تركيا تبني ثلاثة قواعد عسكرية علـى جبل الأقرع والقوات السورية تقيّم التطورات عـن قرب
مراد ســـعيد – اللاذقية
يمكن للسوريين المقيمين في بلدة “كسب” الحدودية مشاهدة أعمال الحفر والإنشاء التي تقوم بها المجنزرات العسكرية العائدة للجيش التركي والتي بدأت منذ عدة أشهر عمليات جرف لجبل الأقرع المرتفع ضمن أراضيها وتحديداً القسم الغربي منه المطل على البلدة.
وعلم مراسل “سبوتنيك” من مصادر خاصة أن أعمال الحفر الجارية تتضمن إنشاء ثلاثة قواعد عسكرية جديدة متنوعة الغايات , إحداها مخصصة لمراقبة الجدار العازل الطويل وقد دعمتها تركيا بمنظومات ضبط حديثة ,فيما تحيط بالموقعين العسكريين المتبقيين واللذين مازالا قيد الإنشاء سرية تامة كشفت عنها التحصينات وإنتشار بعض الرادارات الكبيرة التي وضعت في المحيط ريثما تنتهي أعمال البناء كل هذا إلى جانب استكمال بناء الجدار العازل و الذي من المتوقع أن يصل حتى رأس “الأقرع” المشترك بين الدولتين.
وكشفت المصادر عن نشاط غير معلن و تواصل محدود يجري من قبل الجانب التركي ويقوم على تقديم ضمانات وتطمينات للجانب السوري, حيث تقدم “أنقرة” تفسيرات دائمة حول نشاطاتها الحدودية و أكثرها وضوحاً كانت تطمينات والي منطقة “يلضا” الذي أحاط من خلال المراسلات جهات سورية محدودة التأثير بكافة التفاصيل المتعلقة بالعمل على إنشاء الجدار العازل والجهة المنفذة له, كما حدد بدقة مساره والهدف منه.
تعزيز التواجد العسكري للقوات التركية الذي كان يفهمه المدنيون قبل العسكريون بحسن النية في الماضي بات مختلفاً اليوم رغم التحسن الطفيف في المناخ العام , دمشق التي تميزت بعلاقتها الجيدة مع الجوار لم تنظر للتطورات بعين الرضا ولم يصدر منها أي أمر بالتراجع عن الحدود , فالدلائل على عدم وثوق القيادة السورية بالنوايا التركية بدت واضحة عند نقطة “الصخرة” التي تشهد تكثيف للتواجد العسكري يلازم فيها الجيش السوري الحدود التركية وفي بعض المواقع تفصله أمتار قليلة عن الجندرما.
ورغم تحريك الحليف الروسي للمياه الراكدة منذ سنوات بين أنقرة ودمشق إلا أن التواجد العسكري الكثيف للجانبين على الحدود لن يتغير وإن الأخذ بالمعاهدات السابقة بات من الماضي وخاصة بعد الخداع السياسي والعسكري التركي في العام 2014 والذي حول الممرات الحدودية ذات البعد الأخوي لنقاط زحف بشري لمقاتلي “النصرة” التركستانيين والاوزبك الراغبين في القتال .