فشل جميع السيناريوهات الغربية لتغيير الخريطة السياسية والجغرافية في سوريا
في الوقت الراهن ومع اقتراب نهاية الأزمة في سوريا نتيجة للانتصارات التي حققها الجيش السوري على مختلف الجبهات ضد الجماعات الإرهابية التي كانت تعيث فساداً في العديد من المناطق والمحافظات السورية، أثيرت قضية إعادة إعمار سوريا بشكل جدي وبالفعل، وعلى اعتبار أن العديد من المدن السورية كانت ضحية للإرهاب، فلقد دعت الحكومة السورية، المجتمع الدولي بأسره للمساعدة في إعادة بناء المدن المتضررة، وعلى الرغم من أن الحكومة السورية لم تطلب من أمريكا وبعض الدول الأوروبية المشاركة في عمليات إعادة البناء، إلا أن تلك الدول وبخلاف جميع التوقعات الأولية، أعلنوا أنهم لن يشاركوا في عملية إعادة بناء المدن السورية المتضررة ومع ذلك، فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، ما هو الهدف الذي تسعى أمريكا والدول الأوروبية للحصول عليه من خلال إعلانهم المفاجئ والمتعجّل لهذا الأمر؟ هل سوف ينجحون في محاولاتهم منع مشاركة إيران وروسيا في عملية إعادة بناء سوريا؟ وللإجابة على كل هذه الأسئلة، قام موقع الوقت التحليلي الإخباري بإجراء مقابلة مع “حسن هاني زادة” الخبير السياسي في القضايا الدولية.
عدم مشاركة الدول الغربية في عملية إعادة بناء سوريا سُيعدّ فشلاً لجميع السيناريوهات التي خططوا لها مسبقاً
علّق الأستاذ “حسن هاني زادة” على جميع الأسباب التي دفعت أمريكا والدول الأوروبية لعدم المشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا، حيث قال: خلال السنوات التي تلت بداية نشوب الأزمة في سوريا، فشلت جميع السيناريوهات التي خططت لها أمريكا والدول الأوروبية لتغيير الخريطة السياسية والجغرافية لهذا البلد، ونظراً لمعرفتهم في الوقت الحالي باقتراب نهاية الأزمة في سوريا، فلقد قاموا بالتخطيط لسيناريو جديد لهزيمة المحور الروسي- الإيراني، ومنعه من المشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا ولهذا فلقد قامت أمريكا والدول الأوروبية عقب خسارتهما في الأزمة السورية وعدم قدرتهما على الصمود أمام القوتين الروسية والإيرانية، بحياكة خطط جديدة لمنع طهران وموسكو من المشاركة في عملية إعادة إعمار المدن السورية المتضررة، وفي هذا السياق يحاول المحور الغربي الدفع باتجاه شن حملة دعاية إعلامية ضخمة ضد هذين البلدين لتضليل الرأي العام واختلاق الكثير من الأكاذيب العارية عن الصحة لإجبار طهران وموسكو على التنصل من مسؤولية إعادة إعمار سوريا وفي الحقيقة، سوف يسعى الأمريكيون والأوروبيون في المستقبل القريب إلى خلق العديد من الأعذار والذرائع لمنع إيران وروسيا من المشاركة في عملية إعادة بناء سوريا.
عدم قدرة أمريكا على منع إيران وروسيا من المشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا
يمضي الخبير السياسي في القضايا الدولية في حديثه، مجيباً على السؤال القائل، إلى أي مدى يمكن نجاح الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات جديدة على إيران وروسيا بذريعة مشاركتهما في عملية إعادة إعمار سوريا؟ حيث قال: “استناداً إلى الحقائق الميدانية والتطورات السياسية التي حدثت على مدى السنوات القليلة الماضية، يبدو أنه من الطبيعي ألّا تستطيع أمريكا منع موسكو وطهران من المشاركة في عملية إعادة بناء سوريا والسبب هو أن الحكومة السورية يمكن أن تقرر مستقبلها كسلطة شرعية للبلاد، وبالتالي، فمن المؤكد أن الرئيس “بشار الأسد” لن يستسلم لضغوط واشنطن المحتملة على الإطلاق” وأضاف قائلاً: “على الرغم من عدم قدرة أمريكا على منع مشاركة إيران وروسيا في عملية إعادة بناء الدولة السورية، إلا أنه لا ينبغي إغفال أنها ستستخدم بالتأكيد إمكاناتها الكاملة للضغط على هاتين القوتين الرابحتين في المعادلة السياسية الخاصة بالأزمة السورية ولذلك فإن العقوبات على إيران وروسيا يمكن توقعها من أمريكا ومن الممكن حتى فرض عقوبات على سوريا أيضاً”.
هدف إيران من تقديم المساعدة لإعادة إعمار سوريا لا يعتمد على الحسابات المادية والمالية
أشار الأستاذ “هاني زاده”، في جزء آخر من حديثه إلى الأهداف التي تسعى كلٌّ من إيران وروسيا والصين لتحقيقها من خلال مشاركتهم في عملية إعادة إعمار سوريا، حيث قال: “إن إيران لا تطمع في الحصول على أي منافع مادية أو مالية من خلال مشاركتها في عملية إعادة إعمار سوريا وذلك لأن الدولة السورية لديها موارد مالية محدودة وتصدر كمية قليلة جداً من النفط، ولكن بما أن هذا البلد يعتبر جزءاً من المقاومة، فإن لدى طهران رؤية إيجابية لمساعدة هذا البلد وإعادة بناء بنيته التحتية الاقتصادية والتنموية والمالية، وبالنسبة لروسيا فهي تسعى لتقديم المساعدة لدمشق بسبب مصالحها الاستراتيجية في سوريا وقاعدتها العسكرية المتمركزة في مدينة “طرطوس” باعتبارها القاعدة الوحيدة الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولهذا تحرص روسيا على الحفاظ على موقفها وزيادة نفوذها في هذا البلد وفي نهاية المطاف، تحاول الصين، باعتبارها واحدة من القوى الدولية الرئيسية التي دخلت في حرب تجارية مع أمريكا، أن تلعب دوراً نشطاً في منطقة غرب آسيا، وألّا تتخلى عن سوريا التي تعتبرها ممرها وبوابتها الدولية للعالم.
الوقت – حسن هاني زادة
Notice: Trying to get property 'post_excerpt' of non-object in /home/shaamtimes/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73