منبوذة في روما وليست جميلة! 6 معلومات قد لا تعرفها عن كليوباترا
تُعد كليوباترا واحدةً من أشهر النساء على مر التاريخ؛ اشتهرت بجمالها وذكائها المزعوم، ناهيك عن علاقتها العاطفية بـ«يوليوس قيصر»، و«مارك أنطوني» (أو ماركوس أنطونيوس). ولِيَت كليوباترا ملكةً على عرش مصر بعد وفاة والدها بطليموس الثاني عشر سنة 51 قبل الميلاد، تُصور كليوباترا عادةً في أفلام هوليوود بأنها تلك الفتاة اللعوب ساحرة الجمال. فما مقدار معرفتك بكليوباترا؟ وهل كانت فاتنة الجمال بالفعل؟ وكيف أصبحت ملكة مصر؟
تقول «ماري هامر» صاحبة كتاب (Signs of Cleopatra: Reading an Icon Historically) الذي يتناول سيرة كليوباترا باعتبارها أيقونة تاريخية، إن أغلب ما نعتقد أننا نعرفه عن كليوباترا، ما هو إلا صدى الدعاية الرومانية، ومن خلال مقالها المنشور على موقع «هيستوري إكسترا»، تكشف لنا «هامر» عن ست حقائق لا يعرفها إلا قلة قليلة عن الملكة المصرية.
تقول الكاتبة إن كليوباترا بصفتها امرأة تحكم دولة غنية جدًا، كانت استقلاليتها لعنة على روما، لا سيما أنها «أغوت» اثنين من كبار قادتها هما «يوليوس قيصر»، و«مارك أنطوني»، ثم انضمت إلى أنطوني في الحرب ضد روما.
تُذكر كليوباترا خارج القارة الأوروبية، أو بعبارة أخرى في أفريقيا والعالم الإسلامي بشكل مختلف تمامًا؛ إذ يشير الكتاب العرب إليها بوصفها عالمة، وبعد وفاتها بـحوالي 400 عام، قُدِّس تمثال كليوباترا الموجود في معبد فيلة؛ المركز الديني الذي اجتذب الحُجاج من المناطق الجنوبية خارج الحدود المصرية، لكن هناك المزيد عنها ربما لم تسمع عنه من قبل.
1- تحالفت مع يوليوس قيصر لمساعدتها في اعتلاء عرش مصر
تقول الكاتبة إن كليوباترا دعته حينها لينضم إليها في رحلة نيلية، وعندما وضعت طفلًا في وقت لاحق، أسمته «قيصرون»؛ أي القيصر الصغير.
وحسب قولها أثار ذلك فضيحة كبيرة في روما، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن مصر وحضارتها المحبة للمتعة، كانت مُزدراة بسبب انحلالها وانهيارها، ولكن ما تسبب في عظم الفضيحة أن القيصر لم يكن له أبناء، على الرغم من أنه كان متزوجًا من «كالبورنيا»، وكانت له زوجتان قبلها، كان «يوليوس قيصر» قد جعل من نفسه للتو أقوى رجل في روما، اعتادت النخبة الرومانية تقاسم السلطة، إلا أن قيصر أراد أن يتفوق عليهم، ويكون ملكًا للجميع، فكان احتمال أن يكبر قيصرون المصري، ويطالب بحقه في حكم روما وريثًا لعرش القيصر أمرًا لا يمكن تصوره بحال من الأحوال.
2- ادعاءات جمال كليوباترا الفاتن لا تتخطى كونها أوهامًا
تستشهد الكاتبة بما قاله «بلوتارخُس»، الفيلسوف والمؤرخ اليوناني الذي كتب السيرة الذاتية لمارك أنطوني، بأنها لم تكن ذات جمال صارخ، لكن طريقتها في النقاش وذكاءها كانا مميزين وآسرين.
وتوضح الكاتبة قائلة إن كليوباترا كانت تتحكم بعناية في الطريقة التي كانت تظهر بها، وكانت تختلف هذه الطلة حسب الضرورة السياسية؛ على سبيل المثال، في المناسبات الاحتفالية كانت ترتدي الملابس لتبدو مثل الإلهة إيزيس؛ إذ كان شائعًا بين ملوك مصر إقران أنفسهم بآلهة راسخة في مصر القديمة. بينما في صورتها المسكوكة على العملات في عهدها، اختارت أن تظهر خط الفك في وجهها الذي ورثته عن والدها، لتأكيد حقها في وراثة الحكم عنه.
وتضيف أن تماثيلها لا تقدم لنا أدلة كافية على شكلها أو حسنها، فعادة الأسلوب الكلاسيكي هو ما تظهر به تماثيل رأسها، التي يبلغ عددها اثنين أو ثلاثة على الأكثر، وكذلك الحال في التماثيل الكاملة التي نحتت لها بالأسلوب المصري القديم، ليست كافية للتدليل على جمال شكلها، فضلًا عن أن التماثيل الكاملة تظهرها بشكل مختلفٍ تمامًا.
3- كانت تعيش في روما عشيقةً ليوليوس قيصر وقت اغتياله
تذكر الكاتبة أن اغتيال القيصر عام 44 قبل الميلاد أثناء تواجدها في روما شكل خطرًا كبيرًا عليها، وبالتالي غادرت روما على الفور؛ إذ كانت تعيش وابنها «قيصرون» في قصر مُخصص لها على الضفة الأخرى من نهر التيبر بعيدًا عن منزل القيصر، ويبدو أنها لم تقم هناك إقامة دائمة، إذ كانت تعود إلى زيارة مصر مرارًا وتكرارًا.
وتشير الكاتبة إلى أن كون كليوباترا مبغوضة في المدينة التي تخلصت من ملكها لم يكن أمرًا مستغربًا على الإطلاق، لا سيما أنها أصرت على أن تُلقب بـ«الملكة»؛ لم يكن من الممكن أن يساعد وضعها آنذاك في تكريمها، خاصةً بعد أن وضع القيصر تمثالًا لها مغطى بالذهب في معبد فينوس؛ الإلهة التي تجلب الحياة، والتي تحظى بقدسية كبيرة في عائلتة.
4- كانت أمًا بالإضافة إلى كونها ملكة مصر
كان ابنها الأكبر «قيصرون» حاضرًا إلى جانبها في المنحوتات التي نُقشت على جدران معبد دندرة، باعتباره شريكًا لها في الحكم، لكن بعد موتها، استدرج الإمبراطور الروماني «أغسطس» قيصرون، وأغراه بوعود السلطة، لكن لم تكن له نية سوى قتله، يذكر أن «قيصرون» كان يبلغ من العمر حينها 16 أو 17 عامًا، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أنه كان يبلغ 14 عامًا فقط.
وكان «مارك أنطوني» والد أطفال كليوباترا الآخرين: «بطليموس فيلادلفوس»، والتوأمين «كليوباترا سيليني»، و«الإسكندر هيليوس». كان التوأمان يبلغان من العمر 10 سنوات عند وفاة والدتهما، بينما كان «بطليموس» يبلغ من العمر ست سنوات، ونُقل الأطفال إلى روما، وتلقوا معاملةً جيدة في بيت «أوكتافيا» -أرملة مارك أنطوني- حيث تلقوا تعليمهم.
تقول الكاتبة إن «كليوباترا سيليني» تزوجت من «جوبا» -ملك صغير- لدى بلوغها سن الزواج، وذهبت برفقته لحكم موريتانيا. أنجبت بعد ذلك صبيًا، سُمي «بطليموس» أيضًا، جدير بالذكر أنه حفيد كليوباترا الوحيد المعروف، إلا أنه قُتل في سن الرشد بأمر ابن عمه «كاليغولا»، وبذلك، لم يبق أي من نسل كليوباترا ليرث عرش مصر.
5- سمي الشهر الثامن من العام باسم «أغسطس» احتفالًا بذكرى هزيمة كليوباترا وموتها
حسب ما ذكرته الكاتبة في مقالها، فإن الإمبراطور «أغسطس» أسس حكمه بدايةً بهزيمة كليوباترا، وعندما أُتيحت له فرصة تسمية شهر من شهور السنة باسمه تكريمًا له، لم يختر شهر سبتمبر (أيلول)، وهو الشهر الذي وُلد فيه، بل اختار الشهر الثامن، وهو الشهر الذي ماتت فيه كليوباترا، ليجعله تذكارًا سنويًّا بهزيمته لها.
تشير الكاتبة إلى أن «أغسطس» كان يود لو يقتاد كليوباترا أسيرة إلى روما، مستعرضًا إياها في عرض عسكري؛ احتفالًا بانتصاره -في معركة أكتيوم البحرية الحاسمة- كما اعتاد القادة الرومانيون اقتياد أسراهم؛ لكنها قتلت نفسها لمنع حدوث ذلك.
وتؤكد الكاتبة أن كليوباترا لم تمت في سبيل الحب، وكذلك «مارك أنطوني»، الذي قتل نفسه لأنه لم يجد مكانًا مشرفًا له في العالم، فقد فضلت كليوباترا الموت على المعاناة والعنف التي كانت ستلاقيه في الاستعراض في أرجاء روما، ناهيك عن الخزي والبؤس الذي كان سيلحق بها، إلا أن «أغسطس» اضطر لرسم صورة لها تصورها محمولة للاستعراض في الطرقات بدلًا من ذلك.
6- كان اسمها يونانيًّا.. لكن ذلك لم يعنِ أنها كانت يونانية
تذكر الكاتبة أن عائلة كليوباترا تنحدر من نسل القائد المقدوني «بطليموس»، إذ كانت مصر جزءًا من حصته في الحكم بعد وفاة الإسكندر المقدوني، ومرت قرابة 250 سنة حتى ولادة كليوباترا، أي اثنا عشر جيلًا مليئًا بالعلاقات العاطفية، واللقاءات الغرامية
وتختتم الكاتبة مؤكدة أننا نعلم بالفعل في الوقت الراهن أن واحدًا من كل 10 أطفال على الأقل لم ينسبوا إلى آبائهم البيولوجيين، أو كما يُقال «الطفل للأم يقينًا، أما الأب، محل شك». مضيفة أن التركيبة السكانية لمصر منذ القدم تكونت من اختلاط أعراق مختلفة، وبطبيعة الحال كان من بين هذه العرقيات، العنصر الأفريقي، باعتبار أن مصر جزء من القارة الأفريقية، وبالتالي، فمن المستبعد ألا يكون قد اختلط دمها اليوناني بأعراق أخرى طوال الفترة التي سبقت ولادتها؛ وبما أن هوية جدتها غير معلومة، فمن السذاجة أن نعتقد أننا على يقين من هويتها العرقية.
ساسة بوست