الإثنين , ديسمبر 23 2024
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

اسقاط طائرة الـ ’IL-20’ كمين جوي صهيوني أم خطأ مقصود؟

شام تايمز

اسقاط طائرة الـ ’IL-20’ كمين جوي صهيوني أم خطأ مقصود؟

شام تايمز

يوسف الشيخ

شام تايمز

 

يشبه أحد الخبراء ما جرى ليلة الاثنين 17ـ9ـ2018 في سماء الساحل الشمالي لسوريا بكمين جوي والكتروني محكم قاده سلاح الجو الصهيوني وشاركت فيه مجموعة من الوسائط العسكرية والالكترونية الغربية العاملة في الحوض الشرقي للمتوسط. ويؤكد هذا الخبير أنه لا يمكن التعامل مع ما حدث بأنه مجموعة من المصادفات السيئة التي أفضت إلى اسقاط طائرة الحرب الالكترونية الروسية “IL-20″ ويرى هذا الخبير أنه لا يمكن فهم ما حدث إلا من خلال وضع مسار يسهم بالنهاية إلى رسم شديد الوضوح للموقف الجوي المسجل في بحر اللاذقية عند الساعة 22:07 من مساء الاثنين 17ـ9ـ2018 بالتوقيت المحلي .

ويعتقد الخبير أن فهم ذلك يتطلب اعادة تركيب الأحجية قطعة قطعة ابتداءً من هجوم ليلة 24 نيسان/ أبريل 2018 ” حيث اقتربت أهداف جوية مجهولة من قاعدة حميميم الجوية الروسية وقامت الدفاعات الجوية الروسية باسقاطها في منطقة لا تبعد أكثر من 10 كيلومتر من القاعدة وفيما لم تحدد الدفاع الروسية نوع وعدد هذه الاهداف أكدت وسائل الاعلام الروسية العاملة في القاعدة استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة في العملية “.

ويرى الخبير أنه بحسب التحليل الفني المعمق لم تكن هذه العملية بسيطة أو تستهدف ضرب قاعدة حميميم بل كانت اختباراً لمنظومات أهم نظام حماية جوية في سوريا يسمح بدراسة هذه المنظومات ويمكن الجهات المعادية من تحديد ثغرات قد تكون موجودة في نظام الدفاع الجوي الروسي والسوري وتسلسل عملهما أو تسمح للعدو بالتملص من خلال نقاط ضعف معينة أو من خلال تضليل بعض اركان هذه المنظومة أو حتى تعطيلها لمدة معينة أو الاضرار بها لفترة أطول .

واستناداً إلى تحليل سلسلة من الاختراقات التي نفذتها طائرات مسيرة بدون طيار من جهة إدلب وريف اللاذقية الشمالي باتجاه قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية فإن المنطقة التي يسميها الروس بمنطقة التغطية الثالثة (وهي المنطقة التي وقع فيه كمين 17ـ9ـ2018) لم تكن محمية جيداً وتعاني من بعض الثغرات التي سمحت للجماعات المسلحة ومن وراءها بتنفيذ القصف أكثر من مرة وايصال الطائرات المسيرة إلى منطقة قريبة جداً إلى قاعدة حميميم العسكرية ونفس الوضع ينطبق على قاعدة طرطوس البحرية .

وبالخلاصة فهذا النطاق الذي يمتد في دائرة قطرها من 25 كيلومتر إلى حوالي الـ 40 كيلومتراً كان الأكثر عرضة للاختراق وللخطر بشكل حتمي في حال تم تنفيذ أي عدوان من قوة تملك منظومة جوية والكترونية هجومية متطورة كالولايات المتحدة أو الناتو أو العدو الصهيوني.

كيف تحمى قاعدتي حميميم وطرطوس البحرية:

بذل المخططون العسكريون الروس والحلفاء جهوداً خاصة مستندة إلى الدروس المستفادة لضمان حماية القواعد الروسية والسورية في الساحل الشمالي (طرطوس اللاذقية ـ بانياس ) لوجود تلك القواعد في منطقة تشهد تكدساً للوسائط البحرية والجوية المعادية والصديقة يتمثل في:
ـ تحليق دائم للطائرات المقاتلة والقاذفة بجميع أنواعها
ـ تحليق دائم لطائرات معترضة وطائرات الدعم القريب
ـ نشاط مرتفع لطائرات الاستطلاع بدون طيار وطائرات وسفن حرب واعاقة الكترونية
ـ حركة دائمة لحاملات طائرات
ـ وجود كم كبير من أنظمة التشويش متعددة المهام
ـ وجود أنظمة رادار إعاقة وتشويش أطلسية في الحوض الشرقي للمتوسط

فتم إنشاء ثلاث مناطق تغطية دفاعية وهي :
1ـ المنطقة الأولى وتوفر التغطية من الهجمات القادمة من الأسلحة الصغيرة على مدى مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات.
2ـ المنطقة الثانية أو الوسطى تحمي من الصواريخ القصيرة المدى والأسلحة الثقيلة والمشاة وقذائف الهاون، وتوفر الحماية على مسافة أقصاها 10 كيلومترات.
3ـ المنطقة الثالثة، تحمي من الطائرات الحربية ومن الصواريخ المتوسطة وصواريخ الطائرات أو الصواريخ المجنحة والأسلحة الثقيلة والأنظمة المدفعية طويلة المدى، وتوفر الحماية على مسافة 30ـ40 كلم.
وصمم المخططون منظوماتهم للدفاع الجوي بهيكلية تتمتع فيها القواعد العسكرية الروسية في سوريا، في كل من طرطوس وحميميم، بنظام دفاع مركزي متعدد الطبقات لحمايتها من الهجمات الصاروخية البرية والبحرية والجوية:
1ـ الطبقة الأولى وهي الطبقة المنخفضة القريبة من الأرض والتي تتصدى فيها وسائط الدفاع الجوي لأهداف تحلق على ارتفاعات تبدأ من 20 متراً وحتى 18000 متراً وعلى بعد 3.5 إلى 25 كلم.
2ـ الطبقة الثانية وهي الطبقة المتوسطة والتي تتصدى لأهداف تحلق على ارتفاعات تتراوح بين 14000 متراً و 30000متراً
3ـ الطبقة الثالثة وتستخدم فيها صواريخ من ضمنها ال S200 وهي منصات دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى مخصصة لحماية القوات والمنشآت من الطائرات القاذفة والأهداف الاستراتيجية الطائرة الأخرى تحلق على ارتفاعات عالية ومساحات كبيرة تصل الى 150 كيلومتراً .

ومع فشل العدوان الصاروخي الثلاثي (الأمريكي البريطاني الفرنسي ) على سوريا في 8ـ4ـ2018 والنجاح الثاني لعملية الدمج الهيكلي (السورية ـ الروسية ـ الحليفة ) بين منظومتي الدفاع الجوي والحرب الالكترونية أصبحت الحرب في سماء (سوريا ولبنان وفلسطين والحوض الشرقي للمتوسط )

وشهدت دمشق وحمص وحماه في الأشهر الخمسة الماضية سلسلة من الوقعات الجوية التي نفذ معظمها سلاح الجو الصهيوني وفي أغلب هذه الاشتباكات كانت النتيجة غير مرضية للعدو وحليفته الكبرى واشنطن .

ويبدو أن صناع القرار في الحلف الامريكي الصهيوني قرروا تجاوز الخط الأحمر والاستفادة من فرصة التفاهم الذي عقده سلاحي الجو الروسي والصهيوني (للحد من الاحتكاكات الجوية بين طائرات الطرفين) في أيلول عام 2015 واستغلال ثغرة بنيوية خطيرة في منظومة الدفاع الجوي الروسي (نظام عمل ال S200) يمكن النفاذ منها لتوجيه رسالة جوية مدوية لروسيا في عقر سيادتها الجوية وما ظهر ليلة الاثنين في 17ـ9ـ2018 قبالة ساحل اللاذقية أكد ذلك حيث ظهر استفادة مخططي هذا الكمين الجوي من ثغرة بنيوية في النظام .

كيف حصل كمين الاثنين الجوي
ساقت وزارة الدفاع الروسية تفاصيل دقيقة في بيانها بشأن ملابسات إسقاط الطائرة الروسية “إيل – 20” وشددت على أن المقاتلات “الإسرائيلية” تعمدت خلق وضع عرّض الطائرات والسفن بالمنطقة للخطر.
واللافت أن البيان كشف “أن “تل أبيب” لم تحذر قيادة القوات الروسية في سوريا، بل أبلغت عن عمليتها العسكرية بواسطة “الخط الساخن” قبل أقل من دقيقة من تنفيذ الضربة، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة” .

علاوة على ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية ” أن وسائط التوجيه “الإسرائيلية” وطياري مقاتلات “إف – 16″ لم يكن بمقدورهم عدم رؤية الطائرة الروسية التي شرعت في الهبوط من ارتفاع 5 كيلو مترات، بل إنهم تستروا بها عن سابق تصميم وتعمد ونفذوا هذا الاستفزاز”.

بدا من سياق الاحداث أن الغارة الصهيونية على اللاذقية كانت تستهدف هدفين أحدهما رئيسي جوي يتم المس به بطريقة غير مباشرة وهو طائرة الإيل 20 والثاني ثانوي بري وهو الاهداف البرية الثلاثة التي تم استهدافها في ساحل اللاذقية بصواريخ ال (GBU39 ) المنيعة على التشويش وذات البصمة الرادارية الضعيفة واللافت أن هذه صواريخ تستخدم لضرب أهداف سطح أرضية ولا يمكن استخدامها لضرب تحصينات تفوق المتر ونصف المتر وقد تعمدت الطائرات الصهيونية المغيرة العمل في نطاق مسؤولية صواريخ الدفاع الجوي الS200 وحلق التشكيل الجوي الصهيوني في نطاق قريب جداً من طائرة الإيل 20 وذلك من أجل الاستفادة من مميزات تكتيكية لل S200 التي تتعامل مع الهدف الجوي ذي البصمة الرادارية الأقوى في حالات الاكتظاظ أثناء الاشتباك .

وقد قال الخبير الروسي في مجال الدفاع الجوي، أيتيتش بيجيف، إن نظام تحديد العدو والصديق في طائرة “IL-20” التي أسقطت لم يعمل بسبب قرب المقاتلات “الإسرائيلية” .

وقال الخبير بيجيف لوسائل إعلام روسية: “عندما يقوم سلاح الجو “الإسرائيلي” بمناورات خطيرة بالقرب من “IL-20” فستعتبرها وسائل الدفاع الجوي (الموجودة في المنطقة حيث كانت توجد فيها طائرتنا) التي تحدد الأهداف عدوا، ومنتهكة للحدود ولها الحق في إطلاق النارعليها”.

وأشار بيجيف إلى أن بعض أنظمة الدفاع الجوي مصممة على النحو التالي: توجه الصواريخ بشكل تلقائي إلى الإشارة الأقوى. والسطح العاكس في “IL-20” أكبر بكثير من السطح في المقاتلات “الإسرائيلية” ، وبالتالي صاروخ “إسـ200″ تتبع الإشارة الأقوى واتجه نحوها”.

بدوره أكد نائب قائد فوج الصواريخ الروسية المضادة للطائرات في سوريا أن ” الإسرائيليين” استخدموا نظام “التمويه الجوي” فتجمعت قاذفاتهم حول “IL-20″ الضخمة على شكل “كومة”فحوّلوها ضحية لعمليتهم.
وقال :” أن الصاروخ S200 نفسه مرتب بحيث يتلقى رأسه القتالي الإشارة الأقوى الصادرة من الأهداف الموجه نحوها، وسطح طائرة “IL-20” أكبر بكثير من سطح المقاتلة “الإسرائيلية.”

وقال مقدم الدفاع الجوي، فيكتور خوستوف، المشارك في العمليات العسكرية في سوريا، لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا”: “لقد تسترت الطائرات “الإسرائيلية” المغيرة خلف طائرة الاستطلاع الروسية”IL-20″، فاندمجت علامات تعريف كل من طائرتي الاستطلاع “IL-20” وطائرات F-16 “الإسرائيلية” ” .

ولم يتمكن السوريون من ضربهم بواسطة صواريخ Sـ200 في تلك اللحظة، لأن نظام تعريف (الغريب STRANGER) المدمج في حواسيب أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، لم يسمح بذلك. فهذا النظام معد فقط لمنع إطلاق الصاروخ من تلقاء نفسه، ولكن عندما يتم إطلاقه بالفعل، لا يمكن إعادة توجيهه”.

وأضاف قائلا: “ومع ذلك، فإن الصاروخ نفسه مرتب بحيث يتلقى رأسه القتالي الإشارة الأقوى الصادرة من الأهداف الموجه نحوها، وسطح طائرة ILـ20 أكبر بكثير من سطح المقاتلة الإسرائيلية، بطبيعة الحال يعكس إشارة أقوى، فيلتقط الصاروخ هذه الإشارة ويعتبرها الهدف الأقوى، فيتوجه تلقائيا إليها من أجل تدمير الجسم الصادرة منه”..

“عندما قامت المقاتلات “الإسرائيلية” بتغيير مسارها، ظهرت على شاشة رادار Sـ200 هناك علامة طائرات (غريبة) ففتح الدفاع الجوي النار” .

وحول ما إذا كانت طائرة إيل 20 مزودة بنظام تحذير من هجوم صاروخي من الأرض أو من الجو؟

قال المقدم خوستوف: بالطبع ، هناك نظام تحذير من هجوم صاروخي على متن هذه الطائرة، لكن من الصعب أن نتخيل قيامها بمناورة سريعة للهروب من صاروخ يطاردها… لأنها آلة جوية ضخمة، حيث تبلغ مساحة الجناح الواحد 14 مترا مربعا، فهي ليست مقاتلة صغيرة يمكنها الالتواء والهرب بعيدا.

وردا على سؤال لماذا لم تقم طائرة إيل بمناورة واحدة مضادة للصواريخ، على الأقل؟

قال الضابط المتخصص في الدفاع الجوي: “على أي حال، إن مرتكبي هذه المأساة هم الإسرائيليون. هم الذي قاموا بالاستفزاز ويجب أن يتحملوا المسؤولية عن ذلك”.

وعن كيفية تحميل “الإسرائيليين” المسؤولية؟ قال المسؤول الروسي: “تصريحات وكلمات العزاء ببساطة، ستكون قليلة بالطبع وبالفعل. تساهلنا مع الاسرائيليين أطلق لهم العنان!”

“وعندما نسأل لماذا نسمح لهم باختراق المجال الجوي السيادي لسوريا؟ نجيب بطريقة ما إن دفاعاتنا الجوية لا تغطي سوى قواعدنا في حميميم وطرطوس ومجموعتنا البحرية في طرطوس، لكن بعد هذه المأساة، سيكون من المنطقي أن نعلن عن إغلاقنا سماء سوريا بوجه الضيوف غير المدعوين وسنقوم بالتعامل معهم كطائرات معادية في هذه الحالة، بطبيعة الحال، سنكون بحاجة لثلاثة أضعاف أنظمة الدفاع الجوي الموجودة بحوزتنا حاليا لإغلاق كامل الفضاء الجوي فوق سوريا”.

علامات تواطؤ جهات عسكرية في البحر المتوسط مع العدو
ختاماً يمكن تسجيل مجموعة من القرائن التي تؤكد أن الخطأ الجوي الصهيوني كان مقصوداً بل أن عدة جهات قد تكون ضالعة فيه وعلى رأسها الدول الغربية التي تمتلك أساطيل وسفن وطائرات تعمل في الحوض الشرقي للمتوسط
1ـ بما أن طائرة “IL-20” بطيئة ولا تتعدى سرعتها القصوى 600 كيلومتر في الساعة فإن قيام العدو بابلاغ القيادة الروسية بطبيعة المهمة في آخر دقيقة دليل على أن سلاح الجو الصهيوني خطط للاستفادة من وجود الطائرة الروسية للاحتماء بها أو للاستفادة من وجودها لتضليل رادارات ال أس 200.
2ـ تزامنت الغارة مع حملة تشويش وإعاقة الكترونية متعددة صهيونية أو أطلسية استخدمت فيها وسائط تشويش وإعاقة ذات قدرة فائقة وعلى المسارح السورية اللبنانية الفلسطينية
3ـ قامت طائرة حرب الكترونية بريطانية قبل ساعة من الغارة الصهيونية بالتحليق على ارتفاع منخفض قبالة الساحل السوري وهذه الطائرة مهمتها مسح الاشارات وقد تكون قد استخدمت في عملية اشغال وتشتيت المنظومات على الساحل السوري .
4ـ تواجد أكثر من 15 سفينة حربية غربية في مقابل المنطقة المستهدفة وأغلب هذه السفن مهمتها استطلاعية وتجسسية .

العهد

شام تايمز
شام تايمز