سعر الصرف والأحداث الأخيرة
ارتفع سعر الدولار الأمريكي من 440 ليرة سورية إلى 470 ليرة سورية تقريباُ خلال شهر بسبب حملة إدلب وتهديدات الأمريكي ومسرحية الكيماوي.
الغموض الذي لف حملة إدلب واحتمالات تداعياتها جميعها عوامل أدت إلى تراجعات متتالية في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ، فبعد تصريحات الأمس بخصوص إدلب فهم التجار والمدخرون توقف العملية العسكرية حالياً واستبعاد الضربات الأمريكية ، والتراجع عن المسرحية الكيماوية مما أدى إلى تراجع سعر صرف الدولار.
لا يوجد عذر لدى الأمريكي أن يرفض اتفاق سوتشي بين الرئيسين بوتين وأردوغان، فعندها تكون قد طويت صفحة إدلب والعمل العسكري فيها في المدى المنظور ، مما يهيئ إلى تحسن سعر الصرف وعودته إلى محيط السعر الرسمي بين 435 // 445.
لنضف إلى ذلك قرب افتتاح معبر نصيب الحدودي مع الجانب الأردني ، وللعلم أن الاجتماعات الثنائية لترتيب افتتاح المعبر قائمة على قدم وساق ، فمعبر نصيب له أثر إيجابي لأنه سيبشر بعودة شرايين التجارة والنقل للعمل بين سوريا ولبنان والأردن ومنها إلى الدول العربية المجاورة.
مع تطبيق اتفاق إدلب وفرض التهدئة التامة الممهدة إلى عودة إدلب سليماً 100% إلى سيادة الدولة السورية ، وفتح المعابر الحدودية الممهدة لعودة الحركة التجارية مع دول الجوار ، جميع هذه المؤشرات تصب في صالح سعر الصرف.
وكما كنا نؤكد سابقاً ، أن توازن وثبات سعر الصرف له الدور الرئيس في تعزيز الليرة السورية وعودة الثقة إليها ، وهذا الأمر ملموس ، بفضل جهود مصرف سوريا المركزي ، بالتعاون مع عموم الجهات العاملة في القطاع المالي والمصرفي للحفاظ على هذا التوازن الذي يهيئ الأرضية الحقيقة لرسم سياسات مالية مستقبلية، على رأسها تحسين مستوى الأجور والمعيشة في الدولة.
المصدر: دمشق الآن