“أم عرب” سائق تكسي في دمشق .. تروي سيرتها المهنية
بخصالها الذهبية، وبعمرٍ تجاوز الخمسين بثلاث سنوات، تجوب السيدة سحر الحلواني المعروفة “بأم عرب” مدينة دمشق، متخذة من نهارها وليلها وشوارعها ساعاتٍ ومواقع غير محددة لتمارس عملها الحر كسائق تكسي.
“أم عرب” التي عقدت العزم على العمل كسائق بعد إصابة زوجها بمرض عضال أدى لوفاته لاحقاً، تروي لتلفزيون الخبر تفاصيل البداية قائلة: إن “الضرورة لإعالة زوجها المريض وصغارها الثلاث وأمها المسنة، دفعتها للتفكير بأفضل وسيلة لتأمين دخلهم جميعاً”.
و تابعت: “قررت اختيار العمل كسائق لاعتقادي أنه العمل الوحيد الذي لن يجبرني على الالتزام بمكان واحد مما يمكنني من الوصول لأسرتي عند الحاجة”.
وعن البدايات، بينت حلواني أن “مشوارها في العمل انطلق كسائق ميكرو على خط (تجارة_عباسيين) ثم (باب توما_جرمانا)”، مشيرة إلى أنه “مضت خمس سنوات قبل بداية معاناتها من نقص قطع غيارات المكرو فتحولت من سائق مكرو لسائق تكسي”.
كما تؤكد “أم عرب” التي تحمل شهادة “البروفيه” من بيروت، أنها “مستفيدة من الحرية في سوريا لتعمل في مهنة خشنة كمهنة السائق”.
و أوضحت الحلواني أنها “تعمل لتأمين 150 ألف ليرة شهرياً كبدل إجارات فقط عدا عن مصاريف المنزل، فتخرج من الثانية ظهراً حتى الثانية بعد منتصف الليل”.
وعلى هامش عملها كسائق، تستفيد الأسر الدمشقية التي تعرف “أم عرب” في تأمين حاجات منازلهم كونها تختار الخضار والفواكة وتقطع اللحمة المرتبة، بالإضافة لعملها الأساسي حين توصل أطفالهم إلى المدارس، وفق ما روت السيدة.
وبحسب ما بينت “لا تتوقف خبرة “أم عرب” على قيادة التكسي فقط، بل تسعفها خبرتها أيضاً في صيانة الأعطال التي تعترضها لتحاول إصلاحها قبل السحب إلى الورشات”
وتقول السيدة سحر إنها “تحترف عملها اليومي من خلال قطع عشرات الكيلو مترات على الرغم من كرهها للقيادة”، لافتة إلى أن “القيادة صعبة جداً فهي بحاجة لاستعمال جميع حواس الإنسان عدا عن كون سيارتها تعمل بنظام علبة سرعة يدوي وليس أوتوماتيك”.
وتختم “أم عرب” حديثها لتلفزيون الخبر، بالقول: إنها “ترى في نفسها وعملها مصدر فخر لأطفالها، وذلك من خلال تشجيع مدرسيهم واحترامهم لها”، كما دعت السيدة السائقين لاحترام أنظمة وقوانين المرور كما تفعل هي، على الرغم أن أغلب عناصر شرطة المرور يعرفونها.
تلفزيون الخبر – دمشق