لوموند الفرنسية تكشف أسرار الضربات الإسرائيلية على سوريا
تحت عنوان “مراكز الأبحاث العسكرية في سوريا، هدف رئيسي لإسرائيل”، نشرت صحيفة “لو موند” الفرنسية مقالاً أشارت فيه الى أنّ تل أبيب كثّفت ضرباتها على سوريا، لأنّها تُدرك أنّ قدرتها على العمل والإستهداف ستتراجع في أعقاب الحرب.
ولفتت الصحيفة الى أنّ العلاقات الإسرائيلية مع موسكو لا تغيّر شيئًا، فإسرائيل مستمرّة بشنّ هجمات في سوريا، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس 27 أيلول، واتهم فيه طهران أيضًا بأنّها تعمل على تطوير أسلحتها النووية، وأنّها طلبت من”حزب الله” تجهيز صواريخ موجّهة ودقيقة ضد إسرائيل.
وتردّد صدى الكلمات التي أطلقها نتنياهو في تفسير التسارع الحاد في إيقاع القصف الاسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وأضافت الصحيفة أنّه في أوائل أيلول، صرّح مسؤول إسرائيلي أنّ سلاح الجو نفّذ حوالي 200 غارة خلال الثمانية عشر شهراً الماضية. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين فهذه الضربات تستهدف وقبل كل شيء مصالح إيرانية أو أخرى تابعة لـ”حزب الله”. ولكن يبدو أنّ الضربات طالت أيضًا، المسؤولين ومرافق البحوث والإنتاج والتخزين التي يديرها مركز الدراسات والبحوث العلميّة السوري، المسؤول عن تطوير الأسلحة الكيماويّة والصواريخ.
في 17 أيلول، وبعد الإعتداء على اللاذقية، نقلت مصادر سوريّة أنّه جرى استهداف فرع تقني لمركز البحوث العلمية المرتبط بالمركز الرئيسي في دمشق الذي استُهدف من قبل، علمًا أنّه مجمّع يمتد على مساحة 5 هكتارات.
ويعتقد رونين سولومن، وهو محلل استخباراتي إسرائيلي يتابع برامج تطوير الأسلحة السورية منذ سنوات، أنّ منظّمة الصناعات التكنولوجيّة قد أنشأت عام 2010 في سوريا، وهي تابعة لوزارة الدفاع السورية، تمثّلت مهمتها الرئيسية باستيراد تكنولوجيات ومكونات لبرامج الصواريخ السورية، وهي نسخ محليّة للصواريخ الإيرانية، وقد بنى هذا المحلّل معلوماته مستندًا الى صور التقطت عبر الأقمار الإصطناعية.
وإضافةً الى المنشأة في اللاذقية، فقد استهدفت الضربات الإسرائيلية مركز البحوث في برزة بريف دمشق ومصياف في وسط سوريا، وذلك في نيسان 2017.
وبحسب “لو موند”، تشتبه تل أبيب في أن طهران تنقل معدات لتركيب نسخة محلية من صاروخ “فاتح -110”. والخوف يكمن بأن يجري نقل هذا النوع من الصواريخ إلى “حزب الله”. وأضافت الصحيفة أنّ مدى “فاتح” يتراوح بين 200 و 300 كيلومتر، وهي سريعة ودقيقة.
وتابعت الصحيفة أنّه على بعد عشرة كيلومترات إلى الشرق من بلدة مصياف، تم ضرب موقع للمرة الأولى في 6 أيلول 2017 بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، وهذا الموقع كان قد استضاف منذ عام 2012 كتيبة “تجميع الصواريخ” و”وحدة 702″ المسؤولة عن تطوير الوقود الصلب. وتظهر صور الأقمار الصناعية أن المباني التي تم تدميرها في عام 2017 قد أعيد بناؤها في أوائل عام 2018، وضمّت “القطاع 4” المسؤول عن إعادة بناء شبكة الإنتاج، لكن تحت الأرض هذه المرة.
وتابعت الصحيفة الفرنسية أنّه إضافةً الى الضربات التي جرى ذكرها، فقد استهدفت منشآت أخرى في 4 أيلول الماضي. واللافت أّنّه تمّ اغتيال عزيز اسبر، مسؤول البرنامج البالستي في مركز البحوث، وعلى الرغم من تبنّي مجموعة متشددة مسؤولية اغتياله، إلا أنّ يد إسرائيل تبقى مرجحة، لا سيما وأنّه عُرف بأنّه “رجل ثقة” بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، وكاتم أسرار صواريخ تشرين وميسلون السورية وفاتح الإيرانية.
وأوضحت “لو موند” أنّ مركز البحوث يحظى باهتمام بالغ من قبل الإستخبارات الإسرائيلية والأميركية على حدّ سواء. وفي عام 2005، قام الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بتصنيف المركز الذي يستعين بحوالى 10 آلاف شخص، بأنّه مصدر خطر لانتشار الأسلحة.
وأضافت أنّه في العام 2008، أُطلقت عملية سريّة للموساد في سوريا، استهدف فيها مسؤولين في هذا المركز.
وبعد استعراض أماكن الضربات، لفتت “لو موند” إلى أنّ تكثيف الغارات الإسرائيلية على سوريا، يأتي ردًا أيضًا على خطين أحمرين، هما: منع أي نقل للاسلحة المتطورة الى “حزب الله” والحؤول دون التجذّر العسكري الإيراني في سوريا.
وختمت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أنّ هناك تفسيرًا آخر تقدمت به مصادر أمنية غربية، وهو أنّ تكثيف ضربات إسرائيل يعني اقتراب نهاية الحرب في سوريا، فبمجرد استعادة السلام، ستكون القدرة العسكرية الإسرائيلية على الضرب أقلّ بكثير مما هو عليه اليوم.
لوموند الفرنسية
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73