المدينة الجامعية.. شبكة لبيع الإيصالات في سكن الدراسات العليا وتوقيف 10أشخاص
واقع مأساوي ، و واسطات و محسوبيات، وخدمات شحيحة،في المدينة الجامعية والتي تعتبر المكان الوحيد الذي يقضي فيه الطلاب جلَّ نهارهم، على اعتبار أنه السكن الوحيد الذي يلجئون إليه، بالإضافة إلى الأساس المهترء وبطانيات أكل الدهر عليها وشرب، وأسرة مكسرة، ومكتبات وقاعات دراسية غير مخدمة، والأكثر سواء الأسعار الكاوية والتي يجب أن تكون طلابية، وإسكان أشخاص ليسوا بطلاب من خلال شراء إيصالات وتزويرها، كل هذا يره كل زائر للمدينة الجامعية. كثرت الشكاوي من الطلاب على السكن الجامعي في جامعة دمشق ، حيث وصل لصاحبة الجلالة الكثير من الشكاوي ، والتي تتكرر كل عام، حيث أجمعت الشكاوي على أن اغلب الطلاب القاطنين لا يعرفون راحة البال، يأكلون ويشربون ويدرسون على أسرتهم، إذا استطاعوا ذلك،مضيفين أن الحمامات غير صالحة للاستعمال ، ولا حتى المصاعد. إيصالات سكن للبيع..! إحدى الشكاوي بينت إن الأعداد الكبيرة في الغرف أجبرت الطلاب في الوحدات غير المدللة، على شراء إيصالات من طلاب لا يرغبون السكن، بحيث يحجزون أمكاناً وهمية في الغرفة، ليصبح العدد أقل، وبهذه العملية الحل، يكون العدد في القوائم كاملا، ولا يزيد في الغرفة. هذا وكشف مصدر من جامعة دمشق لصاحبة الجلالة انه منذ أشهر قليلة تم كشف شبكة لبيع الإيصالات ، وتم توقيف أكثر من عشرة أشخاص في سكن الدراسات العليا، مشيرا إلى أن سعر الإيصال الواحد تجاوز أكثر من مئة ألف ليرة سورية. وحسب الشكوى أن بعض مديرات الوحدات تستغل الغرف لإسكان عائلتها ويقومون بالضغط على الطلاب لإبعادهم عن أماكن سكنهم، وهذا الحال على ما هو عليه رغم الشكاوي المتكررة لرئاسة الجامعة. وأكدت الشكاوي أن الطلاب القاطنين يطالبون باستمرار، الجهات المختصة بتغيير البطانيات والأسرّة بسبب قدمها، دون أن يلقوا أي اهتمام، في حين يوجد وحدات تتميز بأسرتها الخشبية والفرش الكامل. وقالت احدى الطالبات “غرف فيها عشر بنات وغرف فاضية ومسكرة، وغرف فيها واسطات وفيها بس شخصين او ثلاثة على الاكثر، وغرف بتتأجر”، وغرفنا يوجد فيها 10 طالبات في غرفة واحدة. هذه الشكوى اختصرت شكاوى عدة سنوات سابقة بهذه الجملة القصيرة، وأكد مصدر من الجامعة شكوى الطالبة بمعلومات تفيد بوجود سماسرة يقومون بتأجير الغرف في الوحدات المدعومة، حيث يتراوح أجار الغرفة مابين 15-25 ألف ليرة شهرياً. مكتبات مسكونة كما بينت الشكاوي أن مكتبات سكن الدراسات ، المخصصة للدراسة أصبحت سكن للطلاب ،وغير صالحة للدراسة نهائياً، في حين يجب أن يكون هناك الكثير من المكتبات لطلاب الدراسات العليا. وحسب تصريح سابق لمدير المدينة الجامعية احمد واصل أنه تبين بعد سحب أسماء المقيمين ضمن المدينة الجامعية ومطابقة بياناتها مع بيانات الكليات أن هناك أكثر من 500 طالب مخالف منهم متخرج أو غير مكتمل البيانات، ومنهم مقيم لكنه من معهد غير تابع لوزارة التعليم العالي، بالإضافة إلى ضبط حالات “تزوير” بالبيانات، وأنه تم تسجيل 25 حالة فصل لطلاب تابعين للجامعات الخاصة ومقيمين داخل السكن. رغم زيارة رئيس الحكومة في العام الماضي للمدينة والتوجيه بالقيام بإصلاحات وإيجاد سكن مناسب للطلاب، وإدارة الجامعة لا تعمل أي شيء لتطبق المثل القائل ” ادن من طين وادن من عجين “. ومن الواقع المرير الذي يعاني منه الطلاب فأننا نضم صوتنا لصوتهم لنقول لوزارة التعليم العالي أن تجد حلول للسكن الجامعي وخاصة أن الطلاب لا يستطيعون استئجار بيوت في ظل هذا الغلاء الفاحش للإيجارات .
صاحبة الجلالة