ترامب أصبح وحيدا.. مولر ينتزع أكبر نصر في التحقيقات الروسية
نشرت صحيفة “بزنس إنسايدر” الأمريكية تقريرا، أشارت فيه إلى أن الرئيس دونالد ترامب أصبح وحيدا، حيث إن المحقق الخاص المكلف من قبل وزارة العدل الأمريكية للتحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية ينتزع أكبر نصر له حتى الآن في التحقيقات.
وقالت الصحيفة إن بول مانافورت كان رئيسا لحملة الرئيس دونالد ترامب عندما عرض على رجال أعمال روسيين ” لقاء خاص” بشأن عرض ترامب.
وأشارت إلى أنه كان يقود الحملة عندما بدأ موقع ويكيليكس بإلقاء آلاف رسائل البريد الإلكتروني من اللجنة الوطنية الديمقراطية التي سرقها عملاء روس.
وبينت أن الأهم من ذلك أنه كان واحدا من ثلاثة مسؤولين كبار في حملة ترامب لحضور اجتماع مع اثنين من أعضاء اللوبي الروسي الذين كانوا يعرضون أدوات تمس بسمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في ذروة الحملة.
وقالت إنه يوم الجمعة اعترف مانافورت بأنه مذنب في تهمتي التآمر والإعاقة، وأخبر أندرو وايزمان المدعي العام الذي يعمل لصالح المحامي الخاص روبرت مولر أن مانافورت قد انقلب وسوف يتعاون ” في أي مسألة وكل ما تعتبره الحكومة ذات صلة بالتعاون” بما في ذلك ” الشهادة الكاملة تماما” أمام هيئة المحلفين الكبرى.
باتريك كوتر المدعي الفيدرالي السابق الذي كان يعمل مع وايزمان في الماضي قال : ” إن تعاون مانافورت هو التقدم الوحيد الأكثر أهمية لتحقيقات مولر” إنه أهم شاهد وحيد حتى الآن، لأن موقعه كان قادرا على إلقاء الضوء على السؤال الأكثر أهمية عما كان يعرفه الرئيس، ومتى كان يعرف ذلك”
يحقق مولر في تدخل روسيا في انتخابات 2016 سواء عن تواطأ أعضاء حملة ترامب مع موسكو لإزاحة السباق لصالحه، وما إذا كان ترامب يسعى إلى عرقلة العدالة بعد أن أصبح التحقيق أمرا معروفا للجميع العام الماضي.
وجاءت أنباء صفقة مانافورت مع مولر بعد تكهنات شديدة حول ما إذا كان رئيس حملة ترامب السابق سيقر بذنبه أم سيذهب للمحاكمة.
محامي ترامب، رودي جولياني، أخبر بوليتيكو في وقت سابق من هذا الأسبوع أن مانافورت كان في اتفاق دفاعي مشترك مع الرئيس، وأن فريق ترامب لم يكن قلقًا بشأن انقلاب مانافورت وأخبر BuzzFeed في وقت مبكر من يوم الجمعة، قبل أقل من ساعتين لجلسة استماع مانافورت، أن مانافورت لم ينسحب من الاتفاقية، لكن ما بدا أنه مؤشر على أنه حتى لو اعترف مانافورت وأقر بالذنب فإنه لن يتعاون ضد ترامب.
ولهذا السبب قال كوتر: كان تصريح وايزمان بأن مانافورت قد انقلب على الأرجح “أعمى” الفريق القانوني للرئيس. لكن إيلي هونيج المحامي السابق في وزارة العدل الذي حاكم المئات في قضايا الجرائم قال إنه من الشائع في القضايا البارزة أن يبقى المتعهد صامتا بشأن اتفاقه مع النيابة حتى اللحظة الأخيرة.
وقال إن ” اتفاقيات الدفاع المشتركة شائعة جدا في القضايا الغوغائية، عندما تعمل على قلب شخص ما في اتفاقية دفاع مشتركة يجب عليه أن يبقيه سرا، لأن الأشخاص الذين تعرفهم قد يكونوا هم نفس الأشخاص في الاتفاقية، وبالتالي قد يهددونك أو يحاولون ثنيك أو القيام بأي شيء لعرقلتك”.
وقال جولياني لـ”Business Insider” إن مانافورت لم ينسحب بعد من اتفاق الدفاع المشترك مع ترامب، لكن جيفري كرامر المدعي الفيدرالي السابق الذي قضى 12 عاما في وزارة العدل أشار إلى أن اتفاق الدفاع المشترك في هذه الحالة ليس هو نفسه في معظم القضايا الفيدرالية الأخرى.
وتابع: “تشمل اتفاقيات الدفاع العادية أشخاصًا على نفس لائحة الاتهام” ، مضيفًا أنه يعتقد أنه من المرجح أن يكون مانافورت أكثر ما توصل إليه من اتفاقه مع ترامب ،مجموعة من الأموال لتغطية نفقاته القانونية. “بغض النظر أنه يتحدث إلى مولر الآن ، لذلك أشك في أنه سيكون هناك العديد من الاجتماعات بين الجانبين في المستقبل.
ما يعلمه مانافورت مهم في عدة خيوط لتحقيقات في الشأن الروسي، مثل اختراق DNC، وأي تواصل بين أعضاء حملة ترامب والمصالح الروسية. لكن أكبر قيمة يضيفها إلى مولر هي القدرة على إلقاء الضوء على اجتماع حزيران/ يونيو 2016 المثير للجدل بين مسؤولي الحملة وجماعات الضغط الروسية.
حضر مانافورت الاجتماع مع دونالد ترامب وجاريد كوشنر وتبين في النهاية خلافا لبيانات ترامب الأولية فإن الاجتماع أقيم “كجزء من دعم روسيا وحكومته” لترشيح ترامب.
وتقول الصحيفة الإلكترونية إنها جريمة فيدرالية أن تقبل شيئا ذا قيمة من حكومة أجنبية فيما يتعلق بالانتخابات الأمريكية، وقد اقترح الخبراء القانونيون أنه إذا كان مسؤولوا ترامب قد حضروا الاجتماع ليأخذوا معلومات تمس بكلينتون فهذا أمر قد يعرضهم لخطر قانوني جسيم
وقال كرامر: “مانافورت لديه معرفة بهذا الاجتماع لأنه كان هناك ولا توجد تكهنات حول ذلك” إنه يعرف ما الذي كان عليه الاجتماع وما حدث هناك وربما يعرف من تستر بعد ذلك هذه صفقة ضخمة لفريق مولر”.
بعد الإعلان عن صفقة مانافورت، أصدر كل من جولياني والبيت الأبيض تصريحات تقلل من أهمية الأمر،
وقال جولياني لـ Business Insider: “مره أخرى هذا التحقيق انتهى إلا أنه ليس للرئيس ترامب علاقة أو حملة ترامب” وأضاف: “الرئيس لم يفعل شيئا خاطئا”.
كما أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز ضربت على نفس الوتر حيث قالت في بيان: “لم يكن هذا له علاقة على الإطلاق بالرئيس أو حملته الرئاسية لعام 2016، هذا أمر ليس له أي ارتباط تماما”، في حين أن التهم الموجهة إلى مانافورت لا علاقة لها بالرئيس.
يقول الخبراء القانونيون إن مانافورت سيخبر مولر أكثر بكثير من مجرد معلومات حول ما كان لائحة الاتهام ضده.
وقال كريمر: “بيان ساندرز مجرد زيف، بعض الأشياء قد تكون رمادية، لكن ما يحصل الآن هو أسود وأبيض، لقد كان اجتماع روسيا واضحا خلال الحملة، وكان من الواضح أن اختراق DNC كان أثناء الحملة، وكذلك العديد من الأحداث الأخرى التي قد يعرفها مانافورت”.
وأضاف: “محكمة الرأي العام هي المحكمة، لا يهتم النظام القانوني بالدوران الذي يقوم به البيت الأبيض في ما يخص هذا الموضوع”.
هونغ وافق على كلام كريمر وقال “إن تعاون مانافورت هو انتصار كبير للمحامي مولر؛ “لأن الطريقة التي يعمل بها مع التعاون الفيدرالي هو إما كل شيء أو لا شيء”.
وقال “إن المتعاون لا يتحدث فقد عن أشخاص أو فئات مختارة، عليهم أن يتحدثوا عن كل شيء قاموا به في أي وقت مضى وكل النشاط الإجرامي الذي يعرفونه وكل جريمة ارتكبوها”.
قبل عقد صفقة اعتراف مع مانافورت، جلس ممثلو الادعاء معه بما يعرف بجلسة عمل توضيحية، والتي تتضمن قيام المدعى عليه بالرد على أي أسئلة من المحققين، بما في ذلك تلك المتعلقة بقضيتهم والنشاط الإجرامي المحتمل الآخر الذي قد يكونوا قد شهدوه.
وحتى لو لم يكن لدى فريق مولر فرصة الجلوس لجلسة عمل كاملة مع مانافورت ، يقول الخبراء إنه كان على يقين أنه يعرف السطور العريضة لما قدمه رئيس حملة ترامب السابق، في نهاية المطاف لا يوافق المدعون العامون على عقد صفقة مع المدعى عليه، إلا إذا قدم لهم معلوما يمكن تأكيدها من قبل شهود ووثائق أخرى.
وقال كوتر: “هذا يعني أن فريق مولر يشعر بأن مانافورت ليس فقط عليه تقديم أمور موثوقة، ولكن أيضا هامة، وهذا يشير أنا مانافورت يعرف إلى أن هناك أدلة حاسمة حقا حول اجتماع ترامب، ومن كان يعرف عنه ومتى وما هي الاتصالات الأخرى الموجودة بين الحملة والأشخاص المسؤولون حول ترامب”، في النهاية قال كوتر في كل يوم يتقلص عدد الأشخاص الذي يمكن للرئيس الاعتماد عليهم:
“جزيرة ترامب أصبحت تشعر بالوحدة الشديدة”.
عربي 21