ياسر العظمة.. خلاف غامض مع دريد لحام أسّس لـ”مرايا”
هو ليس ممثلاً عادياً، هو ربما الأب الروحي للكثير من النجوم السوريين الذين ساهم بشكل كبير في إظهار نجوميتهم، وخطوا خطواتهم الأولى في عالم التمثيل في مدرسته الشهيرة “مرايا”.
ياسر العظمة ، ابن عائلة العظمة الدمشقية الشهيرة في العالم العربي، من مواليد دمشق 16 مايو/أيار في العام 1942، درس وتعلم في المدارس الدمشقية الى أن تخرج من الجامعة حاملاً شهادة الحقوق، بعكس ما يتصور البعض أن العظمة خريج معهد الفنون.
بدايات ياسر العظمة.. قبل مرايا
أبدى ياسر العظمة شغفاً كثيراً في التمثيل، فشارك بالعديد من الأعمال كان أولها مسرحية “شيخ المنافقين” المأخوذة من مسرحية للشاعر والممثل الإنكليزي بن جونسون، من ثم مسرحية “طرطوف” و”الخاطبة”، الى ان قرر دخول عالم الدراما فشارك في مسلسل “بريمو” بالعام 1973 الى جانب رفيق سبيعي، هاني الروماني، فهد كعيكاتي، أنطوانيت نجيب، وسامية الجزائري.
وفي العام 1974 قدم ياسر العظمة اشهر مسرحياته الكوميدية وهي “ضيعة تشرين” التي كتبها الأديب محمد الماغوط وأخرجها الممثل دريد لحام وشارك فيها كممثل ايضاً، اضافة الى نهاد قلعي وصباح الجزائري وحسام تحسين بك وعمر حجو وغيرهم، من ثم قدم مسرحية “غربة” التي تتناول أحداثها واقع الوطن العربي في فترة السبعينيات وكانت من كتابة محمد الماغوط.
عاد ياسر العظمة الى الدراما بقوة كبيرة، حينما شارك في العام 1977 في مسلسل “الحب والشتاء”، ومسلسل “رحلة المشتاق”، ومسلسل الحكاية الثانية من سيرة بني هلال: “الأميرة الخضراء”، ومسلسلي “بصمات على جدار الزمن” ومسلسل “أبو الخيل” في العام 1980، من ثم قدم في العام 1981 مسلسل “تلفزيون المرح” ومسلسل “طبول الحرية”.
ياسر العظمة وانفصاله عن دريد لحام.. خلاف أم غيرة؟
حققت “غربة” و “ضيعة تشرين”، المسرحيتان اللتان شارك فيهما دريد لحام و ياسر العظمة ، نجاحات كبيرة توقع الجمهور أن تكون بداية لمرحلة مميزة من المسرح السوري عمادها العظمة ولحام، لكن سرعان ما انفصل النجمان عن بعضهما البعض، واختار كل منهما أن يشق طريقه بعيداً عن الآخر.
حُكي الكثير عن أسباب انتهاء علاقة النجمين، لكن كل من دريد لحام و ياسر العظمة لم يكشفا عن الموضوع، في وقت أكد البعض ان انفصالهما سببه نرجسية دريد لحام التي لا تتقبل أن يكون معه نجم بحجم ياسر العظمة، فيما الأخير يملك طاقة كبيرة يريد تفجيرها ولن يرضى بأن يكون ظلاً للحام فاختار الإنفصال عنه، كما حُكِي أن لحام هو من أقصاه، لكن في كل الاحوال، يبدو أن انفصالهما كان بسبب وجود خلاف دفعهما الى أن يفضّلا الاّ يلتقيا في أية أعمال بعد المسرحيتين الشهيرتين.
“مرايا” ياسر العظمة.. إنطلاقة صاروخية
طوال تلك الفترة التي قدم فيها العديد من الأعمال المسرحية والدرامية، كان يشق ياسر العظمة طريقه في مشروعه المستقل، حيث أضاف الى موهبته بالتمثيل مخزوناً أدبياً كبيراً من خلال قراءته للعديد من الروايات الأدبية العالمية والعربية، وشرع في العام 1982 بإبتكار خط درامي سوري جديد من خلال مسلسل “مرايا” الذي ما لبث أن تحول بعد نجاحه بأول جزء الى سلسلة لم تتوقف بشكل نهائي حتى اليوم، برغم مرورها بعثرات الا انها تجاوزتها.
يتلخص نجاح “مرايا” بمقولة أطلقها ياسر العظمة مع بداية العمل، حيث اشار الى ان المسلسل القائم على حلقات منفصلة تم تأسيسه على فكرة “من ما قرأت وشاهدت وعشت”، فبدت حلقات العمل متطابقة مع الواقع وتجسيداً درامياً كوميدياً لحياة المشاهد ليس الدمشقي فحسب، بل البدوي والقروي من ثم المواطن العربي.
إنتشار “مرايا” في العالم العربي.. وتحويله الى مدرسة لتخريج النجوم
ذاع صيت مسلسل ” مرايا ” بشكل كبير في سوريا مما دفع العظمة للشروع بإنتاج أجزاء متلاحقة من العمل، تحدث فيها بقالب كوميدي عن علاقة المواطن بالسلطة، وعن الأجهزة المخابراتية وقمعها للحرية، وتناول من خلاله علاقة المسؤولين ببعضهم البعض، وفساد الكثير منهم، فأصبح مع الوقت علامة فارقة في عالم الدراما الكوميدية اللاذعة وأقترب أكثر من المواطن السوري وبدأ ينتشر في العالم العربي.
تتابعت أجزاء مسلسل “مرايا” من العام 1982 الى العام 2013 ، وتم تصوير الجزء الأخير منه في الجزائر بسبب إندلاع الحرب في سوريا، وطوال تلك الفترة دأب المسلسل على تقديم وجوه سورية جديدة على الساحة، فأطل من خلاله كبار نجوم الدراما في وقتها كعصام عبه جي وسامية الجزائري ورفيق سبيعي وسليم كلاس.. اضافة الى شباب اصبحوا اليوم من أبرز وجوه الدراما السورية كقصي الشيخ نجيب، باسل خياط، صفاء رقماني، جهاد عبده، عابد فهد، سوسن أورشيد، مكسيم خليل، صفاء سلطان، سوزان نجم الدين، أيمن رضا، كاريس بشار، محمد قنوع، عاصم حواط، فادي صبيح، محمد حداقي، محمد خير الجراح، عدنان أبو الشامات، دينا هارون، عبد المنعم عمايري، روعة ياسين وغيرهم. فأصبح المسلسل مع الوقت مدرسة تصدّر النجوم والنجمات، وتؤسس لثورة الدراما السورية التي تربعت على عرش الدراما العربية مع بداية الألفية الثانية.
الحرب السورية تُهجّر “مرايا” الى الجزائر
إنقطع العمل عن المشاهدين منذ آخر جزء منه في العام 2013 وتم تصويره بالجزائر بسبب الحرب الدائرة في سوريا منذ العام 2011 حيث وقّع حينها العظمة عقداً مع مؤسسة الشروق للإعلام الجزائرية وقام بتصوير العمل داخل الجزائر وعُرض على أكثر من محطة، من ثم غاب العمل عن المواسم الخمس الأخيرة.
“مرايا” والعودة في الـ 2018 من داخل سوريا
موقع الفن، علم قبل فترة وجيزة بشكل حصري، أن الممثل ياسر العظمة وقّع عقداً مع إحدى شركات الإنتاج السورية في دمشق، واتفقا على إنجاز سلسلة جديدة من “مرايا” في الموسم الرمضاني المقبل 2019.
واتفقا أيضاً على مشاركة عدد من الممثلين الذين ظهروا سابقاً في العمل أمثال عابد فهد وصفاء سلطان وليلى سمور ومرح جبر ومها المصري ووفاء موصللي وكاريس بشار وصفاء رقماني وعارف الطويل، بينما يفتقد العمل لممثلين راحلين أمثال هالة حسني وحسن دكاك وسليم كلاس
موقف ياسر العظمة من الثورة السورية
مع اندلاع موجة التظاهرات في سوريا في العام 2011 المناهضة للنظام السوري، حتى اندلاع الحرب السورية التي لم تتوقف حتى إيامنا هذه، لم يتخذ الممثل السوري ياسر العظمة موقفاً واضحاً من الأحداث بل فضّل الصمت، معتبرا أنه ممثل وليس سياسي، فحاول كل طرف من اطراف الأزمة ان يصور أن العظمة مع فريقه، فتعرض للعديد من الإنتقادات من إعلام النظام السوري بسبب عدم اتخاذه موقفاً واضحاً بدعم النظام، وهو الذي غادر سوريا مع اندلاع الأحداث وأقام في مصر ثم في دبي، من ثم قدم مسلسله “مرايا” من الجزائر، فبدا الى حد كبير أن العظمة لا يمكن أن يكون من فريق النظام، في وقت لم يقف الى جانب الفصائل السورية المعارضة!
صمت العظمة طويلاً حيال الأزمة السورية ومان يردد في كل إطلالاته النادرة مقولة: “ما أريد قوله في السياسة اقوله في أعمالي”.
معلومات لا تعرفها عن ياسر العظمة :
– استعان العظمة منذ سنوات بباروكة شعر مستعار.
– متزوج منذ سنوات ولديه نجل وحيد يدعى “أنور”.
– يُعدّ ياسر العظمة من أكثر الممثلين حرصاً على إبعاد عائلته وحياته الخاصة عن الإعلام.
– تعرف على زوجته في مسرحية “غربة”.
– حصل على عدة جوائز خلال مسيرته الفنية، منها جوائز ذهبية ثلاث مرات في مهرجان القاهرة بفضل تميزه بأعماله الكوميدية، ونال جوائز تقديرية من نقابة الفنانين، كما تم تكريمه من مهرجان أبها الدولي للكوميديا، وغيرها من الجوائز والتكريمات.
– لاحقته الشائعات بشكل كبير وخصوصا شائعة وفاته الا أن عائلته نفت تلك الأخبار مراراً وتكراراً.
– قدم في السينما تجربة وحيدة وهي “الرجل الأخير”.
– عمل في تقديم البرامج في الستينيات وقدم برنامج تصحيح اللغة “أبجد هوز”.
الفن
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73