018 م ، ولكن هذه المرة رفض الملازم “كنان” مغادرة أرض المعركة وأصر على متابعتها حتى النهاية وأكمل القتال على العكازات إلى أن تحررت كامل الغوطة الشرقية.
عاد “كنان” ومجموعته إلى مقر كتيبتهم بعد تحرير الغوطة الشرقية وماهي إلا فترة قصيرة كلفت الكتيبة بالمشاركة في مهاجمة الإرهابيين بمحافظة درعا وخاض مع مجموعته عدة معارك في طفس وداعل وخربة الطيرة وتل السمن وحوض اليرموك حتى القضاء على أخر إرهابي في درعا.

وانتقلت كتيبة المقاتل “كنان” من درعا إلى حلب بعد إنجاز المهمة وتحرير كامل محافظة درعا، وحالياً كنان يخدم برتبة ملازم أول ويرابط مع سريته على ثغور مدينة حلب بجاهزية عالية لصد أي هجوم محتمل على المدينة وللقيام بالأعمال القتالية والأمنية الموكلة لهم.

يقول كنان ” هذه الأرض أرضنا ولن نسمح للإرهابيين ولا للدول المعادية باحتلالها، سنحرر كل شبر من بلدنا، هذه كلمتنا قد قلناها ومستعدون أن نصاب عشرات المرات وأن نستشهد وسنبذل الغالي والنفيس في سبيل رفع علم الجمهورية العربية السورية وإعلاء كلمة الجيش العربي السوري”.

عندما نتحدث عن مقاتل أو مجموعة من رجال الجيش السوري وماقدموه في أرض المعركة كأننا تكلمنا عن جميع جنود الجيش السوري ولكن لكل منهم قصته ومسيرته القتالية والبطولية، فطوبى لرجال الجيش العربي السوري.

المصدر: دمشق الآن