الخميس , ديسمبر 26 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

لن تنتظروا النسخة المترجمة من الكتاب الذي هز عرش ترامب.. تلخيص شامل لكتاب «الخوف»

شام تايمز

لن تنتظروا النسخة المترجمة من الكتاب الذي هز عرش ترامب.. تلخيص شامل لكتاب «الخوف»

شام تايمز

القوة الحقيقية هي: الخوف. *دونالد ترامب.

شام تايمز

لم يكن الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية محل اتفاق الأمريكيين منذ لحظة إعلانه خوض الانتخابات الأمريكية وحتى هذه اللحظة، لقد أحاطت به الشكوك منذ يومه الأول في البيت الأبيض؛ وسط الكثير ممن يشيرون إلى التحسن الملحوظ في المؤشرات الاقتصادية، وآخرين يشيرون إلى الكثير من المشاكل التي تسبب بها وجلبت عليه النقد العنيف والمستمر. لم تتوقف الانتقادات التي توجه لترامب منذ تنصيبه رئيسًا للأمريكيين، لكن كتابًا نُشر مؤخرًا يبدو مختلفًا من حيث قوة التأثير والمضمون.

صاحب الكتاب هو بوب وودوارد، الصحافي الاستقصائي الشهير ومفجر فضيحة «ووتر جيت» الشهيرة، التي أطاحت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، ويحمل الكتاب الجديد اسم «الخوف» (Fear).
نقدّم لك عزيزي القارئ ملخَّصًا شاملًا لأهم ما جاء في هذا الكتاب بعد قراءته كاملًا، يسلط الضوء على أهم القصص والمقابلات العديدة التي أجراها وودوارد مع الكثير من المقربين من ترامب في أثناء كتابته لفصول الكتاب الـ42، والتي كشف فيها ما يدور في أروقة البيت الأبيض خلف الكواليس.
البداية.. لماذا يجب على الأمريكيين الخوف؟
يبدأ وودوارد الكتاب بقصة ربما تكون معبرة بشكل كامل عن مشاعر الذعر التي ستنتاب كل مواطن أمريكي حال قراءة هذا الكتاب؛ إذ يروي أنه مع بداية شهر سبتمبر (أيلول) عام 2017، وعندما دخل جاري كوهن، كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب، إلى مكتب الرئيس في البيت الأبيض، سقطت عينه على مسودة خطاب موجه من رئيس الولايات المتحدة إلى رئيس كوريا الجنوبية، تنص على إنهاء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين والتي تسمى «KORUS».

وباعتبار كوهن خبيرًا اقتصاديًا؛ صُعق كوهن من مضمون هذه الرسالة، فهذه الاتفاقية التي يريد ترامب تقويضها، تعود إلى خمسينيات القرن الماضي وضمنت للولايات المتحدة تواجد 28500 جندي أمريكي على الأرض الكورية، حيث قامت هذه القوات بمجموعة من أكثر الأعمال السرية أهمية لصالح الجيش والاستخبارات الأمريكية.
على سبيل المثال؛ تعلم الولايات المتحدة الآن أن كوريا الشمالية قد طورت صواريخ من نوع «ICBM» وأصبحت تمتلك القدرة على حمل رؤوس نووية قادرة على قصف لوس أنجلوس خلال 38 دقيقة فقط. لكن وبفضل هذه الاتفاقية استطاعت الولايات المتحدة رصد إطلاق صواريخ «ICBM» في سبع ثوان فقط، بينما كانت قدرة القوات الأمريكية على رصد هذه الصواريخ من ألاسكا 15 دقيقة، وبحسب الكتاب، فإن قدرة القوات الأمريكية على رصد الصواريخ الكورية في سبع ثوان ستكون كفيلة بإعطاء قوات الدفاع الوقت الكافي لإسقاط هذه الصواريخ بنجاح؛ ما يجعل هذه الاتفاقية التي ضمنت وجود القوات الأمريكية في كوريا مسألة ضرورية للأمن القومي الأمريكي.

ذاكرة ترامب الضعيفة تحمي الأمن القومي الأمريكي
أراد ترامب أن يلغي هذه الاتفاقية بسبب وجود عجز في الميزان التجاري السنوي بقيمة 18 مليار دولار، في الوقت الذي سيكون على الولايات المتحدة إنفاق 3.5 مليار دولار للحفاظ على قواتها في كوريا الجنوبية؛ لكن التفاصيل أعلاه هي ما دارت في عقل كوهن في غضون ثوان معدودة؛ فقرر أن يسحب هذه المسودة حتى لا يراها ترامب، خشية أن يوقعها وينهي الاتفاقية ومعها كامل العلاقات الثنائية بين البلدين.

لم أكن لأتركه يراها… كان عليَّ أن أحمي الوطن *جاري كوهن.

الأمر الأكثر إثارة أن هذه الحادثة لم تكن فريدة من نوعها بحسب مؤلف الكتاب، بل هي ما يفعله كوهن دائمًا عندما يلاحظ وجود مسودات خطيرة في الأوراق التي سيطلع عليها ترامب لتوقيعها، ونظرًا لذاكرته الضعيفة، بحسب وصف كوهن، فإن ترامب لا يتذكر شيئًا بخصوص هذه المسودات المفقودة.

ضخم الجثة عريض المنكبين منافسًا لأوباما
في أغسطس (آب) 2010، اجتمع اثنان من رموز الجمهوريين رفقة ترامب، الأول هو ستيف بانون، منتج الأفلام السياسية المؤيدة للسياسات اليمينية، والثاني هو دافيد بوسي، الناشط اليميني الذي طارد الفضائح الجنسية لعائلة كلينتون لعقدين من الزمان. الاجتماع كان بهدف مناقشة رغبة ترامب الكبيرة في دخول السباق الرئاسي ضد المرشح الديموقراطي باراك أوباما؛ فاجتمع الرجال الثلاثة في أحد أبراج ترامب لمناقشة الخطوط العريضة المقترحة لحملة ترامب، وسط محاولات مضنية من دافيد لإقناع بانون بقدرة ترامب على منافسة أوباما.
كان اللقاء أكثر من محبط بالنسبة لبانون؛ إذ تبين له مدى الجهل السياسي الذي يعاني منه ترامب، فهو لا يفهم الحركة المحافظة في السياسة الأمريكية، كما أنه لم يصوت في الانتخابات الأولية طيلة حياته سوى مرة واحدة فقط عام 1989، وعندما أنكر ترامب ذلك؛ أقنعه دافيد بأن هناك سجلات سوف تفضح أمره بالتأكيد. المشكلة التالية التي عرضها دافيد على ترامب هي أن 80% من تبرعات الأخير ذهبت للديموقراطيين في الانتخابات المتتالية، وكلها أمور سوف تضعف موقفه بشدة أمام منافس قوي مثل أوباما.

وبالرغم من كل ذلك؛ فقد لاحظ الرجلان أن ترامب يمتلك بعض المميزات التي على جدليتها ستكون فعالة في سباق الانتخابات الأمريكية، أبرزها كان من وجهة نظرهما الحضور القوي والكاريزما والتمتع بجسد ممتاز يوحي بالقوة الشديدة. لاحقًا، وعقب الاجتماع تحدث بانون إلى دافيد للنقاش حول انطباعهما حول الاجتماع، واتفق الطرفان أنه من المستحيل لهذا الرجل الضخم أن يترشح، وأنه في ظل هذه المعطيات فإن فرصة صعوده في الانتخابات ستكون منعدمة.
ترامب ورحلة الصعود فوق جثة هيلاري كلينتون
على عكس ما توقعه دافيد وبانون في الاجتماع الثلاثي مع ترامب، وعلى عكس ما توقعه أي من الجمهوريين أنفسهم وقتئذ، وقف دونالد ترامب، بعد ست سنوات من هذا الاجتماع، ممتلئًا بالثقة وهو يلقي خطاب قبول ترشحه للانتخابات الرئاسية في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في 21 يوليو (تموز) 2016. لم تكن حملة ترامب تمتلك أي ثقل حقيقي بحسب وودوارد، فقد تكونت من حفنة من الأشخاص في غرفة؛ أحدهم مسؤول عن صياغة الخطابات، وفريق مكون من ستة أشخاص قاموا بتنظيم الراليات في المدن والولايات الأمريكية المختلفة؛ رغم ذلك نجح ترامب في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري ليتفوق على 16 منافسًا آخرين مكتملي التجهزيات والحملات، فيما اعتبر مفاجأة مدوية.
كان على بانون وضع سياسات الحملة التي يجب التركيز عليها وجعلها الشعارات الرئيسية التي يمكن أن تجعل ترامب يتفوق على هيلاري، فالمعركة الآن أبسط لكونها أمام منافس وحيد، وفي الوقت نفسه أصبحت أكثر عنفًا. تمثلت فكرة بانون الرئيسية في أن تكون صورة ترامب هي انعكاس لمستقبل أمريكا، وهي المناقضة لصورة الماضي التي تمثلها هيلاري كلينتون.

يمكن تمثيل هذه الفوارق في ثلاث جمل: الأولى هي أننا نقوم بوقف الهجرة غير الشرعية، مع تقليل أعداد المهاجرين الشرعيين إلى الولايات المتحدة لاستعادة السيادة الأمريكية من جديد، والثانية هي استعادة الوظائف للأمريكيين، والثالثة هي الانسحاب من الحروب الخارجية عديمة الجدوى من وجهة نظرهم؛ وقد شعر ترامب آنذاك بالارتياح الشديد لهذه الأفكار، فهي تمثله حقًا.

خطة فوز ترامب.. الوقوف بعيدًا والاستمتاع بسقوط هيلاري
لم يكن هناك من يعتقد أن ترامب يمكنه الفوز بهذه الانتخابات وإقصاء هيلاري كلينتون، وكانت المخابرات الروسية وفلاديمير بوتين يعلمون ذلك جيدًا، فكانت خطتهم هي التركيز على إيقاع هيلاري كلينتون، وليس دعم ترامب.

فور رصد مكتب التحقيقات الفيدرالي للاختراقات التي تسببت فيها مجموعة من المخترقين، شعر جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية بالقلق من إمكانية ضلوع روسيا في هذه الهجمات، وسرعان ما تأكدت مخاوفه وأصبحت الشكوك حقيقة؛ روسيا تتلاعب بالانتخابات الأمريكية وتريد إسقاط هيلاري.

كان من المفترض أن تظل قصة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية فوق قمة هرم الاهتمامات في الشارع الأمريكي لفترة ليست بالقصيرة، وهو بالطبع النقاش الذي لن يخرج منه ترامب رابحًا، إلا أن قصة جديدة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» قد شكلت قنبلة أقوى وأكثر إثارة وإن لم تكن بنفس الأهمية. تضمنت القصة مقطعًا صوتيًّا قديمًا يتلفظ فيه ترامب بإساءات بالغة ضد النساء، تم تسجيله عام 2005. يقول ترامب في المقطع متفاخرًا بجاذبيته الجنسية: «يمكنني أن ألمس أو أُقبِل النساء متى أردت. عندما تكون نجمًا، فإنهن يسمحن لك بفعل ذلك، يمكنك فعل أي شيء، ضع يدك على فروجهن».
أصبحت هذه القصة حديث الشارع الأمريكي فورًا، وكأن زلزالًا قد قضى على قصة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية؛ كان الهدف من التدخلات الروسية واضحًا، ففي نفس اليوم، أغرق موقع «ويكيليكس» وكالات الأخبار المحلية بآلاف من الرسائل الإلكترونية التي تمت قرصنتها من مكتب مدير حملة كلينتون جون بوديستا، وتضمنت تفاصيل بعض الخطابات مدفوعة الأجر التي ألقتها هيلاري لممولي «وول ستريت»، والتي كانت هيلاري قد رفضت الإعلان عنها مسبقًا، وتضمنت كذلك المراسلات الخاصة بالمواضيع التي سوف يتم الحديث عنها في لقاءات هيلاري القادمة.
دروس من حملة ترامب.. كيف تحول الهزيمة الساحقة إلى نواة انتصار؟
بالعودة إلى فضيحة تسجيلات ترامب المسيئة للنساء، كان عليه أن يتصرف سريعًا للسيطرة على الأضرار الضخمة التي لحقت بحظوظه في هزيمة هيلاري. وبعد قرابة ست ساعات من خروج المقطع، قررت حملة ترامب الخروج بفيديو سوف يشكل نواة الأسلوب المتبع للحملة لاحقًا؛ إذ ظهر ترامب في فيديو مصور يعتذر ويقول: «لم أقل أبدًا إنني رجل مثالي… هذه الكلمات لا تعكس جوهري. لقد قلتها، لقد أخطأت وأنا أعتذر.. أعدكم أن أكون رجلًا أفضل في المستقبل. لكن دعونا نكون أمناء، هذا الأمر ليس إلا إلهاءً… بيل كلينتون قام بالفعل بالتحرش بالنساء، وقامت هيلاري بابتزازهن ومهاجمتهن وترهيبهن».
وبحسب الكاتب كانت فكرة رائعة، فقد استطاع تحويل الهجوم عليه تجاه تاريخ هيلاري وبيل كلينتون، وتصدير مقطع ترامب على أنه: «أقوال في مقابل أفعال قامت بها هيلاري وزوجها». نجح ترامب مرة أخرى في أن يقلب الطاولة في وجه الجميع؛ والآن تأكدت حملة ترامب مما كانت تدركه سابقًا، لن يفوز ترامب بهذه الانتخابات، لكن هيلاري يمكن أن تخسرها، فقط سيكون عليهم التركيز على الفضائح الجنسية المعروفة بالفعل لدى الشعب الأمريكي، مع بعض التركيز من حين لآخر على محتوى الرسائل الإلكترونية المسربة من مكتب مدير حملتها. بمعجزة حقيقية ظلت الأمور تسير في نفس الاتجاه، هيلاري تخسر وتخسر المؤيدين، وترامب فقط يصمد ولا يرتكب أخطاء كبيرة.

في النهاية حدث ما لم يتوقعه ترامب نفسه وأسقط الرجل الضخم هيلاري كلينتون بالضربة القاضية؛ يقول بانون: «لم يكن يعتقد أبدًا أنه سوف يفوز، ولم يقم بأي تحضيرات لهذا الفوز. هو لم يعتقد أبدًا بأنه سيخسر، لكنه لم يؤمن أيضًا بأنه سيفوز. هناك فرق». يشرح بانون فكرته قائلًا: «لقد سطع نجمه أخيرًا. هذا الرجل غير مؤهل مطلقًا. هيلاري كلينتون كانت تحضر نفسها طيلة حياتها من أجل هذه اللحظة، أما ترامب فلم يقض ثانية واحدة في التحضير لهذه اللحظة».
عاهرات ترامب يتبولن على فراش أوباما.. هكذا بدأ تعاون ترامب مع الروس
في كتابه؛ يكشف بوب وودوارد النقاب أيضًا عن الملف الذي حصل عليه جون برنان مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» ويحتوي على 35 ورقة تتضمن أدلة على التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية مدعومة من ستة مصادر بشرية، أهم ما تضمنته تلك المصادر هو تقرير عن حادثة وقعت خلال زيارة دونالد ترامب إلى موسكو عام 2013، ويسرد مؤلف الكتاب تلك الحادثة ويقول: «في عام 2013 ذهب دونالد ترامب إلى موسكو وحجز في الجناح الرئاسي الذي استخدمه باراك أوباما وزوجته في فندق ريتز كارلتون، وقام باستئجار مجموعة من عاملات الجنس ليقضي معهن الليلة، وطلب منهن أن يتبولن على السرير الذي سبق ونام عليه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وزوجته»، وذكر الكاتب طبقًا لما جاء في هذا الملف، أن الروس قاموا بتصوير دونالد ترامب، ومن هنا بدأ التعاون بين الروس وترامب.

كانت المهمة صعبة على رجال الاستخبارات الأمريكية، كيف يكون موضوع اجتماعهم الأول مع الرئيس المنتخب، ملف يصف حادثة محرجة مثل هذه؟!، خصوصًا وأن ترامب كان ينتقدهم أثناء حملته الانتخابية، وتحديدا وكالة «سي آي إيه»، التي فقدت الكثير من ثقة الشعب الأمريكي -مثلما يرى مؤلف الكتاب- عقب تزوير حقيقة وجودة أسلحة دمار شامل في العراق، ولكنهم في النهاية قرروا جميعًا إخبار ترامب بالملف قبل أن يصل للإعلام.

تضمن الاجتماع بعض النقاط التي توصل لها فريق التحقيق المشترك، وأن روسيا لطالما أرادت عرقلة الديمقراطية الأمريكية، وعندما بدا للحكومة الروسية أن هيلاري كلينتون على وشك الفوز بالانتخابات؛ أمر الرئيس بوتين بالتدخل في الانتخابات للحد من فرص هيلاري في السباق الرئاسي. حاول ترامب التقليل من مجهودات الفريق عندما استعلم عن المصادر؛ وعندما أخبره برينان أنها مصادر بشرية، من بينها مصدران يعملان في الحكومة الروسية نفسها، قال ترامب إنهم «خائنون لبلادهم»، فأشار جيمس كلابر إلى وجود «مسألة شخصية حساسة»، وذكر حادثة الفندق الروسي الموجودة في الملف، لكن ترامب سخر منهم وطلب عدم الحديث عن هذا الملف، لأنه لديه ما يكفيه من المشاكل مع زوجته.

البداية.. حلم الانتصار في اليمن يتحول إلى كارثة
بعد خمسة أيام فقط من توليه مقاليد الحكم، دعا ترامب مستشاريه إلى اجتماع يحضره وزير الدفاع الجديد جيمس ماتيس، الذي عرض على الحضور خطته لمداهمة اليمن من أجل القضاء على وسائل الاتصالات التي يستخدمها تنظيم القاعدة هناك، وهي العملية التي تم عرضها على باراك أوباما لكنه طلب تأجيلها، وعلى ما يبدو -بحسب الكاتب- فإن ترامب أراد أن يبدأ فترته الرئاسية بانتصار عسكري، لكن العملية لم تسر كما كان مخططًا لها؛ فبعد قرابة الساعة من تبادل إطلاق النار، سقط أحد الجنود الأمريكان وأصيب ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى مقتل مدنين وأطفال يمنيين.
«ادفع.. تأمن».. سياسة أمريكا في عهد رجل الأعمال
خلال فترة الانتخابات صرح ترامب مرارًا وتكرارًا بأنه سوف ينسحب من حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وذلك لأن الولايات المتحدة لا يجب أن تدفع 2% من مجمل ناتجها القومي لكي تحمي الدول الأوروبية، في حين أن دولة كبيرة مثل ألمانيا تساهم بـ 1.2% فقط. في يوم الخامس من فبراير (شباط) 2017 اجتمع ترامب على العشاء بوزير الدفاع جيمس ماتيس ودعا بويدن جراي أحد المسؤولين السابقين في حكومة جورج بوش الابن؛ ليناقش معهما موقف الولايات المتحدة من قوات حلف شمال الأطلسي.

حاول ماتس إقناع ترامب بأهمية «الناتو» وأن تلك القوات لعبت دورًا هامًا في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، وبعد عدة مشاورات انتهى الاجتماع بطلب ترامب من ماتس أن يخبر وزراء دفاع الدول المشاركة أن أمريكا سوف تستمر في التحالف ولكنها سوف تراجع قرارها قريبًا في حالة عدم التزام الدول الأخرى بنسبة 2% من ناتجها القومي.

مايكل فيلين.. رجل ترامب الذي سقط أولًا
في التاسع من فبراير 2017 نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا يفيد بأن مايكل فيلين مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، اجتمع مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة لمناقشة العقوبات التي فرضها باراك أوباما على روسيا، قبل مغادرة البيت الأبيض بسبب تدخلها في الانتخابات الأمريكية، لكن مايكل فيلين أنكر حدوث ذلك الاجتماع مرارًا وتكرارًا، سواء أمام لجنة التحقيقات الفيدرالية أو صحافيي واشنطن بوست أو حتى أمام راينس برايس الرئيس السابق لفريق دونالد ترامب الرئاسي.

ولكن إنكار فيلين لم يصمد طويلًا، لأن وكالة الاستخبارات الأمريكية التي تسجل كل تحركات السفير الروسي، أكدت اجتماع فيلين بالسفير الروسي ثلاث مرات، وأنه قدم له نصائح للتعامل مع العقوبات التي فرضها أوباما، لكن مؤلف الكتاب لم يذكر ما تضمنته هذه النصائح.

بديل فيلين.. ترامب يفاضل بين أستاذ الجامعة وصاحب الشارب الكبير
يملك شاربًا كبيرًا لا يعجبني *ترامب معقبًا على اقتراح تعيين جون بولتون مستشارًا للأمن القومي.

بعد سقوط مايكل فيلين، توجب على ترامب إيجاد شخص آخر كي يشغل منصب مستشار الأمن القومي بسرعة، ليتخلص من الصداع الذي سببته له الصحافة والإعلام. رشح له ستيف بانون مجموعة من الأسماء ضمت الجنرال ماكماستر والجنرال جون بولتون، في بداية الأمر رفض ترامب ماكماستر لأنه يتحدث بلغة رسمية تشبه لغة أساتذة الجامعات، وهو ما كان بانون قد حذره منه بالقول: «ترامب لا يحب لغة أساتذة الجامعات، هو ذلك النوع من الطلاب الذين لا يحضرون المحاضرات كثيرًا، ولا يكتبون ولا يسجلون الملاحظات، لأنه من النوع الذي لا يذاكر ولكنه يأتي ليلة الامتحان، ويتناول كوبًا من القهوة ويجلس على كرسيه يحفظ ما يمكنه حفظه ثم يذهب إلى الامتحان ويحصل على درجة جيد»، ثم عاد ورفض جون بولتون لأنه يمتلك شاربًا كبيرًا لم يعجبه. لكنه أخذ في النهاية بنصيحة زوج ابنته وكبير مستشاريه جاريد كوشنر وعين ماكماستر، لأن الصحافة ووسائل الإعلام تحبه أكثر من جون بولتون الذي سبق وأعلن تأييده لحرب العراق قبل الغزو.

كوريا الشمالية.. مستنقع فشل الرؤساء الأمريكيين
على الرغم من صورة الشخص الغبي المجنون التي يرسمها الإعلام في أمريكا لرئيس كوريا الشمالية كيم يونج أون؛ فإن تقارير الاستخبارات الأمريكية تصفه بأنه أقوى بكثير من والده الذي حكم كوريا الشمالية لمدة 17 عامًا، ولم يتمكن من منح بلاده قوة نووية مثل التي حدثت في عهد الابن.

ويشير مؤلف الكتاب إلى محاولات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للقضاء على هذه التهديد الكوري الشمالي النووي؛ بدءًا من اقتراح هجوم عسكري وانتهاءً بتنظيم اختراق شبكي لأجهزة تخزين المعلومات الخاصة بالبرنامج الكوري الشمالي النووي والموجودة في الصين، لكن هذه الاقتراحات لم تلق قبولًا بسبب عواقبها الوخيمة.
ي بداية فترته الرئاسية، فكر دونالد ترامب في الحل العسكري، لكن الدستور الأمريكي الذي ينص على موافقة مجلسي النواب والشيوخ وقف عائقًا أمامه، فسعى لإصلاح علاقته بليندسي جرهام، المعروف بتحالفاته الناجحة داخل الكونجرس، وكذلك التودد إلى جون ماكين عبر دعوته لتناول العشاء في البيت الأبيض وتكريم زوجته لمسيرتها في مكافحة الاتجار بالبشر.

وخلال حفل العشاء ذكر ترامب كوريا الشمالية وطلب رأي ماكين الذي أبدى استياءه من الأزمة التي فشل ثلاثة رؤساء في حلها؛ ليقترح جرهام على ترامب قائلًا: «دع كوريا الشمالية تطور صواريخها النووية وحينها سوف يكون هناك سبب واضح للهجوم العسكري»، لكن جون ماكين رفض ذلك، موضحًا أنه يمكن لكوريا الشمالية أن تقتل مليون مواطن في كوريا الجنوبية في ساعات بواسطة مدفعية عادية، ولكن جرهام كان له رأي غريب وهو إن المليون شخص سوف يموتون في كوريا الجنوبية لا في الولايات المتحدة. ولم يذكر مؤلف الكتاب ماذا حدث في نهاية العشاء ولكن على ما يبدو فإن ترامب فشل في تجهيز خطة للحرب على كوريا الشمالية هو الآخر.

تجهيز «ابن سلمان» للقضاء على حزب الله وإيران
بعد أن عين دونالد ترامب الكولونيل السابق في الجيش الأمريكي ديريك هيرفي والذي سبق وأن حذر إدارة جورج بوش من أسامة بن لادن، مسؤولًا عن الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، بدأ هيرفي عمله بتحذير دونالد ترامب من حزب الله الذي تطورت قوته بشكل كبير بعد الحرب مع إسرائيل عام 2006، وأصبح يمتلك ما يقرب من 60 ألف جندي في لبنان وسوريا وموزمبيق وفنزويلا وجنوب أفريقيا، علاوة على زيادة مخزونه العسكري من 45 ألف صاروخ إلى 150 ألف صاروخ في الوقت الحالي، ونبه هيرفي ترامب إلى أن حزب الله وإيران في الوقت الحالي يشكلان تهديدًا على إسرائيل يفوق قدرتها الدفاعية.
وفي الوقت نفسه، كان جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب وزوج ابنته وصديق نتنياهو، يخطط لتقوية العلاقات مع الجانب السعودي ليصلح ما أفسده باراك أوباما -بحسب الكتاب- باتفاقه النووي مع إيران، إذ رأى كوشنر أن مستقبل التعاون الأمريكي السعودي يتمثل في وجود محمد بن سلمان على رأس السلطة، لأنه يمتلك فكرًا جديدًا سوف يجعله يتعاون مع إسرائيل للقضاء على إيران، ومن أجل ذلك تعاون كل من كوشنر وهيرفي للتنسيق مع الجانب السعودي، لتكون محطة ترامب الأولى في جولته خارج الولايات المتحدة، ليبزغ بعدها نجم ابن سلمان ولي العهد والحاكم غير الرسمي للمملكة السعودية.
كابوس أفغانستان يلاحق دونالد ترامب
كان دونالد ترامب أحد أهم الأصوات المنددة بالتواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان منذ عام 2001، ولكن عندما أصبح رئيسًا وجد نفسه في دوامة بها الكثير من الحلول الناقصة للقضاء على تنظيم طالبان الذي قد ينهي التواجد الأمريكي في أفغانستان والذي يكلف الولايات المتحدة 50 مليار دولار سنويًا.

أول تلك الحلول كانت خطة مستشار الأمن القومي ماكماستر، والتي تتضمن تحقيق الاستقرار السياسي للحكومة الأفغانية والسعي نحو تسويات سياسية مع طالبان، ودفع الحكومة الأفغانية لمطالبة المجتمع الدولي للتدخل من أجل مكافحة طالبان، وكذلك الضغط على باكستان التي كانت تلعب دورًا مزدوجًا بالتعاون مع الولايات المتحدة ودعم طالبان، وأخيرًا الحفاظ على التحالف العسكري في أفغانستان، والذي يضم 39 دولة. ولكن خطة ماكماستر كانت تتطلب إرسال قوات عسكرية قد يصل عددها إلى 10 آلاف جندي، وهو ما قوبل بالرفض من المدعي العام الأمريكي جون سيشن، لأن هذه مخاطرة بأرواح الجنود الأمريكان الذين طالما تعرضت حياتهم للخطر منذ غزو أفغانستان.
الحل الثاني كان زيادة عدد القوات الأفغانية التي تديرها وكالة الاستخبارات الأمريكية، والتي تتكون من 3 آلاف جندي وضابط من أمهر الجنود في أفغانستان، والتي نجحت في تنفيذ عمليات ضد طالبان في أفغانستان وفي باكستان، ولكن ذلك الحل يتطلب المزيد من الوقت لتدريب قوات أفغانية أكثر، بالإضافة إلى أن الحكومة الأمريكية سوف تحتاج لضخ أموال جديدة، وهو ما لا يريده دونالد ترامب.

وفي اجتماع آخر مع مستشاريه، أخبرهم ترامب أن رئيس وزراء الهند أعلمه أن أفغانستان غنية بالكثير من المناجم التي تحتوي على معادن نفيسة، وقال ترامب لهم نصًا: «نحن لا نستغل تلك المناجم مثلما تفعل الصين، أخبروهم في أفغانستان أننا نريد معادن في مقابل استمرار الدعم المادي والعسكري لأفغانستان».

لكن تلك الدوامة تعلقت لحين إشعار آخر عندما أصدر مجلس الأمن الوطني بيانًا يفيد فيه أن الوضع سوف يبقى على ما هو عليه، وأن الدعم المادي لباكستان في مسارات التنمية مستمر، لكن الولايات المتحدة سوف تقلل الدعم العسكري لحين تغير موقف الحكومة الباكستانية من مساعدة طالبان وغيرها من الجماعات المسلحة في أفغانستان.

ترامب والاتفاق النووي الإيراني.. سنوقّع عليه ثم نُهاجمه!
إنها واحدة من أسوأ الصفقات التي عقدناها، وها نحن ذا نقوم بتجديدها مرة ثانية؛ إلا أن هذه المرة ستكون الأخيرة. *دونالد ترامب عن الاتفاق النووي مع إيران

في عام 2015، وقع الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما اتفاقًا بشأن الملف النووي الإيراني؛ وأوضح أن الاتفاق النووي سيعمل على وقف مخاطر انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط، وهو اتفاق قابل للتجديد كل 90 يومًا؛ ويتيح للولايات المتحدة والمفتشين الدوليين الفرصة للوصول إلى منشآت إيران الحساسة، ودعا الرئيس الأمريكي طهران إلى الالتزام ببنود الاتفاق، وذلك للاستفادة من رفع العقوبات الاقتصادية المقررة عليها.

أشار بوب وودوارد في كتابه إلى أن ترامب قد وصف تلك الصفقة في مارس (آذار) السابق بـ«الكارثية»، وطالب وزير خارجيته حينذاك ريكس تيليرسون بالادعاء أن إيران قد انتهكت بنود الاتفاق، راغبًا في عدم تجديد الصفقة؛ وكان رد تيليرسون: «لكنهم لم ينتهكوا شيئًا»، مضيفًا أن الاستخبارات الأمريكية والحلفاء قد قاموا بتجميع الأدلة الكافية على أن إيران التزمت بشروط الاتفاق كاملة، وإذا كان يرغب حقًا في عدم التجديد، فعليه أن يسوق حجة أخرى أكثر إقناعًا.
وعلى الرغم من أن ترامب قد امتثل في النهاية لنصائح وزير خارجيته؛ إلا أنه قد أعرب عن نيته في أن تكون تلك هي المرة الأخيرة التي يقوم فيها بتجديد هذا الاتفاق؛ وفي 18 أبريل (نيسان) الماضي أرسل تيليرسون خطابًا إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان؛ إلا أن النسخة الأولى منه لم تعجب الرئيس الأمريكي الذي أراد للخطاب أن يشمل إيران بوصفها راعية للإرهاب، وأن مجلس الأمن القومي سيناقش ما إذا كان سيستمر في تعليق العقوبات الاقتصادية أم لا.

وعندما أذيع الخطاب لأول مرة على شاشات التلفزيون الأمريكي، تعرض ترامب لمهاجمة عنيفة من قبل الصحافة والإعلام، بحسب وودوارد، إذ يقول: «أمر ترامب تيليرسون بعدها بعقد مؤتمر صحافي، هاجم فيه كلًا من الاتفاقية التي لم يمض على تجديدها سوى ساعات، وإيران، وهو أمر لم يحدث من قبل في أيٍ من الاتفاقيات الدبلوماسية أن قام طرف بشن هجوم على الطرف الآخر بعد ساعات من عقد الاتفاق».

الجدير بالذكر أن ترامب قد وقع بالفعل قرار الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو (آيار) الماضي، في حين رفضت بقية دول الحلفاء الوقوف إلى جانبه في قراره.

لماذا أراد ترامب اغتيال الأسد؟
دعنا نقتله، لنقتل الكثير من هؤلاء الداعرين. *ترامب في إشارة إلى الرئيس الأسد الحكومة السورية

في صباح يوم الثلاثاء، الرابع من أبريل الماضي، اتصل دونالد ترامب هاتفيًا بوزير دفاعه، جيمس ماتيس، وهو مشحون بالعواطف؛ بعدما تدفقت مئات الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم بغاز السارين إلى البيت الأبيض، «وقد كان هجومًا شنيعًا ووحشيًا، أسقط عشرات القتلى كان من بينهم نساء وأطفال، ومن بين الأطفال كان هناك رُضع، جميعهم مختنقون حتى الموت، تخرج من أفواههم رغوة السُم، وبجانبهم آباء منكوبون، كل هذا من صنع الديكتاتور السوري بشار الأسد على شعبه»، بحسب وصف وودوارد للحادث، أما المكالمة الهاتفية فتضمنت العبارة التالية والتي كانت صادرة من الرئيس الأمريكي نفسه: «دعنا نقتله، لنقتل الكثير من هؤلاء الداعرين»، في إشارة إلى الرئيس الأسد وحكومته.

يشير وودوارد إلى أن القوات المسلحة الأمريكية كان لديها القدرة على توجيه ضربة جوية غاية في السرية داخل الأراضي السورية، لكنه عاد ووصف حال الرئيس الأمريكي «كأنه قد تمت مهاجمته شخصيًا»، إذ رأى ترامب في تصرف الأسد تحديًا شخصيًا له، يتوجب الرد عليه؛ وعلى الرغم من أن ماتيس قد وافق ترامب الرأي، إلا أنه ما إن أغلق سماعة الهاتف حتى أشار لأحد كبار مساعديه بأنهم لن يفعلوا أيًا من ذلك؛ إذ رأى ماتيس أن توجيه ضربة جوية للمطارات السورية قد يبدو حلًا لشل الأسد؛ إلا أن هناك مواطنين روسيين يعملون داخل تلك المطارات، ومقتل أحدهم سيعني تغيير مسار اللُعبة، مما قد يؤدي في النهاية إلى كارثة.
وقد وصف ستيف بانون ما أراده ترامب من تجهيز حملة جوية على الأراضي السورية بأنه عمل أحمق، قائلًا إن تجريد حملة على هذا النحو من الجدية يجعل أمريكا تظهر وكأنها نقطة شرطة العالم، وفي اجتماع مجلس الأمن القومي قام بانون بعرض مجموعة من الحجج هدفها إثناء ترامب عن ضربته الجوية، قائلًا إن كان المعيار هو ذلك فدعني أذهب إلى الصحراء الأفريقية لآتيك ببعض الصور التي يدمى لها القلب من جواتيمالا ونيكاراجوا ولنوجه ضربة جوية هناك.
دعنا نُسقط بعض صواريخ كروز على أحد المدرجات الاحتياطية التي لا تعمل. سنظهر بمظهر الأبطال ونحن لم نفعل شيئًا. *ستيف بانون

لم ينجح بانون في تغيير رأي ترامب في الضربة الجوية، إلا أنه نجح في إثنائه عن اغتيال الرئيس الأسد؛ إذ وافق ترامب على الحل الأوسط وهو توجيه 60 صاروخًا من مدمراتٍ أمريكية إلى أهداف محددة منها: «طائرات سورية على الأرض، وملاجئ الطائرات، ومرافق تخزين للبترول والذخيرة»، وهو الهجوم الذي شنه ترامب في السابع من أبريل الماضي.

وفي اتصالٍ هاتفي مع ليندسي جرهام -عضو مجلس الشيوخ- هاجم ترامب أوباما، مُشيرًا إلى أن كل هذه التصرفات الشنيعة من قبل الأسد ما هي سوى نتيجة لضعف الإدارة السابقة للولايات المتحدة، واصفًا أوباما بالضعيف لعدم استطاعته شنّ هجوم عسكري كهذا.

إلغاء اتفاقية أمريكا الشمالية للتجارة الحرة.. ترامب يطلق النار على قدميه
شهد البيت الأبيض منذ تولي الرئيس الأمريكي ترامب الحكم توترًا واضطرابًا؛ إذ شهد ما يشبه «انقلابًا إداري»، يشير إليه وودوارد عن طريق محاولة المستشار الاقتصادي لترامب جاري كوهن وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر إخفاء بعض الأوراق المتعلقة باتفاقيات تجارة عالمية عن مكتب ترامب البيضاوي حتى لا يوقع على إلغائها، مما قد يسبب كارثة في الأمن القومي.

كان ترامب يرغب في إلغاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) بحسب ما ذكره الكاتب، وهو ما وصفه بورتر بأنه أشبه بمحاولة أمريكا إطلاق النار على قدميها، فيقول عنها سوني بيردو وزير الزراعة الأمريكي أن الاتفاقية تمثل نعمة هائلة للولايات المتحدة، مُضيفًا: «نحن نصدر منتجات بـ 150 مليار دولار سنويًا إلى المكسيك وكندا، وهي منتجات لم يكن لدينا من قبل أسواقًا لها».

قام بيردو بعمل خريطة عرضها على ترامب تُظهر أكثر المتضررين في الصناعة والزراعة من الولايات الأمريكية، كثير منها كانت الولايات التي صوتت لصالح ترامب؛ إذ أشار لترامب أنه بإلغائه هذه الاتفاقية سيفقد جزءًا كبيرًا من قاعدته الانتخابية. لكن خوف بورتر الأساسي لم يكن من قرارات الرئيس المؤقتة التي تتغير في كل مرة، ولكن من تهديد الأمن القومي للولايات المتحدة، وما سينتج عن إلغاء هذه الاتفاقية من توتر في العلاقات الدولية مع كندا والمكسيك، وما قد يتبعه من انتقام فوري قد يضر بالاقتصاد الأمريكي، ولهذا أخفى الأوراق من المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي، فـ«في حالة عدم وجود أوراق، ليس هناك شيئًا لتوقيعه»، كما يقول الكاتب.

تصدعات في بيت ترامب الأبيض.. فتش عن المرأة
إن القوة الحقيقية تكمن في الخوف، لا تضعف، انكر، كن قويًا وكن عدوانيًا، ولا تعترف أبدًا بأخطائك. *دونالد ترامب

في مايو 2017، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، مُشيرًا إلى أن كومي لم يوفق في التحقيقات الخاصة بهيلاري كلينتون ورسائل البريد الإلكتروني التي تسببت في خسارة كلينتون للانتخابات؛ إذ كانت مواقف كومي تجاه المرشحة السابقة يشوبها التردد بين الوصاية بعدم ملاحقة كلينتون وإغلاق القضية وبين فتح التحقيق مرة أخرى بزعم ظهور رسائل جديدة، ومن ثم غلقه مرة ثانية؛ إلا أن وودوارد يشير في كتابه إلى أن السبب الحقيقي وراء الإقالة كانت إيفانكا، ابنة ترامب.

ويفجر وودوارد بذلك مفاجأة من العيار الثقيل، مشيرًا إلى أن إيفانكا كانت قد عبرت لوالدها عن استيائها من مكتب التحقيقات الفيدرالية، لسعيهم وراء الحصول على سجلات مالية تخص زوجها جاريد كوشنر، وهو الأمر الذي قاد في النهاية إلى شن هجوم على ترامب بفتح ملف التورط الروسي في الانتخابات الأمريكية، والتي قال عنها ترامب: «لقد تمت معاقبتي».

وبحسب مصادر وودوارد؛ كان الرئيس الأمريكي لا يفوت أية مناسبة دون أن يثير الحديث حول مسألة التحقيقات، إذ كان خائفًا من مسألة التنصت على مكالماته الهاتفية، ويتصرف بهيستيرية وغاضبًا من فقدانه للسيطرة، ومن وجود سلطة أخرى أكبر منه.

«أسرارنا العميقة».. سحابة عيش الغراب تحلق فوق سماء لوس أنجلوس
في فبراير 2016، صرح ترامب لشبكة «سي بي إس» أنه سيرغم الصين على جعل رئيس كوريا الشمالية يختفي بشكلٍ أو بآخر في أقرب وقت ممكن، كان الأمر يبدو وكأنه تهديد بالاغتيال، وهو ما شبهه وودوارد بعملية «ثعلب الصحراء» التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 على العراق، إبان ولاية بيل كلينتون، وتم وصفها بالهجوم التفجيري الكبير الذي جاء لمعاقبة العراق على عدم سماحها لمفتشي الأمم المتحدة بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل.
وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية حينذاك لم تصرح بالرغبة في اغتيال صدام حسين؛ إلا أن الضربات الجوية قد استهدفت 100 هدف على مدار ثلاثة أيام كان من بينها القصور الرئاسية، ومناطق قد يحتمل تواجد الرئيس العراقي بها، وبعد الحرب العراقية الأمريكية ومقتل صدام حسين، أشار جون برينان المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية، أنه كان من الممكن اغتيال صدام «بطريقة غير مباشرة»، تجنبًا للخسائر، وهو ما أدى ببرينان إلى تطوير نظام جديد للتعامل مع أزمة كوريا الشمالية، وهو «تغيير الرجل لا النظام».

يقول وودوارد، أنه في عالم الاستخبارات هناك وجود لما أطلق عليه الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما «أسرارنا العميقة»، وتشمل كل الأمور الدولية الحساسة التي لا يعرف مفاتيحها سوى مجموعة مختارة من الأفراد، بينهم رئيس الدولة، وبعد هجمات 11 سبتمبر، أصبحت المراقبة السرية والتجسس أسلوبًا للحياة، مُضيفًا إلى أنه وفي أواخر مايو عام 2017 وصلت إلى مسامعه أخبار «سرية عميقة»، بشأن كوريا الشمالية؛ إذ عمدت إلى تسريع معدلات برامجها النووية وصواريخها بسرعةٍ مذهلة، وهو الأمر الذي جاء مفاجئًا كالصاعقة للإدارة الأمريكية.

دعا البنتاجون الولايات المتحدة بسرية تامة إلى تجهيز خطة حرب أولية، واتخاذ كافة الإجراءات التصعيدية لتعزيز وضع البلاد في شبه الجزيرة الكورية، وعلى الرغم من كل هذه التصعيدات؛ إلا أن المسؤولين الأمريكيين قد عمدوا إلى الكذب على الصحافيين ومن بينهم وودوارد، مبررين ذلك بحساسية الأمر، ولم يمر سوى شهر واحد وكانت كوريا الشمالية تحتفل بنجاح قناتها الأولى لصاروخ مداه 930 كيلومترًا ويستطيع الصمود 37 دقيقة، وهو صاروخ في مسار أكثر انبساطًا قد يصل الى البر الرئيسي للولايات المتحدة. وبعد شهور قليلة من ذلك اختبرت كوريا الشمالية سلاحًا نوويًا تحت الأرض، أقوى 17 مرة من القنبلة التي دمرت هيروشيما عام 1945.
وفي الوقت الذي كانت الولايات المتحدة فيه بحاجة إلى الصين لتضييق الخناق على كوريا الشمالية، وجد الرئيس الأمريكي ترامب زيادة التعريفة الجمركية على الصين فكرة جيدة، فما كان من الصينيين إلا أن تجنبوا الرد على اتصالات الولايات المتحدة، ووافقوا على مضض الاجتماع بمجلس الأمن مما أثار قلق وزير الخارجية الأمريكي تيليرسون خاصةً من موقف الحلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية تجاه قرارات ترامب بزيادة التعريفات الخاصة بالحديد.

ومع استعدادات الحرب الشاملة التي قامت بها الولايات المتحدة، خاض روبرت ماكماستر مستشار الأمن القومي عدة جدالات داخل البيت الأبيض بشأن الحرب، مُصرحًا أن ترامب إذا كان ينوي الهجوم على كوريا الشمالية فالأفضل له أن يُسرع، قبل أن تقوم الأخيرة بتحسين صواريخها وأسلحتها النووية، وتصبح تهديداتها للولايات المتحدة مثل سحابة « عيش غراب» تحلق فوق سماء لوس أنجلوس.

ترامب المهووس بـ«تويتر»
يشير الكتاب إلى أنّ العديد من مساعدي ترامب حاولوا منعه من استخدام تويتر، إلاّ أنّ رفضه كان دائمًا قاطعًا، إذ كان يعتبر أن تويتر أداته الوحيدة لمواجهة الإعلام الذي ينتقده طوال الوقت، وقال عن ذلك: «هذه أداتي التي أتحدث بها مباشرة بدون أي «فلاتر»، أتجاوز من خلاله الضجيج والأخبار الكاذبة، لديّ عشرات الملايين من المتابعين وهذا أكبر من قنوات الأخبار، عندما أخرج لأعُطي خطابًا وتغطيه «سي إن إن» فلا أحد يشاهده، لكن عندما أغرّد فالعالم كله يسمع».

وقد وصل قلق أعضاء الإدارة الأمريكية من تغريدات ترامب لحدّ لا يُحتمل، خصوصًا بعد تلاسنه مع الزعيم الكوري الشمالي، لدرجة أنّ مسؤول الإعلام الإلكتروني في البيت الأبيض اقترح تعيين لجنة لمراجعة تغريدات الرئيس للتعديل عليها وتدقيقها لغويًّا قبل نشرها. ترامب وافق في بداية الأمر، لكنه سرعان ما تجاهل هذه التعليمات.

«كاذب محترف»
ويتطرّق الكتاب أيضًا إلى لقاء جمع بين رئيس الوزراء الأسترالي تورنبول والرئيس ترامب، على هامش اجتماع قمّة العشرين «G20» التي جرت في يوليو العام الماضي بألمانيا، إذ طلب رئيس الوزراء الأسترالي من ترامب استثناء بلاده من الرسوم الجمركية التي كان يعتزم فرضها على باقي الدول، وأشار إلى أن الصّلب الأسترالي من بين الأكثر جودة في العالم، كما أنّ أستراليا حليفة عسكرية قويّة لأمريكا، ودائمًا ما ساندتها في حروبها، بالإضافة إلى أنّ أمريكا لديها فائض تجاري مع أستراليا يقدّر بـ40 مليار دولار. وقد وافق ترامب في ذلك الاجتماع على استثناء أستراليا من التعريفة الجمركية.
عدها بتسعة أشهر، أجرى رئيس الوزراء الأسترالي زيارة إلى البيت الأبيض، ونبّه جاري كوهن ترامب بأنّ أوّل شيء سيذكره الرئيس الأسترالي في اجتماعهما سيكون قضيّة التعريفة الجمركية، فأجاب ترامب بأنّه لا يتذكّر، ليذكّره كوهن مجدّدًا بأنه وعد الأستراليين في اجتماع هامبورج باستثنائهم من التعريفة، ليجيبه ترامب: «سوف أُنكر ذلك، لم أخض أبدًا حوارًا معه». كوهن الذي تعامل مع العديد من هذه المواقف من طرف الرئيس طوال السنة التي قضاها في البيت الأبيض، كان قد وصف ترامب فيما بعد بأنّه «كاذب محترف».

مذكرة التفاهم مع قطر لمكافحة الإرهاب.. ترامب لا يعرف عنها شيئًا
ويشير الكاتب مرة أخرى إلى تحالفّ وزراء ترامب سرًا من أجل منع ترامب من تمرير القرارات التي يرونها كارثية، ففي أحد اللقاءات مع موظّفيه، أشار ماكماستر إلى أنّ الثنائي ماتيس (وزير الدفاع) وتيليرسون (وزير الخارجية السابق) يعتقدون بأنّ ترامب «مجنون»، وبالتالي فهم يتّخذون السياسات التي يرونها مناسبة، دون الرجوع إلى ترامب أو استشارته.
وبالعودة إلى زيارة وزير الخارجية تيليرسون إلى قطر -بعد الأزمة الخليجية مباشرة-، حيث وقّع على مذكرة تفاهم مع وزير الخارجية القطري تنصّ على مكافحة الإرهاب. ماكماستر قال بأنّه لم يكن يعلم أي شيء عن هذه المذكرة، بل إنه سمع عنها في التلفاز فقط، وقد أشار مستشارون آخرون إلى أنه لا البيت الأبيض ولا ترامب كانا قد استُشيرا في هذه الخطوة، وأن تيليرسون كان يقرّر من تلقاء نفسه». وقال ماكماستر معلّقًا على سلوك تيليرسون: «إنّه شخص حقير، إنه يعتقد أنّه أذكى من الجميع لذلك يستطيع أن يفعل ما يشاء».

أين نفط ليبيا؟ ترامب المهووس بجمع الأموال
يروي الكاتب أنه في أحد الاجتماعات التي جرت في وزارة الدفاع، دافع كل من الجنرال ماتيس ووزير الخارجية تيليرسون عن علاقات الولايات المتحدة بحلفائها في العالم، وضرورة عدم الدخول في صراعات معهم، لكن بانون مستشار ترامب ذا الميول اليمينيّة الشعبويّة المعادية لمؤسسات النظام الدولي الحالي مثل الاتحاد الأوروبي، دخل على خط الحوار حين وجد ترامب محاصرًا بآراء كل من ماتيس وتيليرسون، وقال: «الرئيس يريد أن يلغي الاتفاق النووي مع إيران ليعيد التفاوض، هل سيدعم أي من «حلفائكم الرائعين» خطوة الرئيس؟ أعطوني شخصًا واحدًا، دولة واحدة، ستدعم العقوبات الجديدة على إيران».

عندما ساد الصمت الغرفة، أضاف بانون: «هذا ما كنت أظنّه». ليضيف حينها تيليرسون: «لكنهم لم يخالفوا أيّة بنود من الاتفاق النوويّ» فقال حينها ترامب: «إنهم يجنون المال (في الاتحاد الأوروبي من خلال صفقات مع إيران) لا أحد سيقف معنا».
بعدها انتقل الحديث إلى أفغانستان، ليقول ترامب: «متى سنبدأ في الفوز ببعض الحروب؟» ثم أضاف: «من المفترض أن تقتلوا بعض الأشخاص، أنت لا تحتاج إلى استراتيجية لتقتل الناس».

وفيما يتعلّق بكوريا الجنوبيّة، يرى ترامب أن الكوريين لا يدفعون حصّتهم مقابل الحماية التي يتلقّونها من قبل أمريكا، كما هدّد بسحب قوّاته من هناك، وقال في هذا السياق: «إننا ندفع 3.5 مليار دولار سنويًّا لنتواجد عسكريًّا في كوريا الجنوبية، بينما لم تقرر بعد كوريا الجنوبية إذا ما كانت تريد نظامنا المضاد للصواريخ أم لا؟ لنسحب قواتنا من هناك إذن، أنا لا أعبأ بهم»، وأضاف: «لا يريدون أن يوقّعوا عقدًا تجاريًّا جديدًا معنا ويريدوننا أن نحميهم من الرجل المجنون في الشمال».

ليتدخل كوهن بحسب ما يذكر الكاتب، محاولًا ثني ترامب عن الفكرة، ويقول: «كوريا الجنوبيّة تدعمنا اقتصاديًّا بشدّة، نحن نشتري أفضل التلفزيونات في العالم مقابل 245 دولارًا فقط، مما يعني أن المواطنين الأمريكيين يدفعون أقل تكلفة للتلفزيونات، ليبقى لهم مال أكبر ليصرفوه على منتجات أمريكية».

يشير الكتاب أيضًا إلى أنّ ترامب كان يتحدث عن الجيش الأمريكي خلال هذا الاجتماع كأنه جيش من المرتزقة، إذا لم تدفع له الدول فلا حاجة للبقاء فيها، إذ لا يرى أن الولايات المتحدة تملك مصالح في هذه الدول وفي حفظ النظام العالم، فالمال وحده هو كل ما يهم. بعد هذا الاجتماع خرج تيليرسون غاضبًا، وبعد أن سأله كوهن إن كان على ما يُرام أجاب تيليرسون: «إنه شخص أحمق» في إشارة إلى ترامب.
وفي أحد أيام شهر يوليو من نفس السنة، وبينما كانت كل من العراق وأفغانستان وسوريا تعيش أجواء عنف؛ فاجأ ترامب المقرّبين منه وبدون سابق إنذار بقوله: «إننا نصرف الكثير من الموارد على هذه البلدان، لما لا نعلن النصر؟ ننهي الحروب ونرجع جنودنا إلى أمريكا!». وفي واقعة أخرى، اتجه ماكماستر إلى ترامب ليوقّع على مرسوم حسّاس متعلّق بليبيا؛ ليجيبه ترامب: «لن أوقّعه! المفترض من أمريكا أن تحصل على البترول (من ليبيا)، الجنرالات لا يركّزون على جني الأموال، إنهم لا يعرفون ما هي أولوياتنا!».

فلسفة الارتجال.. رئيس بلا جدول أعمال!
يشير وودوارد في كتابه إلى أنّ ترامب كان يحصل كلّ ليلة على تقرير يوميّ به معلومات متعلّقة بالأمن القوميّ، وتوصيات الخبراء، بالإضافة إلى جدول أعماله لليوم التالي، لكن ترامب كان نادرًا ما يلقي نظرة على هذا التقرير، فقد كان يحضر إلى مكتب البيت الأبيض في اليوم التالي ليسأل: ما هو جدول أعمالنا اليوم؟ وقد كان يقول بأنّ الارتجال «هو إحدى نقاط قوّته» تمامًا كما فعل خلال الحملة الانتخابيّة.

المعلومات التي كان يأتي بها ترامب كل مصدرها كان ما قد شاهده على التلفاز في الليلة الماضية، بالتحديد قناة «فوكس نيوز» أو ما قرأه في إحدى الجرائد، كما كان يُصغي لآراء أعضاء مكتبه وحتّى حرّاسه الشخصيين، لدرجة أنّه في إحدى المرّات، سأل حارسه الشخصيّ ذا الـ27 سنة إن كان عليه أن يرسل المزيد من الجنود إلى أفغانستان.
وأشار الكاتب أيضًا إلى أن ترامب يعتقد أنّ الشؤون الخارجية تدار بالعلاقات الشخصيّة، وهذا ما ظهر في تعامله مع الرئيس الصيني تشي، الذي قال عنه ترامب: «أعتبره صديقًا، ويعتبرني صديقًا». المستشار ماكماستر حاول إقناع ترامب بأنّ تشي يستغلّه، وأن الصين عدو اقتصادي لأمريكا يطمح لإزاحتها من سيادة العالم، لكن ترامب تجاهل هذه النصائح، وعندما جرى تصويت في مجلس الأمن حول عقوبات اقتصادية جديدة على كوريا الشماليّة، والذي شاركت فيه الصين بالموافقة، كان ترامب يُرجع هذا التصرّف الصيني إلى العلاقة الشخصية التي طوّرها مع الرئيس الصيني.

ويقول وودوارد إن إقالات وتعيينات ترامب لا يسمع بها أصحابها إلاّ بعد أن يسمع بها العامّة، فعن طريقة تعيين الجنرال كيلي مديرًا لمكتب الرئيس ترامب، يشير الكتاب إلى أنّ كيلي سمع بتعيينه من خلال تغريدة على «تويتر»، إذ إنّه لم يُستشر قبل ذلك ولم يتواصل معه أحد بشأن تعيينه، بل سمع بهذا التعيين كما سمع به الجميع: «من خلال تويتر».

مظاهرات «شارلوتسفيل».. البيت الأبيض على حافة الهاوية
ويشير الكتاب إلى أنّ مظاهرات «شارلوتسفيل» التي قادها النازيون الجدد وغُلاة البيض وأدّت إلى اندلاع أحداث عنف، سببت زلزالاً قويًّا داخل الإدارة الأمريكية بسبب رسائل ترامب المتضاربة حولها، فقد أدلى ترامب بثلاثة خطابات متناقضة في محتواها، ففي البداية أدان ترامب العنف الصادر «من جميع الأطراف» دون أن يخصّ المتطرّفين بنقده، مما جعل مستشاره كوهن يقدّم استقالته، كما أن كبير موظّفي البيت الأبيض الجنرال كيلي كان يخشى أن سوء تعامل ترامب مع هذه القضية سيجعل الكثير من موظفيه وباقي أعضاء الحكومة يستقيلون احتجاجًا على تصريحاته. كيلي كان قد قال لستيف بانون: «أعتقد أنني سأفقد نصف الموظّفين هنا، وقد نخسر ثلث الوزراء، أنت لا تفهم، هذه الإدارة على حافة الهاوية، الناس لن تتسامح مع هذه التصرفات».
وأضاف الكتاب أن مستشاري ترامب للأمن القومي كانوا يخطّطون لـ«توريط» ترامب في قضيّة الحرب في أفغانستان، من خلال إخطاره باحتمال وجود تهديد إرهابيّ مستقبليّ شبيه بحوادث 11 سبتمبر، وأنه إذا لم يتخذ الإجراءات اللازمة ووقع الحادث بالفعل، فسيسرّبون للصحافة أنّ ترامب تجاهل هذه النصائح.

وفي الاجتماع الذي سيحدّد بقاء القوّات الأمريكية في أفغانستان من عدمه، انقسمت الآراء حول الموضوع، إذ كان يرى المدعي العام سيشنز الخروج من أفغانستان، بينما كان يرى مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة «سي آي إيه» حينها، بامبيو، عدم إرسال المزيد من القوّات، وإرسال المزيد من عملاء «سي آي إيه» عوضًا عنهم. لكن مساعدي بامبيو حاولو إقناعه بأنّ أفغانستان كانت دائمًا «مقبرة للإمبراطوريّات، وللمسارات المهنيّة (careers) كذلك» في إشارة إلى أنه قد وظيفته إذا تورّط في أفغانستان.

وبحسب الكتاب فإن ترامب كان غاضبًا من جنرالات الجيش في هذا الاجتماع، وأخبرهم بأنّه لا يوافق على جميع مقترحاتهم، إذ أنّهم يريدون منه الغرق أكثر في أفغانستان، في حين يريد هو الخروج منها.

صراع الذكورة.. ما وراء شجار ترامب مع كيم جونغ أون
«غير قابل للنشر».. هكذا بدأ ترامب كلامه لمساعديه في 18 أغسطس (آب) 2017، وهو على متن الطائرة الرئاسية، ليضيف: «لقد طردت بانون للتّو، هل رأيتم ما قاله عن كوريا الشمالية وعن أننا لا نملك خيارًا عسكريًا؟ ذلك الحقير».

ترامب كان منزعجًا من تصريح مساعده السابق ستيف بانون للصحافة بأن الولايات المتحدة لا تملك خيارًا عسكريًّا أمام كوريا الشمالية، إذ صرّح قائلًا: «لا أرى أي خيار عسكريّ يمنع موت 10 مليون كوري جنوبي في أوّل 30 دقيقة من الصراع».

لا أعلم كم سأبقى هنا، لأنّ الوضعية هنا جنونيّة، الفوضى تسود المكان، ترامب لن يتغيّر أبدًا، إنه لا يستمع أبدًا. *جاري كوهن

ويقول وودوارد بأن مستشارو ترامب، حاولوا أكثر من مرّة ثنيه عن قرار فرض تعريفات جمركية على الحديد والصلب، لكنه كان دائمًا يصرّ على موقفه، وقد حاول المستشار كوهن إغراقه بالبيانات والوثائق من فترة جورج بوش سنة 2003، حين فرض بوش مثل هذه التعريفات وكيف أثّرت سلبًا على الاقتصاد، لكن ترامب أجاب بكل بساطة: «سوف نجرّب، إذا لم تنجح سنتراجع عنها». كوهن ردّ عليه بأن الاقتصاد لا يعمل بهذا الشكل: «بل عليك أن تكون 100% متأكدًا بأنه سيعمل، ثم بعد ذلك عليك أن تدعو ليل نهار أن تكون على صواب» لكن ترامب أصرّ على موقفه.

وفي أحد النقاشات حول ذات الموضوع، أشار كوهن إلى أنّ الصين هي المصدر الرئيسي للمضادات الحيويّة لأمريكا: «إذا أرادت الصين تدميرنا فما عليها إلا إيقاف صادراتها من المضادات الحيويّة لنا، هل تعلم أننا لا ننتج أي مضادات حيويّة هنا؟». وأشار إلى أنّ الصين مسؤولة عن 96% من المضادّات الحيويّة التي تدخل الولايات المتحدة، بما في ذلك البنسلين: «سيدي، عندما يبدأ الأطفال الرُضّع في الموت ببكتيريا الحلق، ما الذي ستقوله لأمّهاتهم؟ أننا نحاول تعديل الميزان التجاري؟». أجابه ترامب بأنّنا سنشتري من بلد آخر، ليجيبه كوهن بأن الألمان سيشترون من الصينيين هذه الأدوية ثم يعيدون بيعها إلى الولايات المتحدة، وبالتالي سيتوازن الميزان التجاري مع الصين، ويختلّ مع ألمانيا.
وعن تبادل الشتائم التي جرت بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، يشير الكتاب إلى أنّ مساعدي ترامب تساءلوا عن الهدف النهائي من هذه التصريحات، أجاب ترامب: «يجب أن تُظهر دائمًا القوّة»، ليُضيف بعدها: «هذه مواجهة بين قائد لقائد، رجل لرجل، أنا ضد كيم» في إشارة إلى أنّه كان يعتبر المشكل بينه وبين الزعيم الكوريّ شخصيًّا، دون إلقاء اعتبارات لنتائج مثل هذا التصعيد.

أرقام «غير دقيقة» لخدمة أصدقاء الرئيس
يشير وودوارد في كتابه أيضًا إلى أنه في الوقت الذي وصلت فيه نسبة الضرائب المفروضة على الشركات الأمريكية داخل الولايات المتحدة حوالي 35%، وهو ما يُعتبر أحد أعلى نسب الضرائب المفروضة على الشركات في العالم، كان على الرئيس الأمريكي وإدارته تقليص هذه النسبة من أجل رجال الأعمال في الحزب الجمهوري، وأصدقاء ترامب.
أتي هذا في الوقت الذي نقلت فيه عشرات الشركات الأمريكية مقارها وأعمالها خارج الولايات المتحدة، من أجل الاستفادة من نسب الضرائب القليلة نسبيًا المفروضة في بعض الدول المختلفة، فكل ما كان عليهم في هذه الحالة هو إنشاء شركة جديدة في بلد منخفض الضرائب، مثل أيرلندا على سبيل المثال، وجعْل الشركة الأمريكية تابعة لها؛ ولهذا السبب أُطلق على هذه العملية اسم «عملية الانعكاس»، وانتشرت بكثرة خلال سنوات حكم الرئيسين الأمريكيين السابقين؛ جورج دبليو بوش، وباراك أوباما.

ومن هنا كان على ترامب العمل على حل هذه المشكلة التي تسببت في رحيل الكثير من الشركات الأمريكية الكبرى، والتي عادةً ما كان يملكها أصدقاء له، بدعوى أن خفض الضرائب يمكنه أن يعيد تريليونات الدولارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية من جديد؛ إذ ذكر الكاتب أن ترامب قال لكبير مستشاريه الاقتصاديين جاري كوهن حينها، إن: «نسبة ضرائب الشركات يجب أن تكون 15% فقط».
مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستساهم في ضخ حوالي 5 تريليون دولار جديدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي اختلف كوهن معه مؤكدًا إنه طبقًا للتحليلات الاحصائية المختلفة، فإن هذه الخطوة ستؤدي إلى ضخ ما قيمته 2.6 تريليون دولار فقط.

خلاف ترامب وبانون: الحد من هيمنة إيران أم القضاء عليها؟
الحديث الذي أجراه ستيف بانون، كبير مستشاري البيت الأبيض السابق للشؤون الاستراتيجية، وقتما كان في منصبه، مع الكاتب الصحفي مايكل وولف في كتابه «النار والغضب» كان أحد أكبر العقبات التي واجهها ترامب حتى وقتنا الراهن، وسببًا كافيًا لرغبة ترامب في الانتقام من أهم وأقرب مساعديه؛ ستيف بانون، إذ قال ترامب في إحدى تغريداته على موقع «تويتر»، إن ستيف بانون، لم تعد له أي علاقة بترامب شخصيًا، أو بالرئاسة الأمريكية، مشيرًا إلى أنه عندما فقد وظيفته -يقصد بانون- فقد عقله أيضًا معها.

ويرى الكاتب أن بانون يعتقد في فشل ترامب فشلًا ذريعًا في إحداث تغيير أمني حقيقي على مستوى العالم، خلال عامه الأول من حكم الولايات المتحدة الأمريكية، باستثناء وعيه بتصنيف الصين على أنها المنافس الحقيقي الأول للولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الدولية.

استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بالأمن القومي في منطقة الشرق الأوسط، والتي صدرت في ديسمبر (كانون الأول) 2017، كانت أيضًا من نقاط الخلاف التي حدثت بين ترامب وبانون؛ إذ أكدت الاستراتيجية أن هدفها هو «الحفاظ على توازن إقليمي ملائم»؛ فيما يعتقد وودوارد أن الاستراتيجية جاءت تجديدًا للنمط الأمريكي الكلاسيكي، ووجهات النظر في السياسة الخارجية، وسعيًا إلى تحقيق الاستقرار السياسي؛ إذ كان الهدف الرئيسي من قمة الرياض التي عُقدت في 2017؛ تشكيل تحالف قوي يستطيع وقف هيمنة وتوسع الإيرانيين في منطقة الشرق الأوسط، مٌكونًا من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج، وإسرائيل؛ بينما يؤمن بانون بالقضاء التام على إيران؛ سواء بإخراجها من العراق، أو من سوريا، أو من لبنان، أو اليمن.
وبتنحية القوة الإيرانية، يصبح أعداء الولايات المتحدة الأمريكية متمثلين في الصين فقط؛ بعدما أصبحت روسيا في علاقة جيدة للغاية مع ترامب؛ بعدما بلغ حجم الاقتصاد الروسي حوالي 1.5 تريليون دولار، أي ما يقارب حجم اقتصاد ولاية نيويورك، بينما كان الاقتصاد الصيني أقرب كثيرًا لما يبلغه حجم الاقتصاد الأمريكي، ما جعلها المنافس الأول للولايات المتحدة الأمريكية من الناحية السياسية، أو الاقتصادية.

ولكن من الناحية الاقتصادية، يرى بانون أن الخطاب الذي ألقاه ترامب في المؤتمر الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية في يناير (كانون الثاني) 2018، كان مليئًا بالتنازلات التي فرضها عليه الحزب الجمهوري؛ وعنونت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية صفحتها الرئيسية آنذاك بـ«وصل ترامب إلى دافوس موظفًا في الحزب، ورحل براجماتيًا».
الجدير بالذكر أن الكاتب ذكر على لسان بانون استغرابه واستياءه الشديدين من هجوم ترامب على النائب العام جيف سيشنز؛ إذ يرى بانون أن ترامب لن يحصل على رجل أفضل من سيشنز في هذا المنصب، في الوقت الذي يحظى فيه بموافقة مجلس الشيوخ أيضًا.

انتقاد آل سعود والضغط عليهم يجلب أموالًا طائلة
يقول وودوارد أن الجنرال كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض، أبلغ ترامب بأن اثنين من كبار مستشاريه في السياسة الخارجية دخلا في معركة شرسة بسبب المملكة العربية السعودية؛ وهما: هربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي لترامب السابق، وريكس تيليرسون، وزير الخارجية الأمريكي السابق؛ إذ ظلت المعركة بينهما قائمة حول من سيتفاوض مع المملكة من أجل الحصول على 4 مليارات دولار جديدة، من أجل استخدام معظمها في تمويل العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا، بالإضافة إلى جزء آخر سيذهب إلى عملية أخرى «سرية للغاية» لدعم بعض المتمردين في الداخل السوري، وهي العملية التي قادتها وكالة الاستخبارات المركزية تحت عنوان «تيك TEAK».

وبحسب ما ذكره وودوارد فإن أحد أهم وأكبر أهداف ترامب؛ هو إيجاد حكومات أجنبية تُموِّل العمليات العسكرية الأمريكية، وعمليات الاستخبارات المركزية الأمريكية في الدول المختلفة، وقد وجد في السعودية نموذجًا رائعًا لذلك.

من جانبه، انحاز ترامب في هذه المعركة إلى تيليرسون؛ إذ رأى ترامب أن الجنرال مكماستر شخصًا أكاديميًا أكثر من كونه مُفاوضًا جيدًا، وهو ما وافقه عليه الجنرال كيلي بنفسه؛ وأن مكماستر لم يكن الرجل الأنسب لعملية التفاوض مع الحكومة السعودية، خاصةً في ظل فشله في كل محاولات التفاوض معهم في عدة موضوعات مختلفة من قبل.
وفي الوقت نفسه، كان السعوديون على استعداد لكتابة شيكات بمبالغ كبيرة حينما يتعلق الأمر بسوريا، إلا أنه وقتما قال مكماستر إنه سيتفاوض مع نظرائه السعوديين من أجل تمويل هذا المشروع، غضب تيليرسون كثيرًا، وغضب ترامب أيضًا. وبالرغم من وجود عدد من المشكلات بين ترامب وتيليرسون، إلا أن الرئيس الأمريكي ظل على ثقة من أن تيليرسون لديه خبرة كبيرة في التفاوض، وإبرام الصفقات المختلفة، خاصةً مع آل سعود، وذلك بسبب عمله لسنوات مديرًا تنفيذيًا في شركة «إكسون موبيل»، فضلًا عن تأكيد ترامب كثيرًا على عدم الوثوق بالسعوديين، وهو الدرس الذي فهمه تيليرسون سريعًا، ولهذا فإنه يرى -بحسب الكاتب- أن الضغط على السعوديين، وانتقادهم بشدة، سيقودك إلى الحصول على صفقة أفضل، بتمويل أعلى.

«السيسي قاتل لعين».. لماذا سب ترامب الرئيس المصري؟
وعلى عكس ما هو شائع عما يخص تقارب العلاقات المصرية الأمريكية، تناول الكتاب أحد المواقف بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره المصري، عبد الفتاح السيسي.
وكان محور حديث الرئيسين هو آية حجازي، المواطنة المصرية الأمريكية، التي تبلغ من العمر 30 عامًا؛ إذ تم احتجازها في مصر لمدة وصلت إلى ثلاثة سنوات كاملة بدايةً من عام 2014، وذلك بسبب تأسيسها جمعية «بلادي» الخيرية المعنية بالعمل الخيري مع أطفال الشوارع؛ إذ وجهت إليها النيابة المصرية تهمًا تتعلق بخطف واغتصاب الأطفال، غير أنه لم يتم إثبات أي من هذه التهم، فتم الإفراج عنها بعد تبرئتها. وفور الإفراج عنها، دُعيت آية من قِبل الرئيس الأمريكي للاطمئنان عليها، كونها مواطنة أمريكية.
الكواليس التي ذكرها الكتاب فيما يتعلق بحوار الرئيسين ترامب والسيسي، هي تلك المتعلق بقضية آية حجازي، إذ ذكر الكتاب أن ترامب تحدث مع كبير محاميه حينها، جون دوود، الذي استقال في وقتٍ لاحق في مارس الماضي، وقد قال ترامب حينها عن السيسي لكبير محاميه بعد انتهاء مكالمته التليفونية مع السيسي إن «هذا الرجل قاتل لعين، إنه قاتل لعين!».

حرب البيت الأبيض لا تزال مستمرة!
لا تزال الحرب مستمرة؛ قد تعتبر جملة عادية يمكن لأي وزير دفاع التصريح بها، ولكنها في حالة وزير الدفاع الأمريكي لا تعني الحرب المادية في أرض المعركة، وإنما الحرب المعنوية داخل البيت الأبيض، بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومساعديه ومستشاريه في المجالات المختلفة، ومن هنا جاء الدور على وزير الدفاع جيمس ماتيس.

وعن هذا الأمر، يقول الكاتب وودوارد، أن ماتيس أظهر في أكثر من مناسبة دلائل تشير إلى تعبه من استخفاف ترامب بالقدرات العسكرية، والاستخباراتية؛ ومن أنه لا يفهم أهمية الوضع العسكري؛ فعادةً ما يقول ماتيس: «نفعل العديد من الأمور من أجل منع حدوث حرب عالمية ثالثة» بينما يخاطر ترامب بالحرب النووية طوال الوقت؛ ويصف ماتيس اللحظة المخيفة التي يذكر فيها ترامب تهديداته بالحرب النووية للدول الأخرى بأنها «اللحظات التي يتوقف فيها الوقت».

ساسة بوست

شام تايمز
شام تايمز