الجمعة , أبريل 11 2025
شام تايمز

Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

روسيا بين اسرائيل وسورية .. ديبلوماسية المبارزة وتبادل اهداء الجياد

شام تايمز

روسيا بين اسرائيل وسورية .. ديبلوماسية المبارزة وتبادل اهداء الجياد

شام تايمز

أولا
رسالة من تونس الى نارام .. عميل روسيا

شام تايمز

اسمح لي ان اختلف معك حول الدفاع المستميت عن روسيا وموقفها ن الغارات على بلدكم وانا قريت منذ فترة مقالا لـ ***** يتهمكم فيها انكم عملاء لروسيا تبررون مواقفها على حساب الشعب السوري.انا لا أوجه اتهام ولاكن اظن انك من مراكز القوى السورية المحسوبة علىالروس . بالله عليك كيف تدافع عن مواقف روسيا وهي تسمح لاسرائيل بضربكم ولاتسمح لتركيا بضربكم. اقرأ مايكتب في كل مكان عن العلاقات الحميمية بين روسيا واسرائيل وكفي تخدع الناس يااخي. الروس يحتلون بلدكم ولايسمحون لكم بالدفاع عن انفسكم ضد اسرائيل

الرد والجواب في المقال:

عندما يجتمع الشيء ونقيضه أو يلتقي الضدان والخطان المتوازيان في مكان واحد ونقطة تقاطع واحدة يحدث شرخ في المنطق .. ومن هذا الشرخ تتسلل الأساطير والأفكار الطفيلية وتعيش الحشرات في هذه الشقوق .. بل وتضع بيوضها لتفقس منها الشائعات والخرافات .. لاتوجد مسألة تشل العقل عن التفكير ومواجهة الغباء الا عندما يواجه المتناقضات المجتمعة .. وهذا مايجعل الرياضيات وعلم الجبر علما جذابا لأنه يتعامل مع متناقضات مجهولة يؤالف بينها وينظمها لتتحول الى حقيقة منطقية وتصبح قابلة للحياة بل وتعادل شيئا ما في الوجود في مدى المنطق الجبري والرياضي ..

وفي العلاقة السورية-الروسية والروسية-الاسرائيلية متناقضات تعمل كالشروخ في العقول التي تنظر الى هذه العلاقات المعقدة شديدة التناقض كما تنظر الى لغز من ألغاز الوجود التي لاحل لها .. ولكن الألغاز مثل الشروخ الغائرة في ظلامها بيئة مناسبة لتتسلل الطفيليات والانتهازيات والطحالب والفئران والأفاعي والخفافيش .. وكل مايتحرك في الظلام ..

قبل كل شيء انا لاأدافع عن روسيا بل ادافع عن سورية .. وكل من يدافع عن سورية سأدافع عنه سواء كان روسيا او الصين او سكان الكونغو .. وعندما تغير روسيا سياستها السورية سأغير موقفي دون حرج أو تلعثم .. والروس وقفوا معنا في لحظة صعبة جدا وسواء كان ذلك لمصلحة او لمبدأ أخلاقي فانني أقيس موقفهم بمدى تحقيق حريتي واستقلالي كمواطن .. ومدى حرية واستقلال بلدي .. وحتى هذه اللحظة الروس يتعاملون معنا بأخلاقيات الحلفاء والشركاء .. فنراعي مصالحهم ويراعون مصالحنا .. وليست علاقتنا بهم كعلاقة الخليج المحتل بأميريكا التي تسير كل شيء في الخليج وقف مايناسبها وليس وفق مصالح حكام الخليج او شعوبه .. فهذا آخر مايهم اميريكا .. ولعلنا سمعنا مؤخرا ما قاله السيد سالم زهران عن زيارة أمير الكويت الى اميريكا واستدعائه لخمس دقائق الى البيت الأبيض لتوقيع عقود بمليارات الدولارات رغما عنه وهو لايريدها وارغم على فسخ العقود مع الصين قبل اخلاء سبيله .. وهذا مايحدث مع كل حاكم خليجي دون استثناء في قطر والسعودية والامارات .. وقالها ترامب علنا انه يتعامل مع أبقار وسيحلبها بالقوة ..

وفي خلال الحرب على سورية تعرضت العلاقة الروسية السورية الى هجمات متواصلة في محاولة لتهز الجدران وتحدث هزة في جسد العلاقات السياسية .. فهناك من كان يبشر دوما بتغيير حتمي في الموقف الروسي الذي ينتظر صفقة دسمة ليبيع الفيتو في مجلس الأمن .. وهناك من كان يقول ان روسيا لها حد مسموح به لاتتجاوزه في الدعم الذي تقدمه .. فيما قال آخرون ان روسيا تتقاسم سورية مع الغرب بين (سورية المفيدة وسورية قليلة الفائدة) وتلعب معنا لعبة الابتزاز .. وعندما حطت أسراب السوخوي في حميميم بشكل مفاجئ بعد اسراب الفيتو الروسية صمت هؤلاء وأصابتهم الحيرة .. ولكن الشقوق المظلمة الباقية أتاحت للطفيليات والفئران ان تطل لتقول باختراع مصطلح جديد هو (الاحتلال الروسي لسورية) والسبب انه منع الاحتلال الناتوي لسورية ..

الا أن أحد اكبر الشقوق في المنطق التي لاتزال تؤوي الكثير من الطفيليات والتي تحولت الى مستعمرات للفطريات والطحالب والمخلوقات الانتهازية هو العلاقة الروسية الاسرائيلية .. فهذا الشق في المنطق عزيز جدا عليهم وهو أكبر الشقوق التي يأوي اليها هؤلاء من ضوء الشمس .. ومصدر من مصادر الثرثرة .. فالعلاقة الروسية الاسرائيلية هي مايقصم ظهر من يدافع عن موقف روسيا او علاقة سورية بروسيا .. وهناك نشرة يتداولها هؤلاء على الفور كما يتداول الاسلاميون ويلوكون نفس العبارات عن (بيع الجولان .. والرصاصة التي لم تطلق منذ 40 سنة .. والتشيع .. والثورة السورية السلمية والحرية وأظافر أطفال درعا .. ووو .. و بقية البدهيات الاخوانية التي تنتمي الى الطفيليات والأساطير) .. فالبدهيات الروسية التي يثرثر بها هؤلاء هي أن روسيا هي من اوائل الدول التي اعترفت بقيام اسرائيل .. وأن روسيا اليوم لاتختلف عن روسيا الأمس الشيوعية التي لم تعطنا سلاحا كاسرا للتوازن في أي زمن وحافظت على تفوق اسرائيلي علينا .. حتى اضطر السادات للتخلي عن الروس وطردهم وانضم الى معسكر اميريكا .. واليوم هاهي روسيا تترك طيران اسرائيل يسرح ويمرح قربها ونتعرض بسبب تفاهمها مع اسرائيل الى مايزيد على 200 غارة لايسمح لنا فيها بالرد .. لأن موسكو صديقة لنتنياهو .. ومصالحها مع اسرائيل أهم .. وهناك جالية روسية كبيرة في اسرائيل لايسمح لنا الروس بالحاق الاذى بها حتى وان تعرضنا للاذى منها ..

وانا مستعد لقبول كل هذا الكلام على انه حجج قوية ولكني في مقابل قبولي لهذه الادعاءات فانني اضعها مقابل أسئلة أخرى تجعلها متناقضة معها وتشق المنطق الذي تستند عليه .. واذا استطاع أحد الاجابة عليها وحل اللغز بشكل منطقي فانني مستعد لتغيير اتجاهي والسير معه في طريقه .. لأنني أستطيع رفض أي شيئ الا قوة المنطق والحجة ..

1- هل نتفق على ان اسرائيل هي مخلب غربي وخاصة أميريكي في الشرق؟؟ ليس هناك من يجادل أن اسرائيل هي مخلب اميريكي وعلاقتهما هي بالضبط علاقة المخلب باليد والاصبع .. لذلك فان محاولة اقتلاع المخلب ستهيج الجسم الذي سيثور ويقاتل دفاعا عن مخلبه .. وهذا مايحصل عندما تهاجم اي جهة اسرائيل .. لأن من سيعاقبها هي الغرب وخاصة اميريكا .. واذا اتفقنا ان اميريكا وروسيا تعد كلا منهما عدوا للاخر ويتربص به فان على روسيا ان تنظر الى مخلب اميريكا على انه جزء من اميريكا وسيعمل دوما لمصلحة أميريكا وليس لمصلحتها في اي مواجهة او صراع او نزاع .. ولكن روسيا (وفق منطق المخلوقات والطحالب التي تعيش في شقوق الاعلاقات والاسئلة السياسية) تعيش حالة حب واعجاب باسرائيل .. اذن هي تحب مخلب أميريكا وتعامله معاملة خاصة على أنه مختلف عن أميريكا .. فقط لأنها تتبادل 4 مليارات من الدولارات مع اسرائيل وتقبل بتبادل الزيارات والسفارات !! اذا شرح لي أي فيلسوف كيف يمكن ان تكون اسرائيل قطعة من لحم أميريكا العدو لروسيا علنا ولكن اسرائيل ايضا صديقة لروسيا وقطعة من لحمها ؟؟ نحتاج هنا الى ان نجد تفسيرا لهذا الادعاء .. هل الروس واهمون ومصابون بالشيزوفرينيا؟؟

2- ان في اسرائيل مليونا ونصف من اليهود الروس .. فهل هؤلاء سبب كاف لكي تصبح روسيا كلها رهينة بيدهم؟؟ أي 160 مليون روسي يمسك بهم مليون يهودي روسي يعيشون في اسرائيل .. اذا صح ذلك يمكننا اذا بنفس المنطق ان نقول ان هناك 3 ملايين تركي في ألمانيا ويجب على المانيا ان تكون سياستها تجاه تركيا رهينة بيد 3 ملايين تركي .. وهناك 5 ملايين مسلم في فرنسا تسير وفق اهوائهم السياسة الفرنسية ل 60 مليون فرنسي .. وهناك 7 ملايين مسلم وعربي في اميريكا وهؤلاء تراعي اميريكا مصالحهم قبل مصالح 300 مليون اميريكي .. بل اميريكا دوما يجب ان تحسب حساب المسلمين في سياستها من اجل مسلميها .. وعندما ضرب (المسلمون) نيويورك صمتت اميريكا كي لاتخسر تأييد ملايين المسلمين وشعوب المسلمين !! ولمن يضع كل موقف روسيا في يد اليهود الروس عليه ان يجيب عن سؤال هو ان كان هؤلاء الروس يؤيدون اسرائيل على روسيا أم روسيا على اسرائيل؟؟ وفق التحليل العبقري فان يهود اسرائيل الروس يجب ان يكون ولاؤهم لروسيا ايضا كي تعتبرهم روسيا مواطنين روسا يجب ان تأخذ في حسبانها مشاعرهم واهمال مشاعر 160 مليون روسي لاتعنيهم اسرائيل كما تعنيهم روسيا .. فاليهود الروس يعيشون في اسرائيل ويخدمون فيها الجيش والاقتصاد وفي كل الازمات الدبلومسية لم يظهروا ولاء لروسيا .. والروس معروفون بعصبيتهم الوطنية .. وأظن ان القيادات الروسية لن تحس بالحرج عندما تراعي مشاعر 160 مليون روسي أكثر من مراعاة جالية روسية لاتهمها مصالح وكرامة روسيا بقدر ماتهمها مصلحة اسرائيل .. مايشبه ذلك هو المواطنون السوريون الذين يؤمنون بتركيا كقائدة لهم .. ويقاتلون معها جيش بلدهم .. ويلجؤون اليها .. هل يمكن اعتبارهم سوريين ام أتراكا وفق السلوك السياسي لهم المعادي لدولتهم ومصالح الأكثرية من شعبهم؟؟ هم سوريون ولكن ولاءهم لتركيا وعاطفتهم لتركيا وهم يعملون على ان يعود العهد العثماني وعودة العنصر التركي ليحكم العنصر العربي .. ومن المنطقي ان تتخلى عنهم سورية لتركيا لأنه قرارهم وخيارهم .. ولن تمارس سياستها من اجل ان ترضي هؤلاء السوريين المتترّكين وهم في كامل الأوصاف العقلية لاتخاذ هذا الخيار .. وكذلك فان روسيا تراعي الى حد معين مشاعر هؤلاء ولكنها في حساباتها تحتاج الى مصالح ومشاعر 160 مليون روسي قبل مليون مهاجر منها الى اسرائيل ..

3- روسيا السوفييتية صوتت للاعتراف باسرائيل .. ولكن الصهيونية العالمية التي تدير اسرائيل وتدير مصالحها ساهمت في تهديم الاتحاد السوفييتي .. فلم تغفر اسرائيل لروسيا انها صوتت معها واعترفت بها .. فكيف لايزال الروس أسرى تلك اللحظة الودية مع اسرائيل لكن اسرائيل نسيت صوت روسيا بجانبها منذ ذلك اليوم؟؟ .. بل ان تهديد مصالح اسرائيل عبر تزويد العرب بالسلاح جعل الصهيونية تقلب ظهر المجن لروسيا ولم تمارس اي ضغط على ادارة ريغان لوقف تسليح المجاهدين الافغان الذين يحطمون امبراطورية الروس الذين حضروا لحظة الولادة عام 1948 .. بل ساهمت في تجنيد السعودية والعالم العربي للقتال ضد روسيا حتى أسقطت الاتحاد السوفييتي الذي صوت لها يوم ولادتها .. كما ان اسرائيل تلعب في اوكرانيا ضد روسيا .. واليهود الغربيون هم من يحرك الأزمات في اوكرانيا للضغط على روسيا .. ونشاط الموساد لاينكره أحد في أوسيتيا وأبخازيا ..

وهذا المنطق الذي لايغادر تلك اللحظة التي صوتت فيها روسيا السوفييتية على اعترافها باسرائيل رغم كل مافعلته لاحقا من مساندة للعرب يشبه منطق الاسلاميين الذين ينبشون الركام من عمق 3000 سنة ويقولون ان ايران لايمكن ان تعادي اسرائيل لأن الفرس تاريخيا منذ 3000 سنة لايزالون أسرى لحظة واحدة في عهد الملك كوروش الفارسي الذي حرر اليهود بعد السبي البابلي وسمح لهم بالعودة الى كنعان .. وبالتالي فان الحدث الأول وأول علاقة بين الفرس واليهود في عهد كوروش ستبقى تؤثر في العلاقة الايرانية الاسرائيلية الى يوم الدين ومهما بلغ العداء بين ايران واسرائيل فان القلوب متقاربة وكل الايرانيين هم ابناء كوروش وليسوا أبناء الحسين !! .. ولذلك فان على العرب (وهم الأولى بالحسين العربي) ان يعاملوا ايران كحليف اليهود القديم والابدي كما لو ان اية الله خامنئي هو كوروش فارسي معمم ليس بينه وبين اليهود اي عداء !! .. وهذه نظرة في شدة البؤس وتأكل من لحم التاريخ المدفون والمحنط كالمومياء ولم يعد صالحا للأكل حتى الضواري الجائعة تعف عنه .. لأن هذا يعني ان الامريكان يجب الا ينسوا ان الفرنسيين هم من ساعدهم على الاستقلال عن بريطانيا وأهدوهم تمثال الحرية الشهير .. ولكن الحال هو ان بريطانيا واميريكا تسيران حليفين في وجه مشاريع فرنسا في العالم وفي اوروبة التي تفككها اميريكا وبريطانيا اليوم ضد مصالح فرنسا ..

اعتراف روسيا باسرائيل كان في لحظة تاريخية مختلفة كثيرا وظروف تاريخية لاتشبه مابعدها .. وكانت روسيا يومها متخوفة من اعطاء جزيرة القرم كوطن قومي لليهود بدل فلسطين لأنها كانت احدى الخيارات المطروحة على اليهود فقررت التصويت لقيام اسرائيل في فلسطين من هذا الباب الذي يغلق اقتراح القرم كوطن لليهود .. بل ان اسرائيل لم تبد اي احتجاج على ضم بوتين للقرم في ايماءة للروس ان القرم لم تعد تعني المسألة اليهودية ..

4- اذا كانت روسيا حليفة أو صديقة لاسرائيل .. فلماذا تصر على ان تمنع اسقاط عدو اسرائيل وهو سورية ..؟؟ هذا سؤال حيوي وجوهري ولايحتاج عقلا جبارا ليطرحه .. فكيف يستوي في المنطق أن صديق عدوي هو صديقي؟؟ .. روسيا حمت سورية شئنا أم أبينا .. سياسيا وعسكريا من طوفان الناتو .. ولو كانت روسيا تفكر في مصلحة اسرائيل ومليون نصف روسي تهددهم سورية كاسرائيليين لما منعت اسرائيل من أن تحطم سورية عدو اسرائيل الأول والأخير في الربيع العربي عبر الناتو العربي والناتو الغربي .. فكيف تنظر اسرائيل الى ايران على انها عدو مر لأنها تمنع اسقاط سورية وحزب الله أما روسيا التي تمنع اسقاط سورية وحزب الله فهي صديق لاسرائيل؟؟ .. وكيف ستغفر اسرائيل لروسيا انها منعت سقوط سورية آخر مابقي من الزمن العربي المناهض لها .. لان هذا الموقف الروسي قد يتسبب في هلاك اسرائيل اذا ماتغيرت معادلات الحرب يوما ما طالما بقيت سورية كجذر للرفض العربي ينهض وينمو ويكبر ..

طيب .. نحن أعداء اسرائيل .. ولكن عداوتنا لها لم تنقص لأننا لم نطلق رصاصة واحدة عليها من الجولان منذ عام 73 .. ولكننا أطلقنا النار عليها في كل مكان .. عندما دخلت لبنان حاربناها وعندما بقيت في لبنان حاربناها .. وعندما خرجت من لبنان حاربناها .. فهل يعني هدوء الجولان اننا واياها أصدقاء؟؟ وكذلك روسيا لاتناصب اسرائيل العداء ولكنها تدعم كل القوى التي تعادي اسرائيل ويموت الاسرائيليون بسلاح روسيا منذ عام 1973 ..وهي تساند ايران وسورية وحزب الله .. وحزب الله استعمل سلاح روسيا (الكورنيت) في تدمير دبابة اسرائيل الميركافا فخر الصناعات العسكرية وقام باذلال جيش اسرائيل .. فهل يعني استقبال روسيا لنتنياهو انها تفضله علينا كحليف وان اسرائيل تحب من يعطي سكاكينه ليقتل الاسرائيليين؟؟ لماذا نريد من الحليف أن يكون نسخة طبق الاصل عنا .. وكأن تحرير فلسطين يجب ان يكون على جدول أعمال الدوما الروسي وفي الحملات الانتخابية لبوتين؟؟ لأن علينا ان نتذكر ان هناك في روسيا قوى ستتذمر من القيادة الروسية ان ظهر ان روسيا تبالغ في الاشتباك مع الغرب من أجل حلفائها .. وهناك في الاعلام الغربي من يحرض على ذلك كلما تعرض الجنود والمواطنون الروس للاذى الذي يعزى الى انه ثمن يدفعه الناس من أجل حلفاء روسيا .. كما يفعل الطابور الخامس الايراني الذي يعزو مشاكل ايران الاقتصادية الى انها بسبب انفاقها السخي على الفلسطينيين (حماس) واللبنانيين (حزب الله) .. ويصدقه بعض الايرانيين بسذاجة ..

الاجابات على كل الاسئلة تحتاج الدخول الى الغرف المغلقة التي تضم الأسد وبوتين فقط .. لكن علينا ان نعلم ان اي دولة في العالم تتحرك بما يخدمها ولايؤذيها مباشرة .. والروس يبدو لي انهم عندما سمحوا بمرور قرارات دولية ببناء تحالف لتدمير داعش في سورية كانوا اخذوا مقابلها ايضا الا يعترض الامريكيون على طريقة خيار روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة والتي تبين ان روسيا كانت تضع في حسبانها انها قد تأتي بنفسها ولاتستطيع اميريكا الاعتراض لأنها استقرت في الشرق السوري قبل روسيا وباتفاق معها وبذلك وقعت اميريكا في فخ قبول الوجود العسكري الروسي على حدود تركيا الناتوية مقابل قبول روسيا لهم في الشرق .. فاستقر الاميريكيون في الشرق السوري لحماية مشروع داعش ولكنهم خسروا داعش التي دمرتها روسيا وفق هذا التفاهم .. وأما تفاهم روسيا مع اسرائيل فهو ليس مع الاسرائيليين بل مع الاميريكيين .. لأن الروس يعرفون ان اسرائيل هي مخلب اميريكا .. وأزعم أن مطلب اميريكا مقابل عدم التدخل في سلوك روسيا ضد الارهاب في سورية هو أن تكون روسيا على الحياد في اي احتكاك سوري اسرائيلي .. والاميريكون كانوا يظنون ان روسيا ستغرق في الوحل السوري وان تدخل اسرائيل ودعم المسلحين بالسلاح والاستطلاع والمعلومات سيعرقل تحرير الاراضي السورية .. والروس قبلوا هذه المعادلة لأن برنامجهم هو تدمير جيش اميريكا الاسلامي واعادة استقلال سورية وبعدها لكل حادث حديث .. وهم التزموا هذا الاتفاق .. ويبدو أن من يريد تخريب الاتفاق هو الاميريكيون الذين اوعزوا للاسرائيليين بضرب هدف روسي .. وهذا مايمكن ان يقال عنه صفقة روسية أميريكية لتحقيق أشيا ء مقابل اشياء .. وهو يتغير وفق سلوك اسرائيل الذي يكسر التفاهمات الاميريكية مع الروس .. كما حدث اليوم مع اعلان وجود صواريخ اس 300 التي كانت موجودة غالبا بدليل انها ستسلم في اسبوعين وهذه مدة قصيرة ربما تدل الان على ان الصواريخ موجودة ولكن تفعيلها ونشرها سيستغرق اسبوعين ..

أعرف ان السياسة تمشي وفق المصالح .. ومصلحة روسيا تتقاطع مع مصلحتنا وهي في ان لاتسمح لاسرائيل أن تستولي على الشرق الاوسط مع الغرب .. لأن اسرائيل في النهاية مخلب في وجه روسيا مثلها مثل السعودية ومستعمرات الخليج .. ومثل كل التنظيمات الاسلامية الارهابية التي تعمل باشراف السي آي ايه .. وروسيا اقتلعت مخلبا في يد الغرب اسمه الارهاب الاسلامي .. وهي لن تمانع في تحجيم المخلب الاسرائيلي او اقتلاعه في يوم من الأيام ..

هناك أمر في العلاقات الدولية يجعل الناس لاتفهم استقبال نتنياهو في موسكو كالضيف الحميم .. هذا يشبه ديبلوماسية صلاح الدين وريتشارد قلب الأسد .. فهما عدوان يتحاربان ويدميان بعضهما في معراك طاحنة .. ولكن عندما سقط ريتشارد عن جواده الذي أصيب في احدى الجولات أرسل له صلاح الدين جوادا من أفضل جياده كايماءة من ايماءات الفرسان .. وعندما أصابت الحمى ريتشارد أرسل له من جلب له الثلج من قمة الجبل لتبرد حرارته .. رغم أن ريتشارد في نظر صلاح الدين عدو مرير وأقدم على اعدام آلاف الاسرى العرب عندما أعاد احتلال عكا .. ولم يلم أحد صلاح الدين على الديبلوماسية الغريبة تجاه ريتشارد الذي تراجع لديه حس العداء .. ولذلك فانه بعد تحرير القدس بدأت عملية تجنيد الحملة الصليبية في أوروبة رغم انها قامت بقرار بابوي فرض على الناس ضريبة (العشر) والتي عرفت باسم ضريبة صلاح الدين .. الا نها لم ترتق لتصنع حملة فعالة لأن أحد أسباب تعثرها هو وجود مزاج عام في الغرب ان صلاح الدين عدو شرير ولكنه ليس بذلك المسلم السيء ..بل ينظر اليه كرجل له أخلاق الفرسان .. ومابين بوتين ونتنياهو ديبلوماسية اهداء الجياد .. ولكن السيوف لاتود بعضها ولاتقبّل بعضها .. فصواريخ روسيا في سوريا ليست موجودة منذ عام 1973 لاسقاط طائرات الدرون والدمى التابعة للمسلحين ولا لقتل المتظاهرين السلميين .. بل لاسقاط سيف نتنياهو الجوي في لحظة حاسمة .. نتنياهوالذي كان بوتين يهديه الجياد ويكرمه في موسكو ..

في النهاية لاأضرب مثلا قديما اسلاميا لتحميل الامر مالايحمله لكن لتقريب الصورة لمن لازال يرى السياسة جامدة وهي اما ابيض أو اسود .. فقبل فتح مكة لم ينطق عم النبي أبو طالب بالشهادتين كما قيل .. ولكن هل يستطيع احد ان ينكر دوره في حماية النبي ودعوته الى آخر يوم في حياته .. حتى أن النبي سمى العام الذي توفي فيه ابو طالب بعام الحزن؟؟ وبالمقابل في فتح مكة .. كرّم النبي ألد عدو لديه وهو أبو سفيان الذي نطق متأخرا جدا بالشهادتين وقبل اسلامه وبل ومنحه فخرا بأنه أعلن بيته مساويا للكعبة في الأمان لمن يلجأ اليه فيما كان بعض المسلمين ومنهم عمر بن الخطاب يطالب بضرب عنق ابي سفيان رأس الشرك .. فهل هذا يجعل ابا سفيان احسن المسلمين وأحسن من أبي طالب لأن احدهما لم يسلم ولكنه سلك سلوك المدافع عن الاسلام فيما الاخر نطق بالشهادتين بعد ان سلك سلوك عدو الاسلام الأول عشرين عاما قبل أن يسلم لأنه لم يعد لديه خيار آخر؟؟

مختار الوطاس

شام تايمز
شام تايمز