تغيرات في سورية.. وخوف أمريكي في لبنان
تحت العنوان أعلاه كتب “علي مخلوف” مقالاً في موقع ” أنباء آسيا” الالكتروني وأكد فيه على تغير المشهد السوري ، حيث جاء في المقال :
يحاول الفرنسي تناول الكرواسان في أحد أزقة الشام العتيقة، فيما دغدغت أحلام السلطان بنشر انكشارييه للاستيلاء على الشمال رأس أردوغان، الألماني يحاول تشغيل ماكينته الدبلوماسية والأمنية بأقصى سرعة، فبرلين لها مصلحة كبرى بالولوج إلى الداخل السوري والحصول على كم كبير من المعلومات حول اللاجئين الذين ذهبوا إليها بعد أن حلق عدد منهم اللحى لا سيما الـ “الجهاديين” فضلاً عن المقاتلين الأجانب ومنهم حملة الجنسية الالمانية، خصوصا بعد أن رفضت السلطات السورية طلب تعاون استخباراتي معلوماتي في هذا الشأن وقد اشترطت دمشق عودة العلاقات الدبلوماسية كخطوة أولى لأي تعاون، لعل كل ذلك ما يجعل الفرنسي والألماني والتركي يعقدون اجتماعاً رباعياً مع الروسي في أنقرة بتاريخ 27 من الشهر الجاري حول سورية.
على وسائل الإعلام غاب المشهد السوري، المزاج العام تغير، لم تعد أخبار القتلى والدمار ونتائج المعارك تتصدر العناوين، تغيرت الصور والأكثر رواجاً فيها كانت صور المعابر المفتوحة ولقاءات الوفود مع مسؤولين سوريين.
في هذا السياق سُربت معلومات حول قيام بعض الدول العربية والغربية بالتواصل مع دمشق من أجل إعادة فتح سفاراتها، وهذا تقاطع مع معلومات أخرى أفادت بأن هناك تغيراً في مواقف بعض الدول العربية التي كانت تعادي النظام السوري بحسب ما يسمونه، لا سيما بعد أن أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن بلاده مستعدة لسماع أي مبادرة عربية كانت أم غربية.
أما أصحاب الأعصاب السيبيرية في روسيا فهم مستمرون بجولاتهم الدبلوماسية ونشاطهم المتنامي في المنطقة للتباحث حول الملف السوري مع الجميع، البعض يرى بأن موسكو نجحت فعلاً في سحب البساط من تحت أقدام الأمريكي، على ما يبدو لن يطول الأمر حتى يرفع الروس أنخاب الفودكا بسبب نجاحاتهم المستمرة عبارة “نازداروفيا ـ بصحتكم” ستُسمع كثيراً في هذه الفترة، وهو ما دفع بالرئيس الأمريكي ترامب الإعلان عن نية بلاده الانسحاب من معاهدة الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى مع روسيا، بالتزامن مع زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون إلى موسكو، حيث سيبلغ الروس بشكل رسمي بهذا الأمر.
ملفات عدة موضوعة على طاولة المكتب البيضاوي ، هناك ترتيبات قضية الخاشقجي مع السعودية، حيث تم إنهاء اللمسات الأخيرة عليها وظهر ذلك من تصريحات ترامب ذاته، هناك ملف توازن القوة في العالم مع الروسي بشكل عام كالترسانات الصاروخية وأنظمة الدفاعات الجوية، إضافةً إلى الملف السوري، يُضاف إليه تخوف أمريكي من ولوج الروسي إلى الساحة اللبنانية عبر بعض القوى الحليفة لسورية كحزب الله وأمل والتيار العوني والمردة كقوى أساسية، أيضاً هناك الملف الليبي وما يُشاع حوله من وجود محاولات روسية لتحقيق نفوذ لدرجة دفعت البعض للقول بأن التجربة الروسية في سورية سوف يتم تكرارها في ليبيا.
Warning: Attempt to read property "post_excerpt" on null in /home/dh_xdzg8k/shaamtimes.net/wp-content/themes/sahifa/framework/parts/post-head.php on line 73