إدلب إلى أين… وكيف ينعكس مرسوم الإعفاء الرئاسي على تحرير إدلب؟
تتجه الأنظار إلى محافظة إدلب حيث يتم تنفيذ اتفاق سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي ينص على سحب الأسلحة الثقيلة من يد الجماعات المسلحة بكافة مسمياتها، فهل ستنجح تركيا في تطبيق الاتفاق بحذافيره، وخاصة أن تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي يسيطر على أغلب مساحة محافظة إدلب وريفها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن أن “المعلومات التي تصل الجانب الروسي تشير إلى الالتزام الكامل باتفاقية الجانبين الروسي والتركي حول منطقة منزوعة السلاح في إدلب. والمسؤولية الأكبر في هذا الوقت يتحملها الجانب التركي. المهلة تنتهي في الـ 15 من الشهر الجاري. لكن يومين أو ثلاثة لا تلعب دورا كبيرا بقدر ما تلعبه “فاعلية” التطبيق والوصول في النهاية إلى منطقة منزوعة السلاح فعليا”.
وحول ما إذا كان هناك عمل ملموس بانسحاب الفصائل المسلحة من المنطقة المتفق عليها “منزوعة السلاح” وتسليم السلاح الثقيل.
يقول المحلل السياسي الدكتور كمال جفا: هناك فصائل منضوية تحت القيادة التركية وتنفذ أوامر الاستخبارات التركية، مثل فصائل “الجيش الحر” و”فيلق الشام” وكل الفصائل التي تنضوي تحت ما يسمى تنظيم “الاخوان المسلمين” وهناك فصائل مثل “أجناد القوقاز” و”جبهة النصرة و”الحزب الإسلامي التركستاني” و”جيش المجاهدين” كل هؤلاء يخرجوا ببيان صريح منهم أنهم قاموا بالانسحاب من أي منطقة.
ويضيف كمال جفا: ما نشاهده في الأيام القليلة الماضية والتي كانت تحرص تركيا أن تظهر للجانب الروسي الذي هو شريكها في الاتفاق أن هناك انسحابات، لكن عمليات الاستطلاع اليومية نرى أن هناك عمليات مراوغة بشكل كبير على بعض الجبهات، كما أن الفصائل المسلحة تستهدف مدينة حلب وهذا يعني أنه لا يوجد حسن نية من قبل الفصائل المسلحة وهي مدعومة من تركيا، أما في مناطق ابو الظهور في منطقة العيس، نزولا إلى شمال حماه في صوران، نلاحظ هناك بعض الفصائل قامت بعمليات استعراضية وسحبت بعض الأسلحة الثقيلة، يقول الجانب التركي إنه سحب مئة وحدة قتالية ثقيلة أي تم تصويرها، لكن هذه الفصائل تملك آلاف القطع من السلاح الثقيل، وحسب استطلاعاتنا فقد تم طمر وإخفاء بعض السيارات في المحور الجنوبي من مدينة حلب، وهذا ما نشاهده بالعين المجردة وما صورته طائرات الاستطلاع، وكل الاعتقاد أن الجانب التركي يريد أن يظهر للجانب الروسي أن هذه الفصائل نفذت ما عليها من بنود، ولكن الواقع يقول شيئا آخر، وتم نقل المسلحين إلى منطقة حارم وشمال اللاذقية وتدعيمهم على الجبهات القتالية في مواجهة الجيش السوري، اليوم تركيا على المحك، فهل سوف تجبر الفصائل المسلحة على تطبيق بنود اتفاق سوتشي، لذلك نحن سنشهد عمليات موضعية للجيش السوري في بعض المواقع، بحسب رفض أو موافقة الفصائل تنفيذ بنود اتفاق سوتشي.
كما أضاف كمال جفا أن الجانب الروسي والسوري في حال فشل تنفيذ اتفاق سوتشي، مستعدان وجاهزان للقيام بعمليات عسكرية موضعية لا محال ضد الفصائل التي الفصائل التي ترفض الاتفاق، وعلى تركيا إرغام جبهة النصرة والجماعات التي تقاتل معها على تطبيق الاتفاق أو محاربتها، كما أن تركيا نقلت بعض الجماعات المسلحة إلى جبل قنديل وهي تنسق استخباراتيا مع الولايات المتحدة، فتركيا تلعب مع جميع الأطراف، لكن يبقى الفيصل هو الميدان وما يتم تحقيقه على الجبهات خلال الأيام القادمةإ فأما تلتزم تركيا ببنود الاتفاق، أو أننا سنكون أمام معارك موضعية مفصلية ستؤدي إلى تطبيق الاتفاق بالقوة.
وعن المرسوم الذي أصدره الرئيس بشار الأسد وقرار العفو عن الفارين، ومدى تأثيره على عملية إدلب، يقول كمال جفا:
هناك عشرات الآلاف من أبناء إدلب يريدون الدخول إلى مدينة حلب أة حماه لتسليم أنفسهم إلى قيادة الجيش السوري، ورأينا عددا كبيرا من المدنيين سلموا أنفسهم للجانب الروسي في معبر أبو الظهور، هناك تنسيق عال بين القيادتين العسكريتين الروسية والسورية في هذا المجال، ولاحظنا كيف رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بمرسوم العفو الذي سيحلحل بعض الهواجس عند أبنا مدينة إدلب، وهناك فرصة لكل الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية بالدخول إلى مناطق سيطرة الدولة السورية والالتحاق بمواقع الجيش السوري، لذلك سيؤثر قرار الإعفاء إيجابيا وحل بعض القضايا والهواجس التي نقلتها لجان المصالحة إلى الجانب الروسي، كما أن القرار سينعكس إيجابيا على زيادة عدد المنتسبين إلى القوات المسلحة للمساهمة في تطهير سوريا من الإرهاب، لذلك نحن قادمون إلى انفراجات في الميدان وفي السياسة، وانفراجات اجتماعية من خلال اليد الممدودة للدولة السورية بكافة المجالات إلى أبنائها في محافظة إدلب.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت، أن موسكو تدقق في معلومات تفيد باكتمال عملية سحب الأسلحة الثقيلة من منطقة منزوعة السلاح في إدلب من قبل المسلحين.
وفي موجز صحفي ذكرت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، بأن وسائل الإعلام التركية أفادت، بانتهاء سحب الأسلحة الثقيلة، مضيفة: “نحن ندقق حاليا في هذه المعلومات عبر خبرائنا”.
وأكدت المتحدثة أن أكثر من ألف مسلح غادروا المنطقة المنزوعة السلاح حتى الآن، كما تم سحب نحو 100 قطعة من الآليات العسكرية من هناك.
وفي سياق آخر، أعربت زاخاروفا عن ترحيب موسكو بقرار السلطات السورية منح عفو عام عن الفارين من الجيش، مضيفة أن روسيا ترى في هذا الإجراء “خطوة مهمة جديدة من قبل الحكومة السورية في معالجة آثار النزاع المسلح في البلاد وإعادة الوضع إلى استقراره بشكل مستدام”.
لا بد من عودة كل الأراضي السورية إلى كنف الدولة السورية، وهذا ما أكده الرئيس بشار الأسد ووضع هذا الهدف أولوية أمام عينيه، إضافة إلى أن الطرف الروسي الذي تدخل بدعوة من السلطات السورية لتحرير سوريا من الإرهاب ودعم السلطة الشرعية والحفاظ على وحدة الدولة السورية أرضا وشعبا، يعمل جاهدا مع الجيش السوري لتطهير كل المناطق من سيطرة الجماعات والتنظيمات الإرهابية بكافة مسمياتها.
إعداد : نزار بوش
“سبوتنيك”
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73