المكدوسة بـ 200 ليرة .. أكلة الفقراء أصبحت وقف على موائد الأغنياء في سورية !!
باتت بعض الأسر الفقيرة في سوريا عاجزة عن شراء حتى ربطة الخبز، فكيف لها أن تمون المكدوس الذي أصبحت تكلفة الحبة منه تقارب 200 ليرة؟!
حيث دفع غلاء الأسعار السوريين للتخلي عن فكرة “المونة” التي لم يعد لها جدوى للتوفير، بسبب ارتفاع تكاليف المكونات الأساسية للمواد التي تمون كالمكدوس والزيتون والأجبان والألبان وغيرها.
غلاء المكونات يغيب المكدوس عن المائدة
بعد أن كانت مائدة الأسر ولا سيما الفقيرة منها لا تخلو من “المكدوس”، تحولت هذه الأكلة اليوم إلى عبئ مادي للكثيرين نتيجة الضغوط المادية الكبيرة التي باتت تنفق فيها، حيث أكدت مصادر محلية لـ “بزنس 2 بزنس سورية” أن كلفة المكدوسة الواحدة تتراوح بين 100- 200 ليرة، وذلك حسب الحشوة من حيث كثرتها أو ندرتها ونوع الزيت الذي تحفظ فيه المادة، ويصل سعر كيلو الباذنجان الحمصي حالياً إلى 250 ليرة والحموي 225، أما كيلو الجوز الأوكراني فوصل إلى 5500 ليرة، والبلدي 6500 ليرة، وسعر عبوة الزيت البلدي للتر الواحد نحو 2000 ليرة، ولتر زيت عباد الشمس 750 ليرة، وكيلو الفليفلة الحمراء يقارب 200 ل.س، عدا عن تكاليف الغاز اللازم لسلق الباذنجان.
وأكدت أم علي (موظفة في القطاع العام) لـ “بزنس 2 بزنس سورية” أن كثير من العوائل تجاهلت مرغمة مونة المكدوس وأهمية تأمينها لأفراد العائلة، فالحياة
المعيشية صعبة جداً وتتطلب أحياناً كثيرة الترشيد في استهلاك بعض الأصناف،
ما دفعها لتموين نصف كمية المكدوس التي اعتادت أن تمونها قبل الحرب.
ارتفاع الأسعار شكل عائقاً كبيراً أمام العديد من السكان كون مونة المكدوس باتت مكلفة فـ “العائلة المكونة من 5 أشخاص تحتاج إلى 70 كيلو من الباذنجان و30 من الفليفلة و 4 كيلو جوز على الأقل إضافة للكثير من الثوم والملح وقرابة 15 ليتراً من الزيت”، كما تؤكد أم محمود (ربة منزل) في حديثها لـ “بزنس 2 بزنس”.
وتضيف أم محمود: “لقد تخليت كلياً عن فكرة مونة المكدوس هذا العام، فهناك أولويات أهم لدي من المكدوس وأهمها تأمين الخبز والقوت اليومي، فبسبب الغلاء لم أعد أفكر ماذا سأطعم أولادي غداً، بل أسير على مبدأ “كل يوم بيومه”.
حلول بديلة
فرض ارتفاع الأسعار الجنوني على المواطن السوري استخدام حيل بديلة لصناعة المكدوس كزيت عباد الشمس بدلاً عن زيت الزيتون، والفستق العبيد بدلاً عن الجوز البلدي، والثوم الصيني بدلاً عن البلدي، مع غض الطرف عن الطعمة والمذاق المهم ألا يغيب صحن المكدوس عن المائدة.
تقول أم سامر لـ “بزنس 2 بزنس”: “بهذه الطريقة خففت بعض النفقات لكن التكلفة تبقى مرتفعة في كل الأحوال”، أما سمر فتؤكد بأن “المكدوس يتغير مذاقه عند تبديل مكوناته الأساسية”، لذا فـ “تقليص الكمية مع الحفاظ على هذه المكونات أفضل من تبديلها”.
باب رزق
أصبحت صناعة المكدوس “باب رزق” لكثير من العائلات السورية التي حرمت من تناوله لكنها امتهنت تصنيعه كمهنة مربحة، واستفاد بعض المواطنين من موسم المكدوس للمتاجرة به، وبيعه جاهزاً للعائلات الغنية.
كما لجأت بعض النازحات السوريات لبيع المكدوس الذي يبرعن في صنعه، فتؤكد أم حسن (نازحة من ريف إدلب) في حديثها لـ “بزنس 2 بزنس” أنها وجدت في صنع المكدوس الذي تتقنه باب رزق يساعد على العيش بظروف إنسانية مقبولة ريثما تعود لمدينتها.
وتضيف: “يؤمن لي صاحب أحد محلات الخضار كل حاجيات صنعه، وأنا أقوم بإعداده ومن ثم يقوم هو بتسويقه ويعطيني نسبة من الربح حسب قيمة الكمية المباعة”.
باتت تكاليف المونة غير متوافرة في جيب المواطن الذي لم تعد الحسابات تجدي نفعاً في إيجاد طريقة لإكمال الشهر بعد أول أسبوع منه، وغابت أبسط متطلبات العيش بعيدة عن متناول الأسر محدودة الدخل في سوريا.
بزنس تو بزنس
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73