الإثنين , نوفمبر 25 2024

Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73

الولايات المتحدة تَزِنُ خطواتها القادمة بينما تدخل الحرب السورية مرحلة الذروة

الولايات المتحدة تَزِنُ خطواتها القادمة بينما تدخل الحرب السورية مرحلة الذروة

ترجمة محمود حرح

الكاتب: إدوارد وونغ – غاردنر هاريس – توماس غيبونز-نيف (Edward Wong, Gardiner Harris Thomas Gibbons-Neff)

الناشر: ذا دوران (The Duran)
تاريخ النشر: 21 أيلول/سبتمبر
مع دخول الحرب السورية المستمرة منذ سبع سنوات مرحلة الذروة، تحاول إدارة ترامب معالجة الديناميكيات السياسية المستجدة. فقد استعاد الرئيس بشار الأسد سيطرته على معظم الأراضي السورية، وقال الخبراء إنه تقريباً لا يوجد أي فرصة للجماعات “المتمردة” للإطاحة به أو تغيير مسار الحرب.
لكن اقترحت روسيا وتركيا هذا الأسبوع تشكيل منطقة منزوعة السلاح لوقف هجوم عسكري على محافظة إدلب، وهي آخر جيوب “المتمردين” الرئيسة في سورية. حتى أن تأخير هذا الهيجان سيمنح الولايات المتحدة بعض الوقت ليساعدها في وضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع سورية إذا ما استعادت الدولة السيطرة عليها بشكل نهائي.
في اجتماع الأسبوع المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة، من المتوقع أن يناقش رؤساء الدول وكبار الدبلوماسيين كيفية “حماية” سكان إدلب* وإنهاء الحرب في نهاية المطاف. ومن المقرر أن يتحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عارض الرئيس الأسد ونشر القوات التركية في إدلب، في المنتدى السنوي يوم الثلاثاء، كما سيتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني فيه أيضاً، وهو أحد أكثر الحلفاء المخلصين للحكومة السورية.
سيتحدث الرئيس ترامب أيضاً أمام الهيئة الدولية في ذلك اليوم. وكان قد هدد مراراً بسحب القوات الأمريكية من سورية، التي تقاتل تنظيم “داعش” في شرق البلاد. لكن في نيسان/أبريل، أمر ترامب للمرة الثانية بشن غارات جوية لـ “معاقبة” الأسد على استخدامه “الأسلحة” الكيماوية. تتشبث إدارة ترامب أيضاً بعملية السلام المتعثرة بمعظمها والتي بدأت في عهد الرئيس باراك أوباما.
وكتب باحثو السياسة الخارجية هذا الشهر في تحليل لمؤسسة بروكينغز: “لقد تغير الواقع على الأرض في سورية بشكل جذري، ويجب أن تتحول استراتيجية الولايات المتحدة تجاه سورية نتيجة لذلك التغير”.
هناك القليل من الإجابات السهلة بالنسبة للولايات المتحدة كونها تفكر ملياً بكيفية تشكيل نهاية ممكنة للحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين على الأقل، وأدّت إلى نزوح الملايين، ومزقت البلاد إلى مناطق سيطرة متنافسة.
تقدم مؤسسة بروكنغز النصائح إلى الولايات المتحدة في مقالتها تحول 10 درجات في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه سورية.
لا تسمح المراكز الفكرية التابعة للمحافظين الجدد في واشنطن الاعتراف بأن سورية هي أمة ذات سيادة ولها الحق في تقرير المصير، وتصر بدلاً من ذلك على تقديم النصح لرئيس الولايات المتحدة ترامب لتعزيز خطة تغيير النظام “على المدى الطويل”، بحيث تبقي “الحكومة السورية” في حالة ضعف وعدم توازن، بينما تعزز المناطق التي يسيطر عليها “المتمردين المعتدلين” التابعين لـ “القاعدة”، بالتعاون مع تركيا.
والقوات الأمريكية في سورية … تنصح ترامب بأن يبقيها حيث هي، وهي تحتل سورية بشكل غير قانوني.
هل ستحافظ الولايات المتحدة على وجود عسكري لها في سورية؟
نعم، على الأقل في المستقبل المنظور. خلال هذا الشهر، أرسل الجيش الأمريكي 100 جندي من عناصر مشاة البحرية إلى التنف، وهي نقطة صغيرة في شرق سورية قرب الحدود العراقية. وكان الهدف من نشر القوات الصغيرة هو التلميح للحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين بأن الجيش الأمريكي يرسخ توضعه.
تقع التنف على بعد أكثر من 200 ميلاً من إدلب. لكن الجيش الروسي حذّر وزارة الدفاع الأمريكية مرتين هذا الشهر –في الأول من أيلول/سبتمبر، ومرة ​​أخرى في السادس من أيلول/سبتمبر– بأنه سيهاجم من يقول إنهم مسلحو تنظيم “داعش” على امتداد منطقة صحراوية بالقرب من النقطة الصغيرة حيث قامت قوات العمليات الخاصة الأمريكية بتدريب ميليشيات محلية.
في مرحلة ما، سيكون على الأسد بلا شك أن يتعامل مع الوجود الأمريكي في شمال شرق سورية، حيث قامت القوات الأمريكية ببناء مجموعة من القواعد والمطارات.
في أوائل أيلول/سبتمبر، قال مبعوث وزارة الخارجية، جيمس إف. جيفري، للصحافيين في واشنطن إن «السياسة الجديدة هي أننا لن ننسحب بحلول نهاية العام». وقال إنه “واثق” من أن ترامب كان “على دراية” بانخراط الجيش الأمريكي بدور أكثر فعالية في سورية.
فيما يلي عناصر “التحول” الرئيسة كما اقترحها “علماء السياسة الخارجية” في العاصمة ونُشرت على موقع بروكنغز:
·إدراك ما هو واضح بشكل متزايد: أن الرئيس بشار الأسد لن يتم تغييره أو استبداله من خلال عملية السلام الحالية في جنيف. بدلاً من ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تعمل مع مرور الوقت على حث أصدقائه وحلفائه على إقناعه بالتنحي لصالح خليفة له يختاره هو. ينبغي على المجموعات السورية الأخرى والمجتمع الدولي أن يكون لهما رأي في تشكيل عناصر إضافية لحكومة سورية جديدة، كشرط مسبق لتوفير مساعدات مهمة إلى الحكومة المركزية وعبرها من أجل إعادة البناء.
·التهديد، وإذا لزم الأمر، بالقيام بضربات جوية انتقامية محدودة ضد الأصول الجوية السورية، انتقاماً من أي “قصف مستقبلي بالبراميل” يقوم به “النظام”، خاصة حول إدلب. يجب على واشنطن أن تتبنى استراتيجية مشابهة تجاه إيران إذا حاول وكلاؤها شن هجمات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها.
·تقديم مساعدات إنسانية ومساعدات لإعادة إعمار فورية إلى تلك الأجزاء السورية التي لا تخضع لسيطرة الحكومة، مع بقاء القوات الأمريكية بعددها وموقعها الحاليين تقريباً للإشراف على العملية والمساعدة في تدريب قوات الأمن المحلية المؤقتة (لتصبح قوات شرطة أكثر من كونها قوى معارضة عازمة على الإطاحة بالأسد). يجب تقديم المساعدات على المستوى المحلي أكثر منه على المستوى الإقليمي، وذلك بشكل جزئي لتثبيط تشكيل منطقة كردية واحدة قوية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم المخاوف التركية من الانفصال.
·العمل مع تركيا لإضعاف العناصر المتطرفة في إدلب والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك العمل العسكري المحدود إذا دعت الحاجة لذلك، واستمرار العمل العسكري الأمريكي ضد الجيوب المتبقية لعناصر “داعش” في شرق البلاد حتى تكتمل هزيمته في ساحة المعركة.

* من يدعي الكاتب أنهم سكان إدلب، هم تجمع من المسلحين الأجانب والسوريين الذين رفضوا التسوية مع الدولة. بينما معظم سكان إدلب غادروها منذ توتر الأحداث.

مركز دمشق للابحاث والدراسات (مداد )